قضايا وآراء

الصفعة بين المحنة والمنحة

هشام عبد الحميد
يقول الكاتب: "تضخمت هذه الواقعة إعلاميا، وأصبحت بمثابة قضية أمن قومي"- أكس
يقول الكاتب: "تضخمت هذه الواقعة إعلاميا، وأصبحت بمثابة قضية أمن قومي"- أكس
اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي وكل وسائل الإعلام بصفعة المطرب الكبير عمرو دياب لأحد معجبيه عندما أراد التصوير معه، وقد تم نشر الفيديو على كل المواقع بإلحاح ملفت.

يُطرح بالتبعية سؤال هام: هل هذه الواقعة تتوازى مع الأحداث المأسوية التي تمر بها الإنسانية من كوارث وحروب ومجاعات؟ نعم تحمل هذه الواقعة من الطرافة والقسوة ما يجعلها ملفتة ولكنها يجب أن تظل في حجمها الطبيعي.

وهذا لم يحدث مع شديد الأسى والأسف، فقد تضخمت هذه الواقعة إعلاميا، وأصبحت بمثابة قضية أمن قوميً، وانقسم المجتمع: فريق يذهب إلى أن المطرب الشهير له العذر في توجيه صفعة على وجه أحد معجبيه، وحجتهم في هذا أن المعجب أمسك بجاكيت المطرب الشهير بطريقة غير لائقة، والبعض وصفها بالتحرش، نعم هكذا كان الاتهام، وذهب الفريق الثالث إلى إدانة المطرب الشهير متهمين إياه بالغرور والتكبر والاستعلاء.

هل هذه الواقعة تتوازى مع الأحداث المأسوية التي تمر بها الإنسانية من كوارث وحروب ومجاعات؟ نعم تحمل هذه الواقعة من الطرافة والقسوة مما يجعلها ملفتة ولكنها يجب أن تظل في حجمها الطبيعي
بل وذهب البعض أكثر من هذا إلى أن تاريخ المطرب الشهير مليء بسقطات من هذا النوع، وأن هذا المطرب قد بولغ في تدليله أكثر من اللازم حتى تضخمت ذاته وأصبح على ما هو عليه الآن.. إلخ، من مثل هذا النوع من الاتهامات، ولكن قد يكون لكاتب هذه السطور منظور آخر.

تذكرني هذه الواقعة، مع اختلاف التفاصيل ولكن تماثلها في النتيجة، بواقعة عبد الحليم حافظ وصفارته الشهيرة لحفنة من الجمهور المنفلت بحفل أغنيته الأخيرة "قارئة الفنجان"؛ أسفرت عن نتائج كارثية في قادم الأيام على عبد الحليم حافظ، فقد انبرت كل الأقلام الصحفية والبرامج الإعلامية تنهش في حليم، وتتهمه بالغرور والتعالي تماما كما حدث اليوم.

وبالطبع كان هناك نذير شؤم بنهاية نجاح كبير بمأساة كبيرة، وهذا ما حدث لحليم الأسطورة الباقية برغم اهتزاز صورته وقت الواقعة، والتي رصدها تسجيل تلفزيوني يُبث من وقت لآخر على يوتيوب بمواقع التواصل الاجتماعي، تماما مثلما يحدث الآن، الأمر الذي يطرح بدوره سؤال كبير: هل هذا مثابة إنذار..؟! أم أنه بداية العد التنازلي لإفساح مكان لطاقة فنية أخرى..؟!

الإجابة عن هذه الأسئلة سيجيب عنها القادم من الأيام، والتي أتمنى أن تحمل لنا الكثير من السعادة والفرح والسرور.
التعليقات (0)