صحافة دولية

مؤرخ يحذر من مغبة الاستقطاب السياسي في الولايات المتحدة.. "أنصار ترامب جاهزون"

من المقرر إجراء الانتخابات الرئاسية الأمريكية في تشرين الثاني /نوفمبر الماضي- الأناضول
من المقرر إجراء الانتخابات الرئاسية الأمريكية في تشرين الثاني /نوفمبر الماضي- الأناضول
شدد مؤرخ فرنسي على أن محاكمة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب تتسبب في هز آخر قلاع سيادة القانون والسلطة القضائية في "بلاد العم سام"، مشيرا إلى أن الانتخابات الرئاسية المقبلة "سوف تضع رجلا ثمانينيا هشا وهو جو بايدن في مواجهة مدان مهدد بالسجن".

وقال المؤرخ ومؤلف كتاب "فوضى الديمقراطية الأمريكية.. ما تكشفه أعمال الشغب في الكابيتول"، ران هاليفي، إن الاستقطاب الأيديولوجي جعل الأمريكيين ينسون إرث الآباء المؤسسين، حتى إن مسألة بالغة الأهمية مثل عزل الرئيس، لا يتم تحديدها من خلال خطورة الأفعال المنسوبة إليه، بل من خلال حساب الانتماءات الحزبية في مجلسي النواب والشيوخ.

وأضاف في مقال نشرته صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية، أن إدانة الملياردير الجمهوري بـ34 تهمة جنائية الشهر الماضي، في محاكمة مثيرة للجدل لأسباب قانونية، هزت آخر قلاع سيادة القانون والسلطة القضائية بالولايات المتحدة.

واعتبر المؤرخ أن "الاستقطاب في الولايات المتحدة يجعل تعيين القضاة والمدعين العامين يتم على نحو مثير للريبة، لأن تفضيلاتهم السياسية تؤثر في انتخابهم، حتى ولو كانت العدالة الأمريكية ترغب في اتباع روح الآباء المؤسسين".

اظهار أخبار متعلقة


ولفت إلى أن ترامب علق على إدانته بأسلوبه المعتاد المتمثل في استهداف التشهير ونظريات المؤامرة، وقال متبعا نفس الخطاب التحريضي الذي سبق أعمال الشغب في الكابيتول: "ماتت العدالة، أنا أقاتل من أجل بلدي، أنا سجين سياسي".

وأوضح هاليفي أن أنصار ترامب هذه المرة جاهزون فلم يكونوا بحاجة إلى التشجيع لإصدار تهديدات بالقتل على شبكات التواصل الاجتماعي ضد قضاته "يجب إعدامهم جميعا".

كما جلبت الدعوة للتبرعات أكثر من 140 مليون دولار في غضون أيام قليلة، في حين وقف الحزب الجمهوري تحت الأوامر، وقفة رجل واحد مع ترامب، الذي لم ينس ضم ناخبيه إلى مصيبته قائلا: "إذا استطاعوا أن يفعلوا ذلك بي، فيمكنهم أن يفعلوا ذلك بأي شخص"، حسب المقال.

اظهار أخبار متعلقة


وذكر الكاتب أن الجديد في محاكمة ترامب هو كون الرئيس السابق لم يُدَن من قبل المسؤولين المنتخبين، بل من قبل هيئة محلفين مكونة من 12 مواطنا دون دوافع أيديولوجية، مشيرا إلى أن أسوأ ما رافق هذه المحاكمة هو أن الاستقطاب السياسي مزّق البلاد ودمر سيادة القانون والسلطة القضائية.

ولفت إلى أن هذه هي المرة الأولى في التاريخ الأمريكي التي يخفي فيها مرشح رئاسي مسألة قانونية في صورة نزاع حزبي، كما أنها المرة الأولى التي يهاجم فيها حزب أبراهام لنكولن المؤسسة القضائية باعتبارها جزءا من "الدولة العميقة"، وفقا للكاتب.

كما اعتبر المؤرخ الفرنسي، أن "الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة سوف تضع رجلا ثمانينيا هشا في مواجهة مدان مهدد بالسجن، ويدعمهما حزبان في حالة حرب، وليس بينهما أي شيء مشترك سوى الكراهية المتبادلة"، حسب تعبيره.

التعليقات (0)