قالت
صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية؛ إن الحرب في
غزة ألقت بظلالها على الجيوسياسية الآسيوية، حيث ظهر ذلك خلال منتدى أمني إقليمي كبير في نهاية الأسبوع الماضي،
وأضافت؛ "أن حرب غزة تعد منذ أكثر من 8 أشهر، من القضايا الساخنة في دول جنوب شرق آسيا مثل إندونيسيا وماليزيا، حيث يكثر "التعاطف الإسلامي"، والرفض إزاء معاناة المدنيين الفلسطينيين، والغضب من تواطؤ الحكومات الغربية مع إسرائيل".
وتابعت: "عندما اعتلى رئيس إندونيسيا المنتخب، برابوو سوبيانتو، المنصة في منتدى حوار شانغريلا في سنغافورة، الأسبوع الماضي، خصص أول 15 دقيقة من الخطاب للتركيز على الحرب في غزة، إذ أعرب عن أسفه للأحداث المفجعة والمآسي التي تعرض لها الفلسطينيون.
إظهار أخبار متعلقة
ودعا سوبيانتو، إلى إجراء تحقيقات في "الكارثة الإنسانية" والمساءلة عنها، كما رحب في الوقت نفسه بجهود إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، في التوسط للوصول إلى اتفاق يمكن أن يؤدي إلى وقف إطلاق النار.
وقال برابوو؛ إن إندونيسا التي تُعد أكبر دولة ذات أغلبية مسلمة في العالم، ستكون مستعدة للمساعدة في الحفاظ على السلام في الشرق الأوسط.
وأشارت الصحيفة، إلى أن برابوو لم يكن الوحيد من بين العديد من المسؤولين الحاضرين في المنتدى الذي لفت الانتباه إلى الأزمة في غزة، حيث خيمت الحرب على مجريات الأحداث.
كما لفت القادة والدبلوماسيون وعدد لا يحصى من المحللين من جميع أنحاء المنطقة إلى المسار المثير للقلق للصراع، والظل الذي ألقاه على المخاوف الجيوسياسية الأخرى.
وشجب وزير الدفاع الماليزي، محمد خالد نور الدين، ما قال؛ إنها "أعمال الإبادة الجماعية" في غزة، وحث منظمي القمة، المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، وهو مركز أبحاث بريطاني، على دعوة ممثل فلسطيني لحضور اجتماعهم العام المقبل.
بدورهم، سارع المسؤولون الصينيون الموجودون في سنغافورة إلى إثارة مسألة "تسامح الولايات المتحدة مع الانتهاكات الإسرائيلية".
ووفق الصحيفة، فإن الصينيين ربما وجدوا في الحرب الجارية وسيلة تفيدهم عندما يواجهون الانتقادات بشأن دور بلادهم في دعم الغزو الروسي لأوكرانيا.
إظهار أخبار متعلقة
ونقلت عن خبير شؤون الشرق الأوسط في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، إميل الحكيم قوله؛ إن "عدم التوافق بين بعض المسؤولين الآسيويين ونظرائهم الغربيين بشأن قضية غزة كان واضحا خلال المنتدى، حيث لم يكن الغربيون مستعدون لعمق المشاعر تجاه غزة في المنطقة ومدى حجمها، وإظهار الإحباط بشأن النفاق الغربي في المحادثات الآسيوية".
وأضاف، أن ذلك كان بمنزلة "نقطة عمياء" بالنسبة للغرب، بغض النظر عن أن "المسؤولين الآسيويين قد تكون لديهم نقاط عمياء ونفاق خاص بهم أيضا.
وأوضح: "قد تكون غزة بمنزلة عصا، أو وسيلة إلهاء، لكنها لا تقلل من حقيقة أن الغربيين يكافحون في محاولتهم حشد الدعم لوجهات نظرهم حول النظام العالمي القائم على القواعد".
واعترف بعض المسؤولين الغربيين الذين حضروا القمة بالتوتر بشكل مباشر، إذ يقول مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل؛ إنه من المهم بالنسبة للحكومات الغربية "تجنب تهم الكيل بمكيالين".
كما حث الدول على دعم التحقيق المحتمل الذي تجريه المحكمة الجنائية الدولية بشأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المتهم بارتكاب "جرائم حرب مزعومة"، وكذلك الضغط على
الاحتلال للامتثال للأحكام التي أصدرتها محكمة العدل الدولية لحماية حياة الفلسطينيين، وفق الصحيفة.
إظهار أخبار متعلقة
وقالت الرئيسة التنفيذية لمؤسسة آسيا ونيوزيلندا، سوزانا جيسيب للصحيفة: "ما يحدث هو أن الولايات المتحدة نفسها، تزيد من صعوبة فهم الدول الصغيرة لسياساتها (واشنطن) ومواقفها والارتباط بها".
وأضافت: "من ناحية، يؤكدون مصداقية النظام القائم على القواعد، ومن ناحية أخرى، فإن الدول في جميع أنحاء جنوب شرق آسيا، ترى ما يحدث في غزة والدعم الأمريكي للإجراءات الإسرائيلية".
من جهته قال خبير الأمن الآسيوي في معهد الدراسات الاستراتيجية والدولية في كوالالمبور بماليزيا، شهريمان لوكمان؛ إن "الوجود الأمريكي أمر بالغ الأهمية للاستقرار في آسيا"، لكن على المدى الطويل، "لا يمكن الحفاظ على هذا الوضع، إلا إذا تمكنت الدول الشريكة من تسويق أهمية علاقاتها مع الولايات المتحدة لشعوبها".