اتهم مجلس السيادة الانتقالي بالسودان، فجر الخميس، قوات "
الدعم السريع" بارتكاب "مجزرة" قتلت فيها "عددا كبيرا من الأبرياء"، بينما قالت الأخيرة إنها هاجمت 3 معسكرات تضم عناصر من
الجيش والمخابرات ومتطوعين.
وقال المجلس، في بيان: "أقدمت الدعم السريع على ارتكاب مجزرة بشعة في حق المدنيين العزل في قرية ود النورة بولاية الجزيرة (وسط)، راح ضحيتها عدد كبير من المواطنيين الأبرياء".
وأردف: "تُضاف هذه الجريمة البشعة لسلسلة الجرائم التي ترتكبها هذه المليشيا المتمردة (الدعم السريع) في كثير من ولايات
السودان".
ودعا المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان إلى "إدانة واستنكار هذه الجرائم ومحاسبة مرتكبيها من مليشيا الدعم السريع الإرهابية، إعمالا لمبدأ عدم الإفلات من العقاب".
وفي وقت سابق الأربعاء، أشارت لجان مقاومة مدني، إلى أن قوات الدعم السريع تفرض منذ صباح الأربعاء الماضي حصارا محكما على قرية ود النورة، موضحة أن هذه القوات "تقوم بإطلاق وابل من الذخائر المختلفة نحو القرية في محاولة لاقتحامها".
في السياق، ندد حاكم ولاية الجزيرة الطاهر إبراهيم الخير، بـ"الانتهاكات الوحشية التى ارتكبتها الدعم السريع بقرية ود النورة"، مشددا على أن "ما تم في قرية ود النورة والقرى المجاورة يتنافى وأعراف الحروب، ويعتبر جريمة حرب كاملة الأركان يجب أن يدينها المجتمع الدولي ويحاسب عليها"، حسب وكالة الأنباء السودانية.
اظهار أخبار متعلقة
وقالت "الدعم السريع"، عبر بيان، إن "الجيش حشد قواتا كبيرة في 3 معسكرات بمنطقة ود النورة بولاية الجزيرة بغرض الهجوم على قواتنا".
وتابعت: "هاجمت قواتنا 3 معسكرات غرب وجنوب وشمال ود النورة، تضم قوات من الجيش وجهاز المخابرات ومتطوعين، واشتبكت معها".
وأدان حزب الأمة القومي، أحد أكبر الأحزاب السودانية، في بيان فجر الخميس، هذا الهجوم، وحمَّل "الدعم السريع" المسؤولية.
ومنذ منتصف أبريل/ نيسان 2023، يخوض الجيش بقيادة رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، و"الدعم السريع" بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي" حربا خلّفت نحو 15 ألف قتيل وحوالي 8.5 ملايين نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة.
انتهاكات في الفاشر
أعلنت منظمة أطباء بلا حدود في بيان الأحد ارتفاع حصيلة القتلى إلى 134 شخصا بالفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، وذلك منذ بدء القتال في المدينة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع قبل أكثر من أسبوعين.
وكتبت المنظمة غير الحكومية عبر منصة إكس "عالجنا في مستشفى الجنوب (في الفاشر) بالتعاون مع وزارة الصحة 979 مصابًا حتى الآن منذ بدء القتال قبل أكثر من أسبوعين، وبلغ عدد الوفيات 134 شخصًا".
وكانت المنظمة أحصت الأسبوع الماضي مقتل 85 شخصا منذ اندلاع المعارك في الفاشر. ومن المرجح أن تكون حصيلة القتلى أعلى بكثير ولكن يصعب التأكد في ظل انقطاع خدمات الاتصالات وصعوبة إيصال مواد الإغاثة والمساعدات.
وتستمر المعارك العنيفة في مدينة الفاشر على الرغم من دعوات أممية متكررة للطرفين المتحاربين إلى تجنيبها القتال.
وتعتبر الفاشر مركزا رئيسيا للمساعدات في الإقليم الواقع في غرب السودان والذي يعيش فيه ربع سكان البلاد البالغ عددهم 48 مليون نسمة.
اظهار أخبار متعلقة
وهي الحاضرة الدارفورية الوحيدة بين عواصم ولايات الإقليم السوداني الغربي التي لا تسيطر عليها قوات الدعم السريع.
والسبت قُتل أحد أعضاء المنظمة في الفاشر، بحسب ما أفادت، "عندما طال القصف منزله الواقع بالقرب من سوق المدينة الرئيسي".
وأضافت أطباء بلا حدود "خسر الكثير من موظفينا أفرادا من عائلاتهم أو منازلهم خلال القصف أيضا".