صحافة دولية

صحيفة روسية: أكراد سوريا يتحدّون حلفاءهم في واشنطن والخصوم بأنقرة

نظم الأكراد في مناطقهم انتخابات سابقا في عام 2017 - جيتي
نظم الأكراد في مناطقهم انتخابات سابقا في عام 2017 - جيتي
أعلن الأكراد في سوريا نيتهم إجراء انتخابات في مناطق سيطرتهم، الأمر الذي أثار تحفظا في تركيا التي ترى أن حكما كرديا ذاتيا على حدودها يشكل تهديدا لأمنها القومي.

نشرت صحيفة "نيزافيسيمايا" الروسية تقريرًا تحدثت فيه عن إعلان الإدارة الذاتية لشمال شرق سوريا استعدادها لإجراء الانتخابات البلدية في 11 حزيران/ يونيو رغم الضغوط التركية.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن أنقرة كثّفت هجماتها على القوات الكردية في هذه المنطقة، الواقعة تحت المسؤولية الفعلية للولايات المتحدة، لمنع التعبير عن إرادتها.

وقال رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي صالح مسلم إن شمال شرقي سوريا يستعد لإجراء الانتخابات، مشيرًا إلى تكثيف أنقرة عملياتها العسكرية ضد القوات الكردية بما في ذلك قوات سوريا الديمقراطية في محاولةٍ لتعطيل انتخابات رؤساء البلديات والمجالس البلدية.

اظهار أخبار متعلقة



 وأكّد مسلم أن "سلطات الحكم الذاتي ستتخذ الإجراءات اللازمة لضمان إجراء الانتخابات في أجواء ديمقراطية". وأضاف أن الاستعدادات لهذه العملية مستمرة منذ 28 آذار/مارس رغم القصف. وشدد مسلم على أن "شعبنا سيتوجه إلى صناديق الاقتراع في 11 حزيران/ يونيو لانتخاب ممثليه في السلطات المحلية، مهما حاولت تركيا منع ذلك".

وذكرت الصحيفة أن تهديدات أنقرة تصدر على أعلى المستويات، ومجرد وجود منطقة حكم ذاتي تحت السيطرة الكردية بالقرب من حدودها الجنوبية يمثل تهديدًا خطيرًا لأمنها القومي. وأثناء حضوره مناورات عسكرية في غرب تركيا، قال رجب طيب أردوغان إن بلاده تراقب عن كثب "الأعمال العدوانية" للقوات الكردية المستعدة، حسب قوله، لاتخاذ عدد من الخطوات ضد سلامة أراضي تركيا وسوريا "بحجة الانتخابات".

وفي الأشهر الأخيرة، تحدثت أنقرة في العديد من المناسبات عن الحاجة إلى توسيع العمليات الهجومية في سوريا والعراق المجاورتين هذا الصيف. ومؤخرًا، أشارت وزارة الدفاع الوطني التركية إلى إمكانية سحب فرقتها النظامية من الأراضي السورية إذا اكتمل العمل على إنشاء "منطقة آمنة" بالقرب من الحدود بنجاح.

وأشارت الصحيفة إلى أن أنقرة اكتسبت ثقتها من موقف الولايات المتحدة، التي من الواضح أنها لا تنوي دعم قوات سوريا الديمقراطية في تنظيم الانتخابات.

في هذا الصدد، قال نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية فيدانت باتل إن "أي انتخابات تتم الدعوة إليها في سوريا ينبغي أن تكون حُرّة ونزيهة وشفافة وشاملة مثلما يقتضي قرار مجلس الأمن الدولي عدد 2254. لا نعتقد أن الظروف الحالية في شمال شرق سوريا ملائمة لإجراء مثل هذه الانتخابات".

ونقلت الصحيفة عن الخبير في شؤون الشرق الأوسط، أنطون مارداسوف، قوله إن "هذه ليست المرة الأولى التي تُجري فيها الإدارة الذاتية الكردية انتخابات، فقد نُظّمت الانتخابات السابقة في سنة 2017. ولا ينبغي الاعتقاد أن هذا دفع تركيا إلى القيام بعملية عسكرية أو أخرى. مع ذلك، تعتبر مثل هذه الانتخابات بالنسبة لأنقرة حدثا مزعجا، وقد وجّهت بالفعل سلسلة من الضربات الانتهازية لمواقع قوات سوريا الديمقراطية. لكن حسب منطق الأكراد، فهم ملزمون بإجراء الانتخابات حتى لا يُلاموا على افتقارهم إلى الشرعية الكاملة". وفي الوقت الراهن، عند الأخذ بعين الاعتبار ديناميكيات الأحداث والعلاقات، فإن الوضع مختلف حقًا.

اظهار أخبار متعلقة



وأضاف مارداسوف أن "الاختبار الحقيقي هو رد فعل الولايات المتحدة. ففي سنة 2017، التزمت واشنطن الصمت بشأن التصويت، لكنها الآن تعارضه وتطالب بتأجيله. ومن الواضح أن هذا ليس من قبيل الصدفة". وحسب مارداسوف، يمكن أن تخلق الحملة العسكرية التركية فوضى في المنطقة وهذا ينطبق على الوضع حول المناطق الكردية في العراق وكذلك اللاجئين.

وأورد مارداسوف أن 'العلاقة بين أنقرة وطهران غير مفهومة أيضًا. من ناحية، تعارض الولايات المتحدة هذا التعاون. ومن ناحية أخرى، من غير المرجح أن تظل طهران محايدة. بالإضافة إلى ذلك، تبقى مسألة الانتخابات البرلمانية في العراق دون حلّ. ويبدو أن الحزب الديمقراطي الكردستاني وافق على المشاركة فيها على خلفية شروط التسوية وتأجيلها من 10 حزيران/يونيو إلى موعد لاحق. لكن هذه الانتخابات لها أيضًا تأثير كبير على الديناميكيات في المنطقة وتوقيت العملية التركية المحتملة".

ويرى مارداسوف أن تعزيز العمليات التركية في سوريا مع احتمال التقدم البري الجديد إلى الشمال الشرقي يعد عاملاً إضافيًا للخلاف بين الولايات المتحدة وقوات سوريا الديمقراطية. وأوضح مارداسوف: "بات من الصعب على الأمريكيين تعزيز صفوف قوات سوريا الديمقراطية وعدد من قوات التحالف الأخرى في المنطقة، خاصة على خلفية الشكوك حول استمرار القاعدة الأمريكية في شمال شرق البلاد بعد الانتخابات الرئاسية الجديدة. إن النصر المحتمل لدونالد ترامب يمكن أن يحيي هذه القضية، على الرغم من أنه في عهده، عُزز الوجود الأمريكي في سوريا".




التعليقات (0)