لا تزال
غزة وأهلها يبثّون رسائل الصبر والثبات؛ لما لا، وقد عجز الصبر من صبرهم
وتعلقهم بالله وكتابه ودينه الحنيف، ففي عز المحنة تجد صمود من تربّي على الجهاد
والكفاح ليخجل منه باقي البشر، عبر العالم.
إذا نظرت يمينا في قطاع غزة، تجد خياما لتحفيظ القرآن الكريم، لأطفال ليس لديهم سوى حلم
واحد، وهو العودة إلى مساجد مدينتهم لاستكمال الحفظ؛ ويسارا تجد
مسابقة لتوزيع الجوائز على حفظة القرآن، حتى في مصيبة الموت، لا تجد سوى الصبر والثبات والتضحية، فالكل فدى الأرض والمقاومة
حتى النصر.
اظهار أخبار متعلقة
النماذج كُثر لا تحصى ولا تعد، وكثرتها لا توحي إلاّ بقرب الانتصار، ومن ضمن
هذه النماذج تجد شابا يجلس على ركام مسجد، للوهلة الأولى تظن أنك إمام شاب فقد كل شيء، ويجلس في انتظار ما يعينه على حياته.
والحقيقة أن الشّاب الفلسطيني،
ياسر حسونة، بالفعل فقد حياته وما بها، بعد
تدمير المسجد الذي تربّي بين جدرانه، لما لا وهو قلبه معلّق بالمسجد الذي كان يأذن
به ويقيم الصلاة منذ أن كان طفلا.
ومع اللحظات الأولي لتدمير المسجد جراء حرب إبادة الاحتلال الإسرائيلي على قطاع
غزة، والتي قاربت على نهاية شهرها السادس، اتخذ حسونة قرارا ألاّ ينقطع الآذان بمسجد
المحطة المتواجد في مدينة غزة، ليُصّر الشاب الفلسطيني على رفع الآذان وإقامة الصلاة بانتظام بين
أنقاض المسجد.
لم يقف الأمر عند ذلك، بل إنه مع قدوم شهر رمضان المبارك، صار الشّاب يقضي أوقاتا إضافية لقراءة القرآن الكريم والدعاء لنصرة فلسطين وغزة.
اظهار أخبار متعلقة
ويقول حسونة أنه ومنذ 10 سنوات يؤذن في هذا المسجد، وقلبه معلق به ولن يتركه
أبدا، لذلك قرّر القدوم يوميا ومع أوقات الصلاة للآذان وإقامة الصلاة رغم عدم توافد
أحد على المسجد بسبب تدميره كليا.
الشاب الفلسطيني قال إنه: "من قبله، شعبه الأبي، سوف يظل صامد، على الرغم من كل ما يحصل من دمار
على يد جيش الاحتلال الإسرائيلي، مُتمسكين بنصر الله الذى مهما طال عليه الأمد سيأتي
وستعود الأرض لأصحابها".