نشر
موقع "
نيوز ري" الروسي مقالًا، تناول فيه عن تصريح رئيس الوزراء نيكول باشينيان
بأن مشاركة
أرمينيا في منظمة معاهدة الأمن الجماعي مجمدة حاليًا، مشددًا على أن يريفان
ليست حليفة موسكو في قضية أوكرانيا. فما هو المعروف عن هذا الأمر؟ وكيف كان رد فعل
الاتحاد الروسي على هذا القرار؟
وقال
الموقع، في المقال الذي ترجمته "عربي21"، إن رئيس الوزراء الأرميني تحدث
في مقابلة مع قناة "فرانس 24" التلفزيونية ورد على الصحفي الفرنسي حول ما
إذا كانت يريفان ستنسحب من المنظمة التي تهيمن عليها
روسيا.
وقبل
ذلك وفي 18 شباط/ فبراير، اتهم باشينيان روسيا بانتهاك التزاماتها تجاه أرمينيا، وهو
يعتقد أنه لا يوجد أي بند في البيان الصادر في 9 تشرين الثاني/ نوفمبر 2020، الذي ينص
على أن روسيا لديها القدرة على التحكم في اتصالات النقل التي تمر في أرمينيا. كما أعرب
عن رأي مفاده أن وحدة حفظ السلام الروسية مسؤولة عن انسحاب الأرمن من كاراباخ، الذين
لم يبقوا في المنطقة، كما قال إنه ''لا يوجد شيء من هذا القبيل في البند رقم 9 من البيان
الثلاثي الذي ينص على أن الاتحاد الروسي يمكن أن يسيطر على شيء ما على أراضينا. وفي
الواقع فإن البنود الأخرى من هذه الوثيقة قد أخلت بها أذربيجان وروسيا وتخلت عنها روسيا
منتهكة بذلك التزاماتها بالكامل".
اظهار أخبار متعلقة
أما
بالنسبة لرد الفعل الروسي فقد قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري
بيسكوف إن فلاديمير بوتين لم يناقش مع نيكول باشينيان كلامه حول تعليق عضويته في منظمة
معاهدة الأمن الجماعي. وأضاف أنه ''في الوقت الحالي لا توجد ولم تكن هناك أي اتصالات.
إلا في إطار اتصالات العمل، بالطبع، نحن نسعى أن نعرف من أصدقائنا الأرمن ما هو المقصود
وكيفية سير الأمور. لذلك سنواصل حوارنا مع يريفان".
ولم
تتلق أمانة منظمة معاهدة الأمن الجماعي أي بيانات من يريفان بشأن تعليق عضويتها في
المنظمة حتى الآن. أما بالنسبة للأطروحة المتعلقة بتجميد المشاركة، فعلى ما يبدو أنها
تشير إلى عدم مشاركة جمهورية أرمينيا في عدد من الفعاليات التي عقدتها المنظمة في الآونة
الأخيرة.
وقالت
وزارة الخارجية الروسية في بيان لها إن روسيا تفترض أن أرمينيا لا تزال عضواً كامل
العضوية في منظمة معاهدة الأمن الجماعي، وتتوقع توضيحات شاملة من أرمينيا عبر القنوات
الثنائية حول معنى كلمات باشينيان بشأن "تجميد مشاركة" يريفان في منظمة معاهدة
الأمن الجماعي.
ووفقًا
للموقع؛ فقد شدد بيان وزارة الخارجية الروسية على أن الاتحاد الروسي يرفض بشكل قاطع
توبيخات السلطات الأرمينية بشأن فشل منظمة معاهدة الأمن الجماعي المزعوم في الوفاء
بولايتها والتزاماتها تجاه يريفان. وأشارت وزارة الخارجية الروسية إلى أن يريفان اختارت
بشكل واضح دعوة مراقبين زائفين من الاتحاد الأوروبي بدلاً من بعثة منظمة معاهدة الأمن
الجماعي، وأعربت عن أملها في أن تكون يريفان مستعدة لمناقشة جميع القضايا من خلال الحوار.
وقال
عضو مجلس الاتحاد الروسي، أيرات غيباتدينوف، في تصريحات سابقة، للموقع الروسي ''نيوز.ري''؛
إن باشينيان يحاول الآن ممارسة لعبته الخاصة بالحديث عن تعليق المشاركة في منظمة معاهدة
الأمن الجماعي؛ حيث لم تطرح القيادة الأرمينية حتى وقت معين أي تساؤلات حول نوعية الوفاء
بالالتزامات داخل منظمة معاهدة الأمن الجماعي. وعندما تفاقم الوضع في كاراباخ، قامت
قوات حفظ السلام الروسية بتنظيم عملية إجلاء أولئك الذين أرادوا المغادرة. وعلى الرغم
من حقيقة أنه كان هناك حوار قبل عامين أكد أن التزامات منظمة معاهدة الأمن الجماعي
لا تنطبق على كاراباخ إلا أن باشينيان يحاول الآن ممارسة لعبة وتحميل المسؤولية لروسيا.
وأكد
نائب مجلس الدوما فيكتور سوبوليف في حديثه أن رئيس الوزراء الأرميني لم يخن روسيا فحسب،
بل خان بلاده أيضًا؛ حيث قال: ''لقد خان هذا الرجل كل شيء وخان الجميع، بما في ذلك
بلده وشعبه. أعتقد أنه سيتم عزله قريبًا، فماذا يمكن أن يقال عنه أيضًا هنا. لقد خان
كاراباخ، وهو الآن ينقل كل المسؤولية إلى روسيا. لقد جاءت روسيا لمساعدة أرمينيا في
ذلك الوقت. إنه خائن ليس فقط لأرمينيا، بل لروسيا أيضاً".
وأشار
النائب الأول لرئيس لجنة الدفاع في مجلس الدوما أليكسي زورافليف، في تعليق للموقع،
إلى أن رئيس الوزراء الأرميني يدمر بلاده عمداً، مشبهاً إياه بعميل استخبارات أجنبي.
وذكّر
زورافليف بأن ميثاق منظمة معاهدة الأمن الجماعي لا ينص على "التجميد"، حيث
يمكن للمرء فقط الانسحاب من المنظمة.
اظهار أخبار متعلقة
من أيضًا
غير راضٍ عن باشينيان
في مقابلة
مع قناة "فرانس 24"، أعرب باشينيان عن ادعاءاته ليس فقط لروسيا، ولكن أيضًا
لأذربيجان؛ حيث قال إن السلام بين يريفان وباكو مستحيل في الوقت الحالي.. ويعتقد رئيس
الوزراء الأرميني أنه إذا أخذ تصريحات باكو في الاعتبار، فيمكن السماح بإمكانية شن
هجوم جديد على أرمينيا.
وبيّن
الموقع أن وزارة الخارجية الأذربيجانية رفضت بدورها تصريحات رئيس الوزراء الأرميني
حول الاستعدادات لأعمال عدائية جديدة، ووصفت هذه المزاعم بأنها لا أساس لها من الصحة
على الإطلاق. ويتضح مما نُشر على الموقع الإلكتروني للوزارة أن اتهامات باشينيان للجانب
الأذربيجاني تهدف إلى توجيه ضربة أخرى لعملية السلام من خلال تأجيج التوترات في المنطقة
بشكل متعمد. كما جاء في المقال أن الادعاءات بأن أذربيجان تستعد لمهاجمة أرمينيا هي
تشويه واضح للحقائق المتاحة حيث تهدف إلى تضليل المجتمع الدولي.
ما هي
المهمة التي يسعى باشينيان إلى تحقيقها؟
وفقًا
للمحلل السياسي سيرجي ماركوف، فإن الحكومة الأرمينية تصرفت "بغدر" تجاه روسيا، بإعلانها تعليق مشاركتها في منظمة معاهدة الأمن الجماعي.
حيث
أوضح باشينيان أيضًا أن الجيش الروسي يختطف المواطنين الروس في أرمينيا ويخفيهم في
القاعدة العسكرية الروسية في غيومري. وهذا تمهيد لطرد القاعدة العسكرية الروسية من
غيومري، التي أنشئت في القرن التاسع عشر عندما لم تكن أرمينيا موجودة أصلاً.
وأضاف:
''هذه خيانة لروسيا من قبل القيادة الأرمينية. في الواقع، لقد تآمر باشينيان وماكرون
لطرد روسيا من جنوب القوقاز وإنشاء قواعد عسكرية فرنسية في جنوب القوقاز. لقد أصبحت
أذربيجان الصديق الرئيسي لروسيا في جنوب القوقاز".