ارتفعت إلى 122 قتيلا على الأقل حصيلة
حرائق اجتاحت مناطق سياحية في
وسط
تشيلي وجنوبها، وشرّدت آلاف الأشخاص، فيما باشرت البلاد يومَي حداد وطني، الاثنين،
مع تواصل عمليات البحث عن ناجين.
وقال الرئيس غابريال بوريتش، الأحد: "كل تشيلي تبكي فالبارايسو"، وهي المنطقة الساحلية الوسطى التي يجتاحها حريق أصبح ثالث أكثر حريق
غابات حصدا للأرواح
في العالم خلال هذا القرن.
وانقطعت الكهرباء عن المناطق الواقعة على التلال المطلة على المنطقة
السياحية، فيما امتلأت الشوارع بسيارات متفحمة والحطام والرماد.
اظهار أخبار متعلقة
وقالت باتريسيا غوسمان (63 عاما)، وهي من سكان منطقة كانال تشاكاو:
"أُنقذت الأجزاء الأهم من منزلي، لكننا الآن من دون كهرباء، ولا نستطيع فعل أي شيء
ولا شحن هواتفنا. حركة المرور معقدة بسبب السيارات المحترقة، كل شيء مدمر".
وتوافد متطوعون إلى أكثر المناطق تضررا لمساعدة الأسر وإنقاذ الحيوانات
الأليفة وتوصيل الطعام والمياه والخيام.
من جهتهم، كان عمال الإنقاذ يبحثون بين الأنقاض عن ضحايا إضافيين محتملين.
وأفادت وكالة الطب الشرعي الحكومية، الاثنين، بأن عدد القتلى بلغ
122 قتيلا، وحدِّدت هوية 32 فقط من الضحايا.
وكان بوريتش حذر الأحد من أن حصيلة القتلى السابقة البالغة 112 قد ترتفع
"بشكل كبير".
وسجّل العدد الأكبر من القتلى في منطقة فينيا ديل مار السياحية المعروفة
بشواطئها وحدائقها النباتية.
وقال رئيس بلدية ماكارينا ريبامونتي لصحفيين، الأحد، إن "190 شخصا
ما زالوا في عداد المفقودين" في المدينة.
"التهمت النيران كل شيء"
واندلعت الحرائق، الجمعة، في المنطقة وأججتها الرياح، وسط موجة حر شديدة
وصلت درجات الحرارة فيها إلى قرابة 40 درجة مئوية.
وتحقّق السلطات في ما إذا كانت الحرائق أشعلت عمدا.
ويكافح النيران نحو 1400 إطفائي و1300 عسكري ومتطوع، مدعومين بـ31 مروحية
وطائرة لمكافحة الحرائق.
وأفادت السلطات، الأحد، بأن حوالي 40 حريقا ما زال مشتعلا، مع عمليات
إجلاء في تيل تيل الواقعة على مسافة 60 كيلومترا شمال سانتياغو، وفي غالفارينو الواقعة
على مسافة 400 كيلومتر جنوب العاصمة.
وقال أبراهام ماردونيس (24 عاما) الذي فرّ من منزله الذي أتت عليه النيران
في فينيا ديل مار، لوكالة فرانس برس، إنه نجا بأعجوبة.
وروى قائلا: "رأينا النيران تشتعل على التل أمامنا. عندما نظرنا
مجددا كانت النيران وصلت إلى جدران منزلنا (...) احترق التل بأكمله".
وأضاف: "التهمت النيران كل شيء: الذكريات والمنازل. لم يبق لي
سوى الملابس التي أرتديها وحذاء رياضي قدِّم لي هدية. لم أستطع إنقاذ إلا كلبي".
قتلى في الشوارع
وأعلن بوريتش الذي التقى ناجين من الحريق في مستشفى فينيا ديل مار الأحد
حالة الطوارئ، وتعهد تقديم الدعم الحكومي لمساعدة الناس على النهوض.
اظهار أخبار متعلقة
وأفادت الهيئة الوطنية للكوارث، أن النيران أتت على حوالي 26 ألف هكتار
في المناطق الوسطى والجنوبية بحلول، الأحد.
وفرضت السلطات حظر تجول، وطلبت من آلاف السكان في المناطق المتضررة إخلاء
منازلهم.
وفي التلال المحيطة بفينيا ديل مار، رأى مراسلو وكالة فرانس برس مبانيَ
محترقة تماما. وكانت جثث بعض القتلى ممددة على الطريق ومغطاة.
وبحسب وزيرة الداخلية كارولينا توها، كانت حرائق نهاية الأسبوع
"بلا شك" أكثر الحرائق حصدا للأرواح في تاريخ تشيلي.
وقال رودريغو بولغار من بلدة إل أوليفار: "كان ذلك جحيما. حاولت
مساعدة جاري... كان منزلي بدأ يحترق خلفنا. كانت تمطر رمادا".