كشفت صحيفة الأخبار
اللبنانية عن زيارة أجراها نائب مدير الاستخبارات الخارجية الألمانية أولي ديال، إلى بيروت قبل نحو أسبوعين لليلة واحدة، ليجتمع مع نائب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم، دون أن يلتقي أيّاً من المسؤولين اللبنانيين.
وأوضحت الصحيفة أن زيارة ديال، تأتي بعد قطيعة أمنية متقطّعة بين الاستخبارات الألمانية ورئيس وحدة الارتباط والتنسيق في الحزب وفيق صفا، على خلفيّة الإجراءات التي قامت بها برلين في السنوات الأخيرة تجاه أفراد من الجالية اللبنانية، بتهمة العمل مع الحزب.
وأشارت إلى أن ألمانيا حافظت دائماً على خطوط خلفية مع
حزب الله، استناداً إلى علاقة سابقة نجحت خلالها ألمانيا في إتمام صفقة تبادل للأسرى في عام 2004 بين المقاومة والاحتلال الإسرائيلي، لافتة إلى تغير سياسة ألمانيا ما أفقدها رصيدها السياسي والاقتصادي في الشرق الأوسط.
اظهار أخبار متعلقة
وساطة ألمانية
تأتي الزيارة الألمانية لحزب الله للعب دور الوساطة رغم تباعد الجانبين في غالبية القضايا، بالإضافة إلى دعم برلين المُبالغ فيه لـ"إسرائيل" في تغطية حرب الإبادة التي تشنّها على
غزة، وفق ما أفادت به الصحيفة.
وأضافت: "لا تخرج زيارة ديال، مع خصوصيتها، عن سياق ’الحجّ’ الدبلوماسي والأمني إلى بيروت في الإطار العام، لناحية السعي الغربي إلى فصل الجبهة اللبنانية عن الجبهة الفلسطينية، بما يعني إعطاء محفّزات للمسؤولين اللبنانيين لإقناع الحزب بوقف المعركة، في مقابل نقل تهديدات
الاحتلال الإسرائيلي والتحذير من جنون بنيامين نتنياهو والتهويل باحتمال واسع لشنّ حرب على لبنان في حال استمرار المقاومة في عملياتها".
وبحسب معلومات "الأخبار"، فإن "النقاش في الجلسة، لم يصل إلى نتيجة جديّة، ولم يتمكّن الألمان من إقناع المقاومة بوقف عملياتها أو تسويق فكرة فصل الجبهات.
اظهار أخبار متعلقة
ونقلت الصحيفة عن مصادر من الجانبين قولهم إن نعيم قاسم كان حاسماً في التأكيد على قرار المقاومة وقدرتها على إلحاق الهزيمة بالاحتلال في حال وسّع من عدوانه، ورَفَضَ الدخول في نقاش أي فكرة قبل وقف الحرب على غزّة، وحثّ ألمانيا على ممارسة الضغط على ’إسرائيل’ لوقف عدوانها.
فصل الجبهتين
وذكرت الصحيفة أن السياسة الغربية الحالية تجاه لبنان والضغط من أجل فصل الجبهات، تشبه سياسة وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسنجر في مفاوضاته مع السوريين والمصريين خلال حرب أكتوبر 1973.
ولفتت إلى أن جلّ ما أراده يومها كيسنجر هو فصل جبهتَي الجولان وسيناء وإحباط قرار السعوديين قطع النفط عن الغرب، ونجح كيسنجر قبل 50 عاماً في تحقيق اختراق على الجبهة المصرية، أدّى إلى فصل الجبهات، عندما أقنع الرئيس أنور السادات بوقف التقدم المصري، ما سهّل للاحتلال الإسرائيلي إعادة احتلال أجزاء واسعة من الجولان كانت القوات السورية قد حرّرتها في اندفاعتها الأولى، وكلّفت سوريا جهداً عسكرياً كبيراً للاحتفاظ بالقنيطرة المحرّرة، وفي تحقيق هزيمة لاحقة بالجيش المصري المحاصر في سيناء وصولاً إلى توقيع اتفاق كامب ديفيد في عام 1978، بحسب الصحيفة.