هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشر موقع
"ريسبونسيبل ستيت كرافت" الأمريكي تقريرا تحدث فيه عن أكبر الخاسرين على
مستوى الشؤون الخارجية خلال سنة 2023 والتحديات الكبيرة. اظهار أخبار متعلقة اظهار أخبار متعلقة اظهار أخبار متعلقة
وقال الموقع، في
تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن الشؤون الخارجية لهذه السنة طغى عليها
الصراع الدموي، والكارثة الإنسانية، والحزن، بالإضافة إلى الإخفاقات والأخطاء
السياسية.
الخاسرون في
الصراعات الكبرى والتحولات الجيوسياسية
أوكرانيا
تمت الإشادة
مرارا وتكرارا بشجاعة الشعب الأوكراني وقدرته على التحمل وقواته العسكرية. لكن فشل
هجوم أوكرانيا المضاد في ربيع وصيف سنة 2023 أدى جزئيا إلى فقدان الثقة في قدرة
البلاد على طرد الروس من جميع أراضيها. وهذا بالطبع ليس هدف الرئيس فولوديمير
زيلينسكي فحسب، بل هدف مؤيديه الغربيين أيضا. والعديد من هؤلاء الحلفاء حاليا يرون
أن على أوكرانيا إيجاد طريقة لإنهاء الحرب دبلوماسيا وقد تضطر لتقديم تنازلات
إقليمية.
أما هدف عضوية
أوكرانيا في حلف الناتو فيبدو الآن حلما بعيد المنال. واعتبارا من نهاية
السنة، فإنه تباطأ تدفق الأسلحة والأموال من واشنطن والعواصم الغربية بشكل كبير. ويبدو
أن زيلينسكي قد تراجع. ولسوء الحظ بالنسبة له، فهذه ليست المرة الأولى في تاريخ
السياسة الخارجية الأمريكية التي تحول فيها واشنطن مصالحها إلى أماكن أخرى، ما
يلحق ضررا جسيما بالمستفيدين السابقين.
الاحتلال
انتقمت حكومة
الاحتلال الإسرائيلي من الهجوم الذي شنته حركة حماس يوم السابع تشرين الأول/ أكتوبر،
باستخدام القوة في قطاع غزة ما أدى إلى تبديد جزء كبير من مواردها المالية. ولكن
الإسرائيليين ليسوا واثقين من أن حكومتهم لديها خطة لغزة بعد الحرب، لكنهم متمسكون
بأن نظام نتنياهو قادر على تدمير حماس، ولا ينبغي أن تؤخذ معاناة المدنيين
الفلسطينيين بعين الاعتبار عند تنفيذ ذلك.
وقد أدى هذا إلى
خلق وضع أصبحت فيه دولة الاحتلال (ومؤيدوها من الولايات المتحدة) معزولين بشكل
متزايد، سواء كان ذلك في الأمم المتحدة أو في الرأي العام في جميع أنحاء العالم.
في المقابل، يعاني الفلسطينيون في غزة من جوع كارثي ونقص في الرعاية الصحية. وقد
نزح حوالي 90 بالمئة منهم بسبب العدوان العسكري الإسرائيلي، وتنتشر الأمراض
المعدية بين السكان المصابين بصدمات نفسية.
جو بايدن
لقد حُوصر رئيس
الولايات المتحدة في زاوية على جبهتين رئيسيتين هذه السنة. ففيما يتعلق بأوكرانيا،
تتزايد الدعوات لبدء محادثات دبلوماسية جدية مع الحكومة التي حولتها واشنطن إلى
مكانة شبيهة بهتلر. وفي الوقت نفسه، يتراجع الكونغرس عن منح أوكرانيا المليارات
الإضافية من الأسلحة والأموال التي تحتاجها للبقاء. في الأثناء، يبدو فريق بايدن
غير حاسم وضعيفا وهو يتحرك نحو ما يعد بأن يكون إعادة انتخاب وحشية. وقد تفاقم هذا
الأمر بسبب عجز الإدارة التام عن كبح جماح التجاوزات العسكرية لجيش الاحتلال
الإسرائيلي في غزة والضفة الغربية أيضا.
الشعب الأرمني
تم طرد كل أرمني
– حوالي 100 ألف – من إقليم ناغورنو كاراباخ المتنازع عليه من قبل أذربيجان في
تشرين الأول/ أكتوبر. وفي وقت سابق من هذه السنة، تعهدت أذربيجان وأرمينيا بالعمل
من أجل السلام بعد عقود من الصراع. لكن الآمال تضاءلت مع استمرار أذربيجان في فرض
حصار ساحق على السلع والمساعدات الإنسانية للأرمن في المنطقة. وأدت عملية عسكرية
أذرية، بدأت في أيلول/سبتمبر، إلى الاستيلاء النهائي على الأراضي المتنازع عليها
وطرد الأرمن في غضون أيام إلى أرمينيا.
الانقلابات
الأفريقية وضحايا الحرب الأهلية
شهدت منطقة غرب
أفريقيا سلسلة متواصلة من الانقلابات. ففي النيجر، أطاح الجيش بالرئيس محمد بازوم
في تموز/ يوليو. وتنضم النيجر إلى بوركينا فاسو ومالي باعتبارهما ما يسميه أليكس
ثورستون، الزميل غير المقيم في معهد كوينسي، "مركز العنف الجماعي والنزوح في
المنطقة، وواحدة من أسوأ مناطق الصراع والكوارث الإنسانية في العالم". واستولى الجيش على السلطة في الغابون في آب/ أغسطس الماضي، وأطاح بالرئيس علي بونغو
بعد أن فاز للتو بإعادة انتخابه.
اندلعت حرب
أهلية دامية في السودان في نيسان/ أبريل، وسرعان ما تحوّلت إلى معركة بالوكالة
شملت مصالح إقليمية، حيث وقع الشعب السوداني بطبيعة الحال في مرمى النيران
المتبادلة. وبحلول حزيران/ يونيو، خلّف القتال في العاصمة الخرطوم عشرات القتلى،
وأضرارا جسيمة بالممتلكات، ونزوحا جماعيا لنحو 100 ألف شخص إلى نقاط في الخارج.
ولا يستمر القتال فحسب، بل ينتشر ما يعرض الملايين من المدنيين للخطر ويلقي
بالبلد بأكمله في كارثة إنسانية. ويبدو أن الولايات المتحدة لم يبق لديها الكثير
لتقدمه على الصعيد الدبلوماسي.
السويد
تريد السويد
الانضمام إلى حلف الناتو، ولكن ما بدا بديهيا أصبح ضبابيا بسبب السياسات المتبادلة
بين الدول والاتهامات المتبادلة. وعلى الرغم من أن السويد تبدو حتى وقت كتابة هذه
السطور على بعد خطوة واحدة من الانضمام إلى جانب فنلندا كعضو جديد في التحالف، إلا
أن تركيا تواصل استخدام نفوذها كعضو في الناتو للحصول على طائرات إف-16 من
الولايات المتحدة وإجبار السويد على تعديل قوانين مكافحة الإرهاب.
دافع الضرائب
الأمريكي
أقرّ الكونغرس
886 مليار دولار من الإنفاق الدفاعي كجزء من قانون تفويض الدفاع الوطني لسنة 2023.
وتعدّ مستويات التمويل هذه الأعلى منذ الحرب العالمية الثانية. وكما يشير ويليام
هارتونغ من معهد كوينسي، فهي موجهة في الغالب نحو "أنظمة الأسلحة المكلفة
وغير المناسبة لمواجهة التحديات الحالية".
وبعيدا عن زيادة
رواتب الموظفين، فإن الزيادة بنسبة ثلاثة بالمئة مقارنة بالسنة الماضية تمثل نعمة
لصناعة الدفاع وأعضاء الكونغرس الذين يحبونهم. ولا تعكس ميزانية الدفاع استراتيجية
عسكرية سليمة أو حتى المصلحة الوطنية، بل قائمة أمنيات المقاولين والسياسيين الذين
يستفيدون من تمويل البرامج باهظة الثمن التي تضع في بعض الحالات القوات الأمريكية
في موقف صعب.
وهؤلاء الرجال هم..
جيك سوليفان
كتب مستشار
الأمن القومي لبايدن مقالا في الشؤون الخارجية بعنوان "مصادر القوة
الأمريكية"، وهي محاولة من 7000 كلمة لتسليط الضوء على أفضل طريقة لتعامل
إدارة بايدن مع الأحداث الجيوسياسية الحالية. لسوء الحظ، مثل الكثير من نهج
السياسة الخارجية للبيت الأبيض على امتداد السنوات الثلاث الماضية، فإنها كانت بعيدة عن
المسار الصحيح. واعترافًا "بالتحديات الدائمة" في الشرق الأوسط، قال
سوليفان إن "المنطقة أكثر هدوءا مما كانت عليه منذ عقود" حيث "قمنا
بتهدئة التوترات في غزة واستعدنا الدبلوماسية المباشرة بين الطرفين".
الجنرالات
الأمريكيون
هذه السنة، اضطر
الجنرالات والأدميرالات المتقاعدون، الذين كانوا يتحدثون كثيرا عن الهجوم المضاد
الأوكراني وإخفاقات الجيش الروسي، إلى التراجع عما قالوه. ولا بد من إيلاء اهتمام
خاص لكل هؤلاء النجوم (بتريوس، وستافريديس، وكين، وماكافري، وهودجيز، وغيرهم)
الذين يتناوبون بشكل متواصل على وسائل الإعلام الرئيسية ويقدمون تقييمات
استراتيجية خاطئة لا يمكن تصحيحها أبدا.
مالكولم نانس
غادر أحد أبرز
المعلقين المؤيدين لأوكرانيا على القنوات الكبرى وعلى تويتر ومحطة "أم إس إن
بي سي" في سنة 2022 للمساعدة في تدريب الفيلق الدولي للمتطوعين الأجانب في
أوكرانيا. وتباهى في مقاطع الفيديو والتغريدات الخاصة به بمهمته - حيث كان عادة
معززًا بالزي الرسمي والأسلحة، وكان يقدم ظاهريًا تقارير من منطقة القتال - واجتذب
عددًا كبيرًا من المتابعين من المناصرين لأوكرانيا.
ثم أسقطت صحيفة
"نيويورك تايمز" القنبلة بنشر تقرير يفيد بأن نانس كان متورطا في الفوضى
وبين هؤلاء الغرباء في أوكرانيا الذين كانوا "يقاتلون مع أنفسهم ويقوضون
المجهود الحربي". وقد غادر البلاد ولا يزال معلقا.
لكنه تحول الآن
إلى حرب غزة، بما في ذلك زيارة إلى دول الخليج في تشرين الأول/ أكتوبر، وكتب
منشورات مثل: "اسأل نفسك، هل أنت حقًا تدعم فلسطين أم أنت تكره اليهود
فقط؟"، وكان يشبه إلى حد كبير شخصيته المؤيدة لأوكرانيا على تويتر لسنة 2022،
حيث اتهم منتقدي دولة الاحتلال بـ "قصر النظر المضلل وغير المدروس ومعاداة السامية
الكامنة".