أثار الصحفي التركي فاتح ألتايلي، موجة غضب واسعة بعد مهاجمته بسيل من الشتائم عشرات الآلاف من المتظاهرين الأتراك، الذين تظاهروا بالعاصمة
أنقرة ضد جرائم
الاحتلال الإسرائيلي، في نهاية الأسبوع الماضي.
وادعى ألتايلي في حلقة إخبارية عبر قناته في منصة "يوتيوب"، أن المتظاهرين الأتراك خرجوا بالآلاف لأجل فلسطين فقط وتناسوا دماء 12 جنديا
تركيا قُتلوا في اشتباك مسلح مع قوات حزب "العمال الكردستاني" شمالي العراق.
وتساءل الصحفي المعارض في معرض هجومه عما إذا كان "هناك قيمة لحياة الجنود الأتراك في عيون المتظاهرين هؤلاء"، قبل أن ينهال بوابل من الشتائم ضدهم.
وعلى عكس ادعاء ألتايلي، ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بمقاطع مصورة توثق هتاف المتظاهرين ضد "العمال الكردستاني" الذي تدرجه أنقرة على قوائم الإرهاب، بجانب تنديدهم بالعدوان الإسرائيلي على قطاع
غزة.
إلى ذلك، أعلن الصحفي التركي كمال أوزتورك، عزمه رفع دعوى قضائية ضد ألتايلي لإهانته "الأمة التركية".
قال أوزتورك مفندا ادعاءات ألتايلي، في تدوينة عبر حسابه في منصة "إكس" (تويتر سابقا): "رددنا شعارات ضد حزب العمال الكردستاني مئات المرات من أجل شهدائنا الـ12، ونددنا بأفعاله، وأقسمنا على القتال ضد المنظمة الإرهابية".
وأضاف: "صرخت الساحات باللعنات ضد الولايات المتحدة وإسرائيل، المسؤولين عن الإبادة الجماعية في غزة. وكنت أحد المتحدثين. وأنا شاهد على كل هذا".
وحول الشتائم التي وجهها ألتايلي إلى المتظاهرين، شدد على "أعود بهذه الكلمات (الشتائم) إلى الصحفي الذي أهان هذه الأمة ووصفها بأنها غير شريفة"، مضيفا "أعلم أنه يتغذى على الكراهية، لكني لم أستطع أن أتحمل إهانة أكثر من مائة ألف شخص، لذلك مثل الآلاف غيري، سأرفع دعوى قضائية وشكوى جنائية".
اظهار أخبار متعلقة
ولم تقتصر ردود الفعل الغاضبة على موقف أوزتورك، حيث ضجت وسائل التواصل الاجتماعي التركية بالتعليقات الغاضبة ضد ألتايلي.
يشار إلى أن فاتح ألتايلي، الذي يُعرف بقربه من حزب "الشعب الجمهوري"، أحد الصحفيين المعروفين على نطاق واسع في الأوساط التركية.
وكان ألتايلي قد اختفى فجأة من على شاشة قناة "خبر تورك" المحلية التي اعتاد لسنوات أن يقدم برامج حوارية سياسية من خلالها، قبل أن يظهر في قناة خاصة به على "يوتيوب"، حيث يبث حلقات بشكل يومي للتعليق على الأحداث السياسية والاجتماعية والاقتصادية التركية.
وتشهد تركيا منذ السابع من تشرين الأول /أكتوبر الماضي، مظاهرات عارمة ووقفات احتجاجية ضد عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، فضلا عن المقاطعة الشعبية الواسعة لكافة الشركات المرتبطة بـ"إسرائيل".