صحافة دولية

هكذا ساهمت شركة علاقات أمريكية بتحسين صورة مستبدين عرب

عملت "إيلدمان" والشركات التابعة لها على الترويج للحكومات المستبدة وروايتها وصورتها التي ترغب بنشرها- جيتي
عملت "إيلدمان" والشركات التابعة لها على الترويج للحكومات المستبدة وروايتها وصورتها التي ترغب بنشرها- جيتي
نشرت صحيفة "الغارديان" تقريرا قالت فيه؛ إن شركة رصد المواقف العامة في الولايات، والمعروفة باسم إيلدمان التي تقيس "باروميتر الثقة"، كانت تتلقى أموالا من زبائنها في الشرق الأوسط، بينها دول عربية؛ نظير تحسين صورتها أمام الرأي العام.

وفي تقرير أعده آدم لويستين من واشنطن قال فيه؛ إن شركة إيلدمان تعمل مع زبون سيكون في المقدمة والمركز عندما يتدفق قادة العالم على أراضيه، للمشاركة في قمة المناخ أو كوب 28 التي ستعقد في أبو ظبي.

وعملت "إيلدمان" والشركات التابعة لها على الترويج للحكومات المستبدة وروايتها وصورتها التي ترغب بنشرها، بينها الإمارات العربية المتحدة والسعودية والصين وسنغافورة. وفقا للصحيفة.

ويقول الخبراء؛ إن الاستطلاعات التي تقوم بها المؤسسات المتخصصة عادة ما تفرط في تأكيد الملامح المحبذة للأنظمة المستبدة؛ لأن المشاركين في الاستطلاعات عادة ما يخافون من الانتقام لو قدموا إجابات غير مرضية.

ولم يمنع هذا الحكومات هذه من استخدام نتائج "إيلدمان" لتعزيز صورتها وتمسكها بالسلطة. وفقا للصحيفة.
 وتقول أليسون تيلور، الأستاذ في كلية التجارة بجامعة نيويورك؛ إن "بارومتر الثقة" لإيلدمان تمت الإشارة إليه على أنه شيء موثوق وبحث موضوعي، مع أن هناك أرضية تجارية وأداة تسويق.

إظهار أخبار متعلقة


وفي الحد الأدنى، كان على الشركة أن تكشف عن هذه العلاقات المالية، وكجزء من الدراسة، لكنها لم تفعل هذا".

 وفي بيان من المتحدث باسم إيلدمان للغارديان جاء فيه: "كشركة عالمية، فمن المهم العمل مع الزبائن وفي الأسواق حول العالم، التي تتحول اقتصاديا وسياسيا واحتماعيا وبيئيا وثقافيا". مضيفا: "نعتقد أن وجودنا في الشرق الأوسط يمكن أن يساعد على النصيحة، من خلال تقديم المشورة للمنظمات المؤثرة، وبشأن التوقعات للتجارة والماركات اليوم وبناء علاقات مساهمة". 

وأصبحت حكومة الإمارات أهم زبون لإيلدمان في 2007، كما تقول منظمة "ديزموغ" غير الربحية التي تحقق في التضليل البيئي، فقد حصلت إيلدمان على 6 ملايين دولار لعملها في تحسين سمعة الإمارات وشركة النفط الوطنية (أدنوك) واستدامتها، وهو ما قاد إلى اختيار الإمارات لكي تستضيف مؤتمر المناخ.

وفي عام 2010، وقعت إيلدمان وشركة تابعة لها على عقدين آخرين للعمل نيابة عن الحكومة الإماراتية بما فيها إنتاج "بيلتووي باروميتر"، وهي المنطقة التي تعمل فيها وزارات الحكومة الأمريكية من أجل قياس الرأي العام بين صناع السياسية والمؤثرين في واشنطن العاصمة.

 وظهرت الإمارات في العام التالي ولأول مرة على "باروميتر الثقة" لإيلدمان.
ولم ترد الشركة على أسئلة الصحيفة حول سبب ضم الإمارات في الباروميتر، وإن كانت الشركة تعرض على الزبائن فرصة لكي تشمل في الباروميتر.

إظهار أخبار متعلقة


 ومنذ ظهور الإمارات على مقياس الشركة عام 2011، أكد الباروميتر أن سكان الإمارات يثقون بقوة في حكومتهم، وهو أمر كانت الحكومة وإيلدمان سعيدتان لكي تصادق عليه. وغرد حاكم دبي، الشيخ محمد بن راشد المكتوم، رئيس الوزراء ونائب الرئيس في 2014 قائلا؛ إنه "بحسب إيلدمان، فإن خطط واستراتيجيات الإمارات أسهمت في الثقة بأدائها الذي حصلت عليه على مدى العام". وأضاف أن "ثقة الشعب بالحكومة هو نتيجة للعلاقة الوثيقة معهم، وتوفير احتياجاتهم ومطالبهم".

ووفقا للصحيفة، استخدم توم دونهاوسر، الذي كان مديرا لعملية إيلدمان في الإمارات اللغة نفسها عام 2018 وعلى مدونة الشركة "هذا العام، اقترح باروميتر الثقة لإيلدمان أن جهود الحكومة لحماية الرأي العام من الأخبار الزائفة أثمر ثماره".

 وبعد ثلاثة أشهر من مديح دونهاوسر الإمارات لمواجهة الأخبار المزيفة وتوحيد البلاد خلف هدف واحد ورفع مستويات الثقة، حكمت محكمة إماراتية على الناشط أحمد منصور بالسجن لمدة 10 أعوام بتهم "نشر المعلومات الخاطئة والشائعات والأكاذيب عن الإمارات العربية المتحدة" على تويتر وفيسبوك، بحيث "تضر بالانسجام الاجتماعي والوحدة في الإمارات".

واعتقل منصور في العام السابق بتهم نشر الطائفية والكراهية على الإنترنت، وهو سجين حتى الآن. ولم يرد دونهاوسر الذي لم يعد يعمل مع إيلدمان للتعليق.
التعليقات (0)