نشرت صحيفة "
لاكروا"
الفرنسية تقريرا تحدثت فيه عن تحذيرات الأمم المتحدة بشأن الجرائم التي ترتكبها
قوات
الدعم السريع والجماعات العربية التابعة لها ضد شعب المساليت في غرب
السودان.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته
"عربي21"، إن الشهادات التي جمعتها صحيفة "لاكروا" في
المعسكرات التشادية التي وجد فيها السودانيون من
دارفور ملجأً، شاهدة على ذلك:
يقال إن المساليت، وهم السكان الأصليون لهذه المقاطعة الواقعة في غرب السودان،
وقعوا ضحايا للتطهير العرقي على يد قوات الدعم السريع وميليشيات عربية، على هامش
الحرب التي تدور رحاها بينهم وبين الجيش النظامي منذ 15 نيسان/أبريل.
اظهار أخبار متعلقة
وبينت الصحيفة أنه في 17 تشرين
الثاني/نوفمبر، أفاد مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة أن موجة جديدة من
عمليات القتل استهدفت المساليت في بداية تشرين الثاني/نوفمبر. وحسب جيريمي لورانس،
المتحدث باسم وكالة الأمم المتحدة: "عانوا ستة أيام من الرعب" بعد سيطرة
قوات الدعم السريع على آخر حامية للجيش النظامي في ضواحي الجنينة، عاصمة ولاية غرب
دارفور، في الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر. كما أوضح أن المقاتلين استهدفوا مخيمين
للنازحين وحيًا يسكنه بشكل رئيسي المساليت، حيث قيل إنهم "نهبوا الممتلكات وعذبوا
النازحين ثم أعدموهم على نطاق واسع. قبل أن يتركوا جثثهم في الشوارع"، في
إشارة إلى مئات القتلى.
وأوردت الصحيفة أنه قبل ثلاثة أيام،
كان المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، قد دق ناقوس الخطر
بشأن "أعمال عنف واسعة النطاق تستهدف مجتمعات المساليت في دارفور، وخاصة في
الجنينة". وحسب هذين العميلين التابعين للأمم المتحدة، هاجمت ميليشيات
المساليت مليشيات عربية أيضا.
"حملة تطهير عرقي" محتملة
ونقلت الصحيفة عن رئيس الدبلوماسية
الأوروبية جوزيب بوريل، الأحد 12 تشرين الثاني/نوفمبر، أن "شهودا موثوقين
أفادوا بمقتل أكثر من 1000 فرد من قبيلة المساليت في أرداماتا، بغرب دارفور، خلال
ما يزيد قليلا عن يومين، في إطار هجمات واسعة النطاق تنفذها قوات الدعم
السريع والميليشيات التابعة لها". وشدد على أن "الفظائع الأخيرة تبدو جزءا من
حملة تطهير عرقي أوسع نطاقا تنفذها قوات الدعم السريع بهدف القضاء على قبيلة
المساليت غير العربية في غرب دارفور"، مذكرا بأن هذه الجرائم تضاف إلى
"موجة أولى" من أعمال العنف واسعة النطاق" التي جدت في
حزيران/يونيو.
وأوردت الصحيفة أنه بعد عودته من مهمة
في هذه المنطقة من العالم، ردد الباحث جيروم توبيانا، مستشار العمليات في منظمة
أطباء بلا حدود، نفس الخطاب على إذاعة فرنسا الدولية قائلا: "كان هناك
بالتأكيد تطهير عرقي في أماكن معينة. وهذا هو الحال بشكل خاص في غرب دارفور، بما
في ذلك عاصمتها مدينة الجنينة، حيث كان من الواضح أن المجتمع الأصلي غير العربي "المساليت"
اضطر بالكامل تقريباً إلى الفرار من المنطقة بحثاً عن ملجأ في تشاد".
امتداد الصراع
ردا على عمليات القتل الجماعي المنسوبة إلى قوات الدعم السريع والمنتسبين إليها، أعلنت مجموعتان مسلحتان في دارفور
انضمامهما إلى الجيش النظامي في 16 تشرين الثاني/ نوفمبر؛ حركة تحرير السودان
وحركة العدل والمساواة. وفي الحرب ضد الميليشيات العربية سنة 2003، ظلوا حتى الآن
بعيدين عن الصراع الحالي.
اظهار أخبار متعلقة
وأضافت الصحيفة أنه بعد مرور سبعة أشهر
على اندلاع الأعمال العدائية، لا تزال الحرب تنتشر في السودان. وحسبما أوضحت
الأمينة العامة المساعدة لشؤون أفريقيا، مارتا آما آكيا بوبي في 17 تشرين الثاني/ نوفمبر:
"خارج دارفور، استمرت الاشتباكات الدامية في الخرطوم وأم درمان وبحري (...)
وتستمر أيضا في جنوب كردفان، في حين لا يزال الوضع متوترا حول مدينة الأبيض وشمال كردفان. لقد امتدت الأعمال
العدائية إلى مناطق جديدة، مثل ولايات الجزيرة والنيل الأبيض وغرب كردفان".