كشفت وكالة "
بلومبيرغ" عن سعي حلف شمال الأطلسي،
الناتو، لتطوير تقنيات الكشف الفوري عن الأنشطة المشبوهة بالقرب من البنية التحتية الحيوية تحت الماء، بالاستفادة من إمكانيات الذكاء الاصطناعي، وذلك عقب حادثة انفجارات خط أنابيب
نورد ستريم.
ويجري الناتو مناورات عسكرية مدتها قبالة سواحل البرتغال، تشمل 14 دولة من الحلف بجانب
السويد، وذلك بهدف اختبار الطائرات البحرية بدون طيار وأجهزة الاستشعار باستخدام الذكاء الاصطناعي.
وتأتي تدريبات الحلف العسكري الرامية إلى تعزيز قدرات المراقبة وتوفير أساس متين من المعلومات للاستجابات الدبلوماسية أو العسكرية، في وقت تواصل فيه
روسيا رسم خرائط الكابلات وخطوط الأنابيب كأهداف محتملة، بحسب الناتو.
كما تهدف التدريبات إلى اكتشاف "السلوك الضار" بشأن البنية التحتية تحت الماء فور حدوثه، ومشاركة تلك المعلومات مع الحكومات والمشغلين من القطاع الخاص.
وأثارت القدرات الروسية المتقدمة تحت سطح البحر والحوادث الأخيرة التي شملت سفن تجسس روسية تعمل بالقرب من الأنظمة المتحالفة، مخاوف بين أعضاء الناتو.
وفي أيار /مايو الماضي حذر حلف شمال الأطلسي من المخاطر الكبيرة المتمثلة في استهداف موسكو للبنية التحتية في أوروبا وأمريكا الشمالية.
يشار إلى أن كابلات البيانات البحرية تحمل ما يقرب من 10 تريليون دولار من المعاملات المالية يوميا وتمثل 95 بالمئة من حركة الإنترنت العالمية. علاوة على ذلك، يتم استخراج أو نقل ثلثي النفط والغاز على مستوى العالم عن طريق البحر.
وقال رئيس خلية الناتو لحماية البنية التحتية تحت الماء، هانز فيرنر ويرمان، "يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتتبع حركة السفن إذا وجدت نفسها في منطقة حرجة".
وأضاف في تصريحات صحفية في العاصمة البرتغالية لشبونة أن "الحلف يعتقد أن كابلات الألياف الضوئية نفسها ستكون قادرة في المستقبل على اكتشاف محاولات التلاعب".
اظهار أخبار متعلقة
وفي إحدى التدريبات، قام الناتو بمحاكاة اعتراض جهة فاعلة معادية تحاول تعطيل شبكات البيانات والأسواق المالية. واكتشفت أجهزة استشعار الألياف الضوئية التجارية نشر سفينة العدو الوهمي لمركبة بدون طيار تحت الماء، ما دفع سلسلة القيادة والسيطرة التابعة للحلف إلى الرد بمزيج من الطائرات بدون طيار الجوية والسطحية وتحت الماء.
وتلعب تقنيات الذكاء الاصطناعي دورا حاسما في مراقبة تحركات السفن واكتشاف التداخل المحتمل مع البنية التحتية الحيوية.
وفي تموز /يوليو الماضي، وافق حلفاء الناتو على إنشاء مركز بحري للبنية التحتية الحيوية تحت الماء تابع لقيادتهم البحرية في منطقة نورثوود في لندن، بهدف تحسين تبادل المعلومات وتعزيز الأمن تحت سطح البحر.