تسلط قضية الطائرة
الخاصة، التي احتجزتها السلطات الزامبية، وهي قادمة من القاهرة في الـ 14 من الشهر
الجاري، وتحمل على متنها ملايين الدولارات ومئات السبائك المشتبه بكونها ذهبا
إضافة إلى الأسلحة، الضوء على عالم
التهريب وغسيل الأموال العابر للدول، والوسائل
المستخدمة فيه.
وكانت اللجنة العامة
لمكافحة المخدرات في العاصمة الزامبية لوساكا، قالت إنها احتجزت طائرة خاصة، وكان
على متنها 5 ملايين و697 ألفا و700 دولار أمريكي، إضافة إلى 5 مسدسات و 7 مخازن
سلاح، و126 طلقة ذخيرة، و602 سبيكة يشتبه أنها
ذهبية بوزن 127.2 كيلوغرام، إضافة
إلى أجهزة تستخدم في وزن الذهب.
واعتقل في الواقعة، 10
أشخاص بينهم زامبي، وهم: 6 مصريين وهولندي وإسباني ولاتفي.
اظهار أخبار متعلقة
وترتبط عمليات تهريب
الأموال والذهب والأغراض القيمة، بقضايا فساد وغسيل أموال، نتيجة أنشطة غير
مشروعة، ترتبط بتجارة المخدرات والمواد الممنوعة، ويسعى المهربون للعديد من الطرق
لنقل هذه الأموال، سواء بالطائرات أو الطرق البرية، لكن عبر إخفائها في كثير من
الأحيان بطرق مبتكرة وبالتعاون مع أشخاص في سلطات إنفاذ القانون.
وتستعرض "عربي21" في التقرير التالي، جانبا من هذا العالم الذي يفتك باقتصادات الدولي، ويغذي الجريمة.
لماذا النقود والذهب؟
وفقا
لتقرير
استراتيجي للشرطة الأوروبية "يوروبول"، مجموعة الاستخبارات المالية، حول
لجوء الجماعات الإجرامية لتهريب النقد من أجل نشاطاتهم، أشار إلى أن النقود من
الفئات النقدية الكبيرة، والذهب، من أفضل الطرق لتقليص الكميات الضخمة، من عوائد
الأنشطة الإجرامية، والسبب أن الأموال المحمولة، والتي هي ملك للأشخاص، تعد أفضل
للمهربين من التحويلات الإلكترونية، التي يكشف فيها المصدر والجهة المرسلة لها.
ولفت إلى أن النقد من
الصعوبة بمكان التأكد من مصدره، ومن المستحيل معرفة الجهة التي ستسفيد منه،
بالنسبة لسلطات إنفاذ القانون.
ووصف العلاقة بين
النقد المادي، والتهريب لغسيل الأموال بالمعقدة، ووصول الأموال إلى الأشخاص المهرب
إليهم، يجعل منها مادة شرعية، من أجل ضخ عائدات غير مشروعة في مجالات اقتصادية
قانونية، وبالتالي تقليص إمكانية اكتشاف المصدر.
وحول المواد المهربة
خلاف النقود، يشير التقرير تفضيل المجرمين، المواد عالية القيمة، على النقود، في
عمليات التهريب وغسيل الأموال، مثل الذهب أو الأحجار الكريمة ، باعتبارها مواد
سهلة التداول عالميا، ولها قيمة عالية جدا، مثل الفئات النقدية الكبيرة.
ويوفر الذهب والأحجار
الكريمة كذلك، فرصة لتقليص حجم المقتنيات النقدية الضخمة، عبر سبائك قليلة العدد
ومرتفعة الثمن بدلا من حمل رزم كبيرة الحجم من الفئات الكبرى من اليورو والدولار،
وسهولة نقلها عبر الحدود وبيعها بيعدا عن عين الرقابة.
كيف يتم تهريب النقود؟
ويكشف التقرير جانبا
من الطرق التي يتم إخفاء النقود، عن أعين الجهات القانونية، لعبور الحدود، بطرق
مبتكرة، مثل النقل في الطائرات، وتغليف الجسم بالنقود بطريقة معينة، لا تثير
الشكوك لحمل الأموال، وعبر الأحذية، والملابس الداخلية.
أما عبر الطرق البرية، فيلجأ
المهربون لتعديل هياكل سيارات النقل، لحشوها بالأموال والذهب، وعبر حزم الطعام
وأيدي الأمتعة، وأدوات النظافة الشخصية، والألعاب وحتى تعديل الأمتعة ذاتها من أجل
نقل الأموال من الفئات الكبيرة، إضافة إلى قيام بعض المهربين بابتلاع فئات نقدية
كبيرة، بعد تغليفها بعناية، لنقل أعلى قيمة بأقل عدد من الأوراق.
التهريب بالطائرات
وبحسب
هيئة الجمارك
وحماية الحدود الأمريكية، يفضل المهربون حمامات الطائرات، لإخفاء المواد الممنوعة،
إضافة إلى عربات الطعام، وصناديق القمامة، ولفائف مناديل الحمام الورقية، وهناك
عمليات تهريب تتم بواسطة مسند رأس مقعد الطيار، ومساند مقاعد الدرجة الأولى في
الطائرة والمستوعبات المعدنية بداخلها.
خطورة التهريب
تتمثل خطورة تهريب
النقد من الدول، في التأثير على الاقتصاد، عبر إزالة المليارات والملايين، من
التجارة الداخلية، والأموال المهربة يمكن أن تستخدم لشراء سلع أو دفع ضرائب أو
الاستثمار في مشاريع شرعية.
ووفقا لموقع
جهاز
الهجرة والجمارك الأمريكية، فإن تهريب النقد إلى الخارج، يقلل نزاهة النظام المالي
من خلال الترويج لسوق غير منظم، وغير مبلغ عنه وسري للسلع والخدمات غير المشروعة،
يغذي المنظمات الإجرامية التي تتاجر بالمواد الممنوعة وتنخرط في جرائم عنف ضد
الأفراد والممتلكات، فضلا عن تمويل الإرهاب والتطرف، والانخراط في تجارة البشر
وارتكاب الاحتيال التجاري.
عمليات تهريب
ومن أشهر عمليات تهريب الذهب والأموال بكميات
كبيرة، ما أعلنت عنه
المنظمة العالمية للجمارك، من عملية دولية، شاركت فيها 19
دولة، عام 2019، وأفضت إلى ضبط ملايين الدولارات وكمية كبيرة من الذهب.
العملية "تينيكل"
وأطلقت المنظمة على العملية اسم
"تينتكل"، واستهدفت تهريب الأموال النقدية والأشياء الثمينة، ومصادرة
أكثر من 3.7 مليون دولار أمريكي، إضافة إلى 28.5 كيلوغرام من الذهب، بقيمة 1.3
مليون دولار أمريكي.
وتعد هذه العملية
الأولى للمنظمة الدولية، التي يجري تنسيقها بين عدة دول، في آسيا والمحيط الهادي،
لكشف حركة العملات المخفية أو غير المصرح بها وكذك تهريب الأحجار الكريمة والمعادن
الثمينة، عبر الجو ووسائل النقل الأخرى عبر الحدود.
اظهار أخبار متعلقة
وشارك في العملية التي
كان مركزها وحدة مراقبة العمليات في قوة الحدود الأسترالية، وضباطا عن الدول الـ
19 المشاركة، ومشاركة الشرطة الدولية الإنتربول.
ونجحت إدارات الجمارك في عمليات الضبط على 5
مستويات، وهي، مصادرة بنك "إيه بي أف" أوراقا نقدية من فئة 100 دولار
أسترالي بقيمة 122 ألف دولار أمريكي، أخفيت في مجلات أزيلت صفحاتها بالكامل وضبط
2700 دولار أمريكي دخلت أستراليا بطرق تهريب أخرى.
وضبطت الجمارك
الهندية، محاولتي تهريب 557 ألف دولار و449 ألف دولار أمريكي، داخل حقائب يد، بعد
إخفائها بطرق عديدة.
وكشفت الجمارك
اليابانية، مخطط تهريب كبير للذهب، عبر إخفاء سبائك داخل حزم أوراق نقدية، من فئة
10 آلاف ين ياباني، وترك فراغ بداخلها لإخفاء الذهب.
وضبطت سريلانكا
كمية كبيرة من الذهب، تم تحويلها على شكل عجينة، هربها شخصان إلى بنغلاديش، وأخفيت
داخل الأمتعة على شكل كريات. في حين كشفت الجمارك التايلاندية، 6 سبائك ذهبية كبيرة
الحجم، وكمية كبيرة من الأحجار الكريمة الثمينة، خلال محاولة تهريب.
من لندن إلى دبي
واحدة من أكبر عمليات
تهريب الأموال، لغسلها، في تاريخ بريطانيا، قامت بها عصابة، بين عامي 2019و 2020،
قاموا خلالها بتهريب أكثر من 104 ملايين جنيه إسترليني من المملكة المتحدة إلى دبي
في الإمارات.
ولجأت العصابة إلى
إخراج أكثر من 104 ملايين جنيه إسترليني، من المملكة المتحدة إلى دبي، عبر 83 رحلة
طيران منفصلة، تحت إشراف زعيم العصابة المدعو عبد الله الفلاسي.
وأعلن
المركز الوطني
البريطاني للجرائم الاقتصادية، أن العصابة دفعت 3 آلاف جنيه، عن كل رحلة، للتهريب،
وكانت عملية نقل الأمتعة تجري في درجة رجال الأعمال، وبواقع نحو 15 حقيبة في كل
مرة.
ولجأ المهربون إلى تعبئة الأموال بواسطة
مكنسة كهربائية، داخل عبوات، وتوزيعها على حقائب كل حقيبة تحتوي على 500 ألف جنيه
إسترليني، وزن 4 كيلوغرامات لكل منها، وتم رش القهوة ومعطرات الجو على الأموال
والحقائب، من أجل تضليل الكلاب البوليسية، ومنعها من شم رائحة الكمية الكبيرة من
الأموال في المطار عند التهريب.
وكشفت السلطات البريطانية أن الأموال التي
جرى تهريبها، هي أرباح الجماعات الإجرامية في كافة أنحاء المملكة المتحدة، من
تجارة المخدرات، وجرى جمعها في عدة شقق مستأجرة وسط لندن قبل نقلها بالطائرات إلى
دبي.
مليون دولار كل أسبوع
وفي عام 2018، تمكنت
السلطات الأمريكية، من ضبط عملية تهريب كبيرة، كان بطلها شاب 19 من مدينة مونتيري
في المكسيك، نقل عشرات المليارات من الدولارات عبر رحلات خاصة، من سان أنطونيو.
واعتقلت السلطات
الأمريكية، رافائيل غابرييل مارتينيز ليل، المرتبط باثنين من السياسيين البارزين
في المكسيك، بسبب تهريبه مبالغ هائلة من الدولارات من عوائد تجارة المخدرات إلى
الولايات المتحدة.
ونفذ الشاب مع شخص مكسيكي آخر، عمليات نقل
كبيرة، لأموال المخدرات، من المكسيك، وكشف خلال التحقيقات أنه كان ينقل قرابة
مليون دولار في الأسبوع، لمدة 9 أشهر، بلغ مجموعها 36 مليون دولار.
وارتبطت عملية التهريب، بشخصين بارزين في
المكسيك هما، زوجة حاكم ولاية تاماوليباس غارسيا كابيزا دي فاكا، ومنسق
الفريق الانتقالي في تاماوليباس لمرشح الرئاسة في حينه، أندريس مانويل لوبيز
أوبرادور.