مع استمرار الاحتجاجات الإسرائيلية ضد التعديلات القانونية، زادت المخاوف داخل جيش الاحتلال من تنامي الاضطرابات في تشكيلاته ودوراته التجريبية، وتدهور كفاءته، وهي مؤشرات تزداد سوءًا كل يوم، ما يدفع قادته للتحذير من ضعف وضرر قد يلحق باستعداده للحرب.
يوآف زيتون المراسل العسكري لصحيفة
يديعوت أحرونوت، نقل عن "كبار ضباط الطيارين أن أزمة عميقة في
كفاءة الجيش، وهي أزمة غير مسبوقة، وأكثر خطورة مما يتم تقديمه للجمهور، وتوسعت بين مئات الطيارين النشطين والضباط في الأيام الأخيرة، حتى إنهم باتوا يتهمون قائد الجيش هآرتسي هاليفي ووزير الحرب يوآف غالانت بأنهم يكذبون حين يزعمون عدم تضرر كفاءة الجيش، لاسيما بعد اجتماع جمعهم مع أعضاء لجنة الخارجية والأمن بالكنيست، لكن ممثلي الجيش امتنعوا عن تزويد أعضاء الكنيست بمعلومات معمقة حول ترتيب القوات والتهديدات الأمنية المتزايدة، خاصة من الشمال ، ربما خوفًا من تسريبها من قبل السياسيين".
اظهار أخبار متعلقة
وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أن "الجيش قد يكون جاهزا للحرب، لكن هناك
ضرر خطير يتزايد في العلاقات بين مختلف التشكيلات والقوات، لأن عدد الطيارين والضباط الذين أعلنوا استنكافهم أكثر بكثير من الـ400 بحسب تقارير الجيش، فهناك عدد كبير من الطيارين والضباط في مناصب رئيسية، وأكثر من ألف أعلنوا تعليق خدمتهم، تمهيدا للخطوات المقبلة ضد الحكومة". وقال: "وصلنا إلى حالة قد لا يكون فيها قائد سلاح الجو على استعداد لحماية الدولة، هناك عمى كامل وخطير للواقع، بطريقة تذكرنا بالرضا عن الذات الذي سبق انتكاسة حرب يوم الغفران".
وأشار إلى أن "أزمة الثقة أكثر إثارة للقلق من فقدان اللياقة للحرب، لأن العديد من الطيارين يصفون مسؤوليهم الكبار بـ"المتغطرسين"، وسيكون الاختبار الأكبر للضباط الذين أعلنوا عن عدم حضورهم هو تمرين القيادة الجوية التالي، لأن المقر العملياتي للقوات الجوية يتكون في الغالب من جنود الاحتياط، والأزمة الحالية تخترق تشكيلات أخرى في الاحتياط، والخشية أن يحدث الضرر في الدقة الصاروخية لتشكيل سلاح المدفعية بكفاءة، بعد أن أعلن ضباط وحدة "موران" عن توقف وصولهم، وسيظهر هذا الضرر في غضون أشهر، لأن هذا التشكيل يعتمد بشكل أساسي على القوات النظامية".
وأكد أن "العشرات من ضباط الاحتياط من مسارات النخبة وجناح المخابرات، حيث بات الشعور بالضرر ماثلا، فمئات الضباط الذين يخدمون في أدوار تشغيلية مزدوجة، في الإنترنت والفرز والتدريب، أعلنوا أنهم لن يأتوا بعد الآن، مما يعنى عدم القدرة على تحديد مكان الشباب المتميز لدورات النخبة في جهاز الاستخبارات العسكرية- أمان، التي يتم فيها تطوير النخبة والقدرات التكنولوجية الأكثر أهمية في الجيش، حيث يتغيب خريجو الدورات في تشكيلات الأساطيل والغواصات، ما سيؤدي قريبًا لتأخير وتعطيل قدرة البحرية على اختيار الأفضل للأساطيل المختلفة".
اظهار أخبار متعلقة
وأوضح أن "الشعور بالضرر تحقق بعد أكثر من شهر في صفوف العشرات من مدربي الطيران، من ذوي الخبرة، ولم يعدوا يأتون للقاعدة، والنتيجة النهائية الحصول على طيار أقلّ جودة، بقليل من حوادث السلامة في الهواء التي تعرض أرواح الجنود للخطر، وسيطرح السؤال حول "أفضل قوة جوية في العالم"، لأن الجيش يعترف بأن هناك بالفعل ضعفا في القدرة على خوض الحرب الآن، وأكثر من ذلك بسبب ضعف التماسك، وسيعرف الجيش كيف سيتصرف إذا اندلعت حرب غدا".
وتكشف هذه المعطيات المقلقة لجيش الاحتلال أنه ليس واثقا من القدرة على تحصين صفوفه من إلحاق أضرار جسيمة بكفاءته، عقب إعلان الآلاف أنهم لن يخدموا على الإطلاق بعد تمرير الانقلاب القانوني، وفي هذه الحالة ستلحق الأضرار بكل تشكيلات الجيش: الجو والمدفعية والاستخبارات، وفي النهاية سيؤثر ذلك سلباً على كفاءتها القتالية، وسيترك تبعاته على أنظمة التدريب، وعدم إجراء تقييمات دورية، وفي هذه الحالة سيؤثر ذلك على كفاءة القوات الجوية والبرية والبحرية.