كشفت وسائل إعلام، أن الحكومة
السعودية ستسمح لمندوبين إسرائيليين بحضور مؤتمر الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم "اليونيسكو"، الذي سيعقد قريبا في الرياض.
وكتب الصحفي الإسرائيلي باراك رافيد، لصالح موقعي "
أكسيوس" الأمريكي، و"
يللا" العبري، أن السعودية ستسمح بالفعل بحضور إسرائيلي في الرياض.
ولفت إلى أنه رغم المسار المتعثر للتطبيع بين السعودية والاحتلال، فقد أبلغت المديرة العامة لمنظمة "اليونسكو"، أودري أزولاي، وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين، أنه بعد مفاوضات طويلة وقع السعوديون على "اتفاقية البلد المضيف"، ويتعهدون بموجبها بالسماح لممثلي جميع الدول، بما فيها إسرائيل، بالمشاركة في الاجتماع القادم للجنة التراث التابعة لليونسكو في سبتمبر المقبل بالعاصمة الرياض.
باراك رافيد كشف أن "السعودية اتفقت مع اليونسكو على التعهد بالسماح لممثلين إسرائيليين بالمشاركة في اجتماع لجنة التراث العالمي لليونسكو الذي سيفتتح في العاشر من أيلول/ سبتمبر في الرياض، مما يعني أنه إذا نفذ السعوديون التزامهم، فستكون هذه المرة الأولى التي يزور فيها الممثلون الرسميون للحكومة الإسرائيلية المملكة علنًا، وقد تكون هذه خطوة تطبيع كبيرة من جانب السعوديين".
وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أن "الأشهر الأخيرة شهدت إجراء مسؤولي اليونسكو مفاوضات مع السعودية بشأن "اتفاقية الدولة المضيفة"، حيث تعدّ شرطا لبدء الاستعدادات العملية لاجتماع لجنة التراث العالمي، وكان العائق الأكبر في المفاوضات هو البند الذي تعهد فيه السعوديون بالسماح لممثلي الدول الأعضاء في اليونسكو بدخول البلاد بحرية".
ولم يصدر عن حكومة الرياض، أو أي وسيلة إعلام سعودية تعليق على هذه الأنباء.
ونقل رافيد عن مصادر معنية بالمفاوضات أن "السعوديين لم يوافقوا على هذا البند لفترة طويلة لأنهم يخشون السماح لممثلين رسميين إسرائيليين بدخول البلاد، وقبل أسبوعين اتخذت خطوة تطبيع صغيرة عندما سمحت للاعبين إسرائيليين بالمشاركة في كأس العالم لكرة القدم التي تقام فيها".
وأكد أن "أزولاي أبلغت كوهين خلال لقائهما في باريس أن المفاوضات مع السعوديين اختتمت بنجاح، واتفقوا على التوقيع على الاتفاق، بما في ذلك البند الذي بموجبه سيتمكن ممثلو جميع البلدان من دخول المملكة للمشاركة في مداولات لجنة التراث لليونسكو، وقد أصرّت أزولاي في محادثاتها مع السعوديين على التزامهم بالسماح لممثلين إسرائيليين بالمشاركة، وفي الأيام المقبلة ستتوجه دعوات رسمية لجميع الدول، بما في ذلك إسرائيل، ورغم توقيع السعوديين على الاتفاقية، لكن إسرائيل تخشى أنه عندما يقترب موعد الحدث، سيجدون طرقًا لعدم تنفيذها".
وأوضح أنه "في مارس الماضي منعت المملكة في اللحظة الأخيرة مشاركة وفد إسرائيلي برئاسة وزير الخارجية إيلي كوهين في اجتماع منظمة السياحة التابعة للأمم المتحدة الذي عقد فيها، ورغم أنهم التزموا للأمم المتحدة بالسماح لممثلي إسرائيل بالمشاركة، لكنهم أخّروا إصدار التأشيرات، وتباطأوا في المحادثات حول الترتيبات الأمنية، ونتيجة لذلك اضطر الوفد الإسرائيلي لإلغاء مشاركته".
وتابع أن "كوهين أكد على أزولاي أن تصرّ على تنفيذ السعودية للاتفاقية، والسماح لوفد إسرائيلي بحضور الحدث، وقد تعهدت بأن تتابع الموضوع عن كثب، مع العلم أنه رغم الالتزام السعودي، فإن مشاركة ممثلين إسرائيليين في الاجتماع ستعتمد إلى حد كبير على الأوضاع الميدانية في الضفة الغربية والقدس المحتلة، وفي حال توترت، فإن فرص حدوث ذلك ستنخفض، في حين رفضت اليونسكو ووزارة الخارجية الإسرائيلية والسفارة السعودية في واشنطن التعليق على الأمر".
تتزامن هذه المباحثات بين السعودية واليونسكو والاحتلال مع محاولات إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن الترويج لاتفاقية تطبيع بين الاحتلال والمملكة بحلول نهاية العام الجاري، أو بداية العام المقبل، ويعتقد كبار المسؤولين الأمريكيين أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مستعد لتطبيع العلاقات مع الاحتلال، لكنه يريد القيام بذلك كجزء من صفقة شاملة مع الولايات المتحدة، وهو ما لم يتم حتى الآن.