كشفت
قناة عبرية، عن حالة من الغضب يمر بها رئيس وزراء
الاحتلال الإسرائيلي بنيامين
نتنياهو،
الذي أدخل إلى المستشفى مؤخرا وأجريت له فحصوات قلبية، مؤكدة أن أحد أسباب غضبه هو
رفض الإدارة الأمريكية الديمقراطية برئاسة جو بايدن توجيه دعوة له لزيارة واشنطن.
وذكرت
"
القناة 13" العبرية في تقرير لها، أن رئيس الوزراء نتنياهو، أجرى محادثة
مع سفير تل أبيب لدى الولايات المتحدة الأسبوع الماضي، واتهمه بأنه السبب في تردي
العلاقات
بين واشنطن وتل أبيب.
وأوضحت
مصادر سياسية ودبلوماسية أن "المحادثة المشحونة ركزت على حقيقة أن نتنياهو لم
تتم دعوته إلى البيت الأبيض حتى هذه اللحظة، حيث مر على توليه رئاسة الحكومة الجديدة
أكثر من ستة أشهر، في نهاية كانون الأول/ ديسمبر".
وأشارت
القناة إلى أن "المحادثة المشحونة" جرت حينما زار السفير مايك هرتسوغ، تل
أبيب خلال لقاء مطول تناول مجموعة متنوعة من القضايا، من بينها حقيقة عدم دعوة نتنياهو
إلى البيت الأبيض للقاء رئيس الولايات المتحدة جو بايدن.
وأثناء
المحادثة، انتقد نتنياهو السفير قائلا: "كان من الواجب عليك أن تفعل المزيد لتلقي
دعوة إلى البيت الأبيض"، فرد السفير: "أعمل منذ عدة أشهر على تحديد موعد
للزيارة، وأعمل مع الإدارة في هذا الشأن".
داخل
غرفة الاجتماعات المغلقة، وبحسب عدة مصادر مطلعة جيدا على التفاصيل، زعم نتنياهو أن
السفير هرتسوغ لم يفعل ما يكفي للحصول على موعد للزيارة، لكن السفير عاد وأوضح أنه
"عمل منذ عدة أشهر لتحديد موعد للزيارة، وشرح أسباب التأخير في الدعوة، وادعى
أنه يعمل مع الإدارة في هذا الشأن".
ونبهت
مصادر سياسية أن "نتنياهو غير راض للغاية عن زيارة الرئيس يتسحاق هرتسوغ المزمعة
إلى البيت الأبيض (تشمل لقاء بايدن)، ويعتقد نتنياهو أن حقيقة زيارة هرتسوغ هذا الأسبوع
تعطي شرعية لعدم دعوته إلى واشنطن قريبا، وقد تم إخبار السفير (هو شقيق الرئيس الإسرائيلي)
بذلك أيضا".
وأفادت
القناة، أن السفير مايك هرتسوغ، هو شقيق الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، وتم تعيينه
في الحكومة السابقة من قبل رئيس الوزراء الأسبق نفتالي بينيت.
ونبهت
أن "دعوة الرئيس هرتسوغ لواشنطن جاءت في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، خلال زيارته
السابقة للولايات المتحدة، أي قبل انتخاب نتنياهو رئيسا للوزراء".
وهاجم
بايدن حكومة اليمين التي يتزعمها المتهم بالفساد نتنياهو، وقال: "الحكومة الإسرائيلية
هي الأكثر تطرفا" التي مرت عليه على الإطلاق.
وأطلع
الرئيس الإسرائيلي على تفاصيل زيارته للولايات المتحدة، حيث يتوقع أن يغادر تل أبيب
مساء اليوم الاثنين، حيث سيجتمع خلال الزيارة مع الرئيس بايدن وعدد من كبار المسؤولين
الحكوميين، بالإضافة إلى ذلك، سيلقي كلمة أمام الكونغرس الأمريكي في جلسة خاصة، وهذه
هي ثاني زيارة رسمية يقوم بها هرتسوغ لواشنطن، وستنضم إلى زيارته ليا غولدين والدة
الملازم أول هدار غولدن، وهو ضابط إسرائيلي أسير لدى المقاومة في غزة المحاصرة.
وقالت
القناة: "سيكون خطاب هرتسوغ في الذكرى الخامسة والسبعين لقيام إسرائيل وهو مهم
بشكل خاص في ضوء حقيقة أنه سيكون الرئيس الثاني فقط الذي يلقي كلمة في جلسة مشتركة
لمجلسي النواب والشيوخ الأمريكي، وكان أول رئيس يقوم بذلك هو والده حاييم هرتسوغ منذ
أكثر من 35 عاما".
جدير
بالذكر، أن الأزمة السياسية الداخلية لدى الاحتلال تشتعل أكثر فأكثر وهي تتشعب وتتسع
يوما بعد يوم، خاصة بعد إعلان المزيد من قوات الاحتياط التابعة لجيش الاحتلال ومن بينهم
أطباء وطيارون عن وقف خدماتهم العسكرية في جيش الاحتلال، تعبيرا عن رفضهم لخطة التغييرات
القضائية التي تعتزم حكومة نتنياهو تمريرها.
تمار
أوتومزغين المحررة في القسم الرقمي في "
القناة 13"، أكدت أن "الأزمة
السياسية الإسرائيلية تجاه الولايات المتحدة من أهم الأزمات التي سبّبها الانقلاب القانوني،
حيث لم يتوقف الرئيس جو بايدن ومسؤولو البيت الأبيض عن انتقاد الحكومة الحالية بإدانات
قاسية، وردا على ذلك، يحاول العديد من كبار مسؤوليها في تل أبيب تهدئة العاصفة بدعوى
أنها أزمة عابرة، لكن فحص الإدانات السابقة للبيت الأبيض ضد إسرائيل يثبت أن الأزمة
الحالية في العلاقات بينهما مختلفة، وليس فقط أنها أول إدانة لواشنطن تنتقد سياسة إسرائيل
الداخلية".
وأضافت
أن "التوتر الإسرائيلي الأمريكي وصل ذروته بمقال الصحفي في نيويورك تايمز، توماس
فريدمان، المقرب من بايدن، ودعا لإعادة تقييم العلاقات الإسرائيلية الأمريكية بصورة
حتمية، وهو ما سيعلنه وجهًا لوجه مع هرتسوغ خلال زيارته للبيت الأبيض"، مشيرة
إلى أن هذه ليست ظاهرة جديدة، "فقد أعلنت إدارة الرئيس فورد عن إعادة تقييم ضد
حكومة إسحاق رابين في 1974، كما تكرر الأمر من إدارة ريغان ضد حكومة بيغن في الثمانينات،
وإدارة بوش الأب ضد حكومة اسحاق شامير في التسعينات، وإدارة بوش الابن ضد حكومتي إيهود
باراك وأريئيل شارون في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين".
وأكدت
أن "توتر واشنطن مع تل أبيب خلال حكومة رابين جاء لعدم امتثالها للمطالب الأمريكية
في المفاوضات مع مصر، وتم توقيع الاتفاقية نهاية المطاف في أيلول/ سبتمبر 1975، وتضمنت
العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة في هذه السنوات تقليص المساعدات الاقتصادية
والأمنية لإسرائيل، ومنذ ذلك الحين، تم استخدام عبارة "إعادة التقييم" كلما
قامت إسرائيل بخطوة سياسية لا تتناسب مع الرؤية الأمريكية للمستقبل في الشرق الأوسط،
خاصة الابتعاد عن حل الصراع مع الفلسطينيين".
وأوضحت
أن "الإدانات الأمريكية التي تأتي مؤخرا وتتعلق بالانقلاب القانوني، تسبب انزعاجا
كبيرا بين الأمريكيين من محبي إسرائيل، التي تفصل نفسها ببطء عن "أفضل صديق لها
في العالم"، فضلاً عن تمييز نفسها عنها أيديولوجيًا ووجوديًا وقيمًا وهوية، وأي
شخص يعرف الولايات المتحدة، ولو قليلاً، يعرف مدى أهمية هذه الأمور للحكومة الأمريكية
والشعب الأمريكي، مقابل أن إسرائيل كيّفت نفسها منذ تأسيسها مع هذه القيم الأمريكية،
وفي الوقت الذي انطلق فيه الانقلاب القانوني الإسرائيلي، فقد أصبح اليسار الأمريكي
أكثر راديكالية".
وأشارت
إلى أن التوتر الأمريكي الإسرائيلي على خلفية الانقلاب القانوني يتزامن مع انخفاض
كبير في نسبة الدعم لإسرائيل بين عامة السكان في الولايات المتحدة، خاصة بين الشباب،
وكذلك داخل الجالية اليهودية، وهي في الغالب ديمقراطية، رغم أن الرئيس بايدن من المؤيدين
المعروفين لإسرائيل، مثل كلينتون والعديد من القادة الديمقراطيين الآخرين، ولكن إذا
تم تمرير الانقلاب القانوني، فستصبح إسرائيل دولة أجنبية أخرى، ومعزولة، وقبل كل شيء
"دولة أخرى".
وحذرت
أن "إسرائيل متجهة لكي تصبح دولة أخرى تحتفظ بعلاقات دبلوماسية معقولة مع الولايات
المتحدة الأمريكية، وهي تحت حمايتها، دون أن تشاركها نفس العلاقة الموحدة شبه الأسرية،
التي ربطتهما حتى يومنا هذا، مما يجعل من رفض الولايات المتحدة لإسرائيل أمرا خطيرا،
وخطيرا للغاية، ولذلك فهي تقلق الكثير، من وجهة نظر أمنية اقتصادية، ويمكن للولايات
المتحدة أن تفرض عقوبات مثل تلك التي شوهدت عام 1974".