كتاب عربي 21

سر تضارب الروايات في واقعة الجندي المصري.. لهذا يخفون اسمه!

سليم عزوز
تهديدات غير متوقعة بالنسبة للإسرائيليين- جيتي
تهديدات غير متوقعة بالنسبة للإسرائيليين- جيتي
هل يعقل هذا؟

فإلى الآن، ورغم مرور أكثر من أربع وعشرين ساعة، على عملية جندي سيناء، إلا أنه لم يتم الإعلان عن اسمه، وعن المحافظة التي ولد فيها، والقرية التي ينتمي اليها.

أكتب هذه السطور في الثامنة من صباح الأحد (3 حزيران/ يونيو)، بتوقيت أم القرى ومن حولها، وقد راعني أن الصورة المتداولة للجندي المصري عبر منصات التواصل الاجتماعي غير صحيحة، وهي لجندي آخر، وعندما قام البعض بنشر صورة لجندي آخر في فيديو غنائي، تبيّن أيضاً أنها لا تخصه، ولكنها خاصة بفنان مصري بالزي العسكري؟!

وتفتح عملية النشر، ممن فعل هذا لأول مرة، الباب أمام إساءة استخدام مواقع التواصل الاجتماعي من جانب البعض، ربما لأهداف الانتشار الشخصي، وفي مثل هذا الحالة فإن النشر، الذي تلقفه حسنو النية، قد قطع الطريق أمام سؤال الاسم! الأمر الذي يجعلني أضع يدي على قلبي مخافة أن يكون الطرفان المصري والإسرائيلي يفكران في طريقة لتفريغ الموضوع من محتواه، لا سيما مع هذا الفرح العارم الذي عم بلاد العرب لهذه العملية، التي ربطت بين صاحبها (الجندي المجهول) وبين الشهيد سليمان خاطر، والذي لم يستشهد في المواجهة، ولكنه مات في زنزانته، ولأن الراوية الحكومية عن انتحاره كانت مفككة وغير مترابطة، فقد استقر في وجدان الناس أنه تم التخلص منه ولم ينتحر، فلماذا ينتحر والرأي العام اختاره بطلاً، وكان يُنقل له هذا في المحاكمة التي خضع لها، عبر أسرته ودفاعه من كبار المحامين المتطوعين؟!

الرأي العام أصدر حكمه سريعاً بأن جندي سيناء المجهول، هو الامتداد الطبيعي لسلالة أنتجت الجندي المعلوم سليمان خاطر، ذرية بعضها من بعض، وقد اختزنت الذاكرة الوطنية اسمه، فلما حدث ما جرى من الجندي المجهول (حتى كتابة هذه السطور)، تبيّن أن سليمان خاطر حيّ في الذاكرة، فاستدعته ذاكرة أجيال لم تعاصره، وربما لم تكن ولدت يوم إعلان وفاته
في أكياد:

إن الرأي العام أصدر حكمه سريعاً بأن جندي سيناء المجهول، هو الامتداد الطبيعي لسلالة أنتجت الجندي المعلوم سليمان خاطر، ذرية بعضها من بعض، وقد اختزنت الذاكرة الوطنية اسمه، فلما حدث ما جرى من الجندي المجهول (حتى كتابة هذه السطور)، تبيّن أن سليمان خاطر حيّ في الذاكرة، فاستدعته ذاكرة أجيال لم تعاصره، وربما لم تكن ولدت يوم إعلان وفاته، فإذا بسرادق العزاء في قريته "أكياد" بمحافظة الشرقية يتحول إلى سرادق أمة، حيث سافر لتقديم العزاء فيه قيادات سياسية معارضة رفيعة المستوى، وإن نسينا فلن ننسى "الشهيد الحي" ورئيس حزب العمل إبراهيم شكري، الذي ظل لسنوات يحرص على السفر لـ"أكياد" في ذكرى استشهاده لتقديم واجب العزاء. وفي يوم إعلان وفاته خرجت المظاهرات المنددة بقتله وهو ما استقر في الوجدان!

وإذا صحت رواية القتل، فإن الأمر إن لم يكن "عربون محبة" للجانب الإسرائيلي، ممن كانت تعتبره إسرائيل كنزها الإسرائيلي، فإن النظام المصري كان يقوم بقطع الطريق على هذه البطولة، وقد تحولت ساحة المحكمة إلى محاكمة لكامب ديفيد، وصار سليمان خاطر رمزاً وطنياً استطاع أن يدفع المصريين لأن يؤوبوا معه، ولهذا ربما يكون الاتجاه بعد أن ذهبت السَكرة وحلت الفكرة، أن يتوافق القوم على رواية تنهي هذه الأسطورة، أو تحجب اسمها عن النشر، وفيما قام به البعض بحسن نية بنشر صور غير صحيحة له، ما يساعد في عملية التمويه، والتغطية على اسمه، وشكله، فتضيع صورته بين الصور المنشورة، وربما لا يسأل أحد عنه، فقد طالعوا صورته. والطريق إلى جهنم مفروش بالنوايا الحسنة، لهؤلاء السذج الذين ينتشرون بيننا ويحسبون علينا!

قبل أن تحل الفكرة، بدا القوم في القاهرة مرتبكون، فلم يتفقوا مع الجانب الإسرائيلي على رواية واحدة، مع أن إعلان الرواية كان بعد ساعات من وقوع المعركة، لذا فقد كانت روايتهم أن الجندي كان في مواجهة مع مهربي مخدرات، فحدث تبادل لإطلاق نار، بينه وبين جنود إسرائيليين. وإذ تأخرت الراوية الإسرائيلية لساعات، فقد تناقضت مع هذه الراوية وتحدثت عن قتل لجندي إسرائيلي داخل الأراضي المصرية، على يد جندي مصري، انتقل إلى الأراضي الإسرائيلية ثم قتل جندياً وجندية، واختبأ لساعات أيضاً. وإذ بدأت القوات الإسرائيلية في البحث عنه في صحراء النقب، فقد حدثت مواجهة لساعات ونشروا صورة لسلاحه الذي استخدمه في هذه المواجهة، فإذا به قديم، لكنها الشجاعة إذا تملكت من قلب إنسان. وإذ قتل الجندي المصري، فقد قتل جندي إسرائيلي في المواجهة، وإن كان هناك من يشككون في أعداد من قتلوا من الجانب الإسرائيلي، وأنهم أكثر من هذا!

السوابق المصرية:

الرواية المصرية الهلعة ذكرتني بحالة هلع أصابت النظام المصري، وانتقلت إلى بيان وزير الداخلية في واقعة مقتل الحاخام المتطرف مائير كاهانا في تشرين الثاني/ نوفمبر 1990 في احدى الولايات الأمريكية، وقال البيان الأمريكي إن القاتل شاب مصري اسمه "السيد نصير"، من محافظة بور سعيد، فأعلن وزير الداخلية اللواء عبد الحليم موسى أنه لا يوجد شاب مصري بهذا الاسم، وأوشك أن يقول ولا يوجد في بور سعيد أحداً يحمل اسم "السيد"!

الإنكار في حالة الجندي المجهول له سوابق مع المسؤولين المصريين، ثم إنه الآن هو تعبير عن صدمة كبرى، ورأس النظام قام بجهود كبيرة لتحقيق أمن إسرائيل، واعترف بهذه المهمة وباعتبارها وظيفة من وظائفه، وقد استقر الاعتقاد عنده بأن رضا إسرائيل هو المدخل لرضا البيت الابيض، وهو البديل الأكثر أهمية من رضا الشعب المصري عليه. فالشرعية إذا ضنّت بها الشعوب، فإن إسرائيل تملك تقليد المنتج، وأحيانا يكون التقليد أفضل من الأصل
ولم يصمد الإنكار المصري، ومن أعلى سلطة مختصة، فتراجع لصالح الراوية الأمريكية، وتبين أن الشاب من بور سعيد فعلاً، وقد تخرج في كلية الفنون التطبيقية، وسافر للولايات المتحدة الأمريكية وحصل على جنسيتها!

فالإنكار في حالة الجندي المجهول له سوابق مع المسؤولين المصريين، ثم إنه الآن هو تعبير عن صدمة كبرى، ورأس النظام قام بجهود كبيرة لتحقيق أمن إسرائيل، واعترف بهذه المهمة وباعتبارها وظيفة من وظائفه، وقد استقر الاعتقاد عنده بأن رضا إسرائيل هو المدخل لرضا البيت الأبيض، وهو البديل الأكثر أهمية من رضا الشعب المصري عليه. فالشرعية إذا ضنّت بها الشعوب، فإن إسرائيل تملك تقليد المنتج، وأحيانا يكون التقليد أفضل من الأصل، وقال توفيق عكاشة إنهم ارتموا في الحضن الإسرائيلي الدافئ كنصيحة منه بعد انقلاب 2013!

لقد هدم الجنرال بيوتا، وهجّر عوائل، لتصبح الحدود مع الأرض المحتلة مرئية وعلى مدد الشوف، كما أنه أحكم إغلاق المعبر بهدف أمان إسرائيل، حتى صار ملكيا أكثر من الملك، فإسرائيل لا تريد هذا الإغلاق الدائم الذي ستكون نتيجته اليأس الذي يدفع اليائسون لتهديد أمنها!

ومع كل ما فعله منذ عشر سنوات، إذ بالخطر على إسرائيل يكون من حيث لا يدري ولا يحتسب، وهو أمر أكثر خطراً من عدو مطارَد، ومن مهربي السلاح من أجل المال!

إن داعش، أو ولاية سيناء، لم تقم بأي عملية موجهة ضد إسرائيل، فعملياتها ضد الجيش المصري، لكن العملية تأتي من هنا، حيث الأمان!

فكيف يشعر الإسرائيليون بالأمن، مع مثل هذه التهديدات غير المحتملة، ولا يمكن السيطرة عليها؟ فاختيار الجنود هنا لا يتم بعشوائية، ولا بد من تقارير أمنية، ومن أجهزة أمنية مختلفة!

ما ينبغي أن يسلم به القوم في القاهرة وتل أبيب، أنه قد يكون المصري منطوياً، يفتقد للوعي بقضايا بلده، أو حتى بحقوقه كمواطن، لكن مع الجهل، أو التعليم البسيط، ومع البساطة، والبعد عن السياسة والنشاط الديني، والمشي بجانب الحائط، وإيثار السلامة، فإنه فيما يتعلق بالموقف ضد إسرائيل يبدو الأمر فطرياً، لا يحتاج إلى أن يكتسب من المجتمع، أو المدرسة، أو نشرات الأخبار!
وقطعاً فإن التقارير الأمنية أجمعت على أنه الجندي ليس له نشاط سياسي، وأجمع العمدة، وشيخ البلد، وشيخ الخفر، والجيران، والزملاء في المدرسة، أن الفاعل إنسان "في حاله"، لا يقرأ الصحف، ولا يشاهد نشرات الأخبار، ولم ينتمِ للإخوان، ولم ينتخب محمد مرسي، وربما لم يذهب للانتخابات في حياته، ولم يشارك في ثورة يناير، وقد يكون تعليمه متوسطا كسليمان خاطر، ممن تأمنهم السلطات، فكيف فعلها؟!

ما ينبغي أن يسلم به القوم في القاهرة وتل أبيب، أنه قد يكون المصري منطوياً، يفتقد للوعي بقضايا بلده، أو حتى بحقوقه كمواطن، لكن مع الجهل، أو التعليم البسيط، ومع البساطة، والبعد عن السياسة والنشاط الديني، والمشي بجانب الحائط، وإيثار السلامة، فإنه فيما يتعلق بالموقف ضد إسرائيل يبدو الأمر فطرياً، لا يحتاج إلى أن يكتسب من المجتمع، أو المدرسة، أو نشرات الأخبار!

"موقف عذري" لم تفض بكارته اتفاقية كامب ديفيد، وخطاب السياسيين، وجمعيات السلام، وتحول المثقفين، فهي فطرة المصريين.. وهذا ما يكفي للفزع، ويدفع للبحث عن رواية لا تجعل من صاحبنا بطلا، وقد يكون مهماً إخفاء اسمه، ومحافظته، وقريته.

فليس كافياً للإسرائيليين أن يكون معهم النظام في مصر، وانما لا بد من أن يسلّموا بالأمر الواقع، ويخضعوا لحل عادل للقضية الفلسطينية، وإلا فالخطر من حيث الأمان!

يلدغ المرء من مأمنه.. وهذا هو المخيف!

twitter.com/selimazouz1
التعليقات (6)
الكاتب المقدام
الثلاثاء، 06-06-2023 01:37 ص
*** 3- منذ عبور قوات السيسي إلى المنطقين (ب) ، (ج) وهما منطقتين تمتدان لمئات الكيلو مترات في عمق الأراضي المصرية، وسلطة مصر عليها منزوعة ومنقوصة، مع المنطقة (أ) الملاصقة لقناة السويس، والمناطق الثلاثة مراقبة رقابة مباشرة من جيش إسرائيل والقوات الدولية (الأميركية) منذ اتفاقية معسكر داوود المشئومة لتعميد التحالف بين السادات والصهاينة القائم إلى اليوم، ولتبرير الاتصالات والتنسيق والعمالة المباشرة للموساد الإسرائيلي مع القيادات المصرية، وتم دخول قوات السيسي تلك للقيام بمهام خدمة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، وتحت إشرافه الكامل ومراقبته اللصيقة، وبالانصياع الكامل من قيادات جيش السيسي لها، وباتفاقات مباشرة بين عباس كامل ذراع السيسي ورئيس مخابراته وعقله المفكر مع الموساد الإسرائيلي، وجرائم جيش السيسي بتدمير سيناء والتهجير القصري لسكانها خدمة لإسرائيل، وتمكينها من التمدد خارج حدودها مرة أخرى، مستمرة منذ انقلاب السيسي المدعوم غربياً في يوليو 2013، وحسب الرواية من الجانبين، فاقتحام الجندي المصري الشهيد البسيط لخط الحدود، وسيره لساعات في العمق، ومعرفة طريقه ليلاً داخل المنطقة المراقبة والمحروسة بقوات بني صهيون، في غفلة من قياداته، ومدجج بكم من العتاد والسلاح العسكري وكم من الذخيرة، غير معتاد حملها من مجند عادي، وبغير معرفة زملائه وقيادته له أو رؤيتهم إياه، ومعرفته لمكان نقطة حراسة الجيش الإسرائيلي الحصينة في العمق، ثم قنصه لجنديين فيها، وبعد بضع ساعات من كمونه وحيداً، اشتباكه مع قوة إسرائيلية محترفة من القوات الخاصة بعد رصدها لموقعه بطائرة مسيرة، وقتله وإصابته لجندي وضابط من تلك القوات الخاصة، سيناريو شبيه بما رأيناها في سلسلة أفلام رامبو، عن جندي القوات الخاصة الأمريكي الخارق، الذي يجندل أعدائه، ويمرق كالسهم بين نيرانهم، بخلاف واقع خيبتهم وهزائمهم في فيتنام والعراق وافغانستان، ويعلم كل مطلع على كيفية تدريب وإعداد أمثال هؤلاء الجنود البسطاء لمدة لا تزيد عن 45 يوماً، يقفون خلالها في طوابير لساعات طويلة، يسقط خلالها منهم بعضهم من الإجهاد، ولا يتعلمون فيها إلا كيف يصطفون في الطوابير، تحت نداء صفا وانتباه، ويتعلمون ما يسمى المشية العسكرية المعتادة، لليمين در، للشمال در يا عسكري، حاضر يا افندم، تمام يا افندم، أسمك أيه يا عسكري؟ جندي مجند مستجد صميدة عيد صميدة يا افندم، سلام سلاح، كتفاً سلاح، وهذا السلاح بالطبع خال من أي ذخيرة، وهي الصورة التي قدمها بدقة ضباط انقلاب 1952، في سلسلة أفلام اسماعيل ياسين في الجيش، ونفس ذلك التدريب البدائي كان قائماً للمجندين حتى في فترة ما قبل حرب 1973، ومرة أخرى فذلك ليس تشكيكاً في صحة رواية معركة الجندي الشهيد، ولا في استحالة حدوثها، ولكن هناك ما يشير إلى جوانب أخرى خفية فيها، وبغض النظر عن ما حدث، فمن المؤكد أن الحدث ستكون له تبعات، وفرح المصريين والعرب بالبطل الشهيد، له دلالة لا تخفى، وهو على أقل تقدير أفضل مما نسمعه من حوادث انتحار لآلاف من الشباب تحت تأثير اليأس من الحياة، والله أعلم بعباده.
الكاتب المقدام
الثلاثاء، 06-06-2023 12:27 ص
*** 2- مانذكره ليس لتشتيت الانتباه عما قام به الشهيد البطل المجند المصري من خير أجناد الأرض حقيقة، فما فعله البطل الشهيد يتحدث عن نفسه، فهو ليس من العصابة الانقلابية التي قتلت آلاف المصريين من المحتجين السلميين للاستيلاء على حكم مصر، والشهيد البطل لم يكن الأول ولن يكون الأخير، وهو لم يقبل بالظلم، ولم يكن من المطيعين لهم والساكتين على عمالتهم وخيانتهم، وبتواطئ العصابة الانقلابية بعمالة وتوجيه من جهات أجنبية لم يعد يجهلها أو ينكرها إلا جاهل أو متغافل أو مشارك أو منتفع، وما زال هناك مصريون يجهلون أو يتجاهلون أن سيادة مصر على سيناء المنزوعة السلاح هي سيادة منقوصة، وأن الجيش المصري يخضع لمراقبة كاملة مم يسمى بالقوات الدولية (الأمريكية)، وبتعاون وتنسيق مخابراتي كامل مع جيش الاحتلال الإسرائيلي، التي لها كامل الحرية للتجول في سيناء ومراقبة أي جندي من الشرطة أو الجيش المصري، أو ما تسمح به له من معدات وتسليح ومهمات، وبتعاون كامل وانصياع من القيادة المصرية لأوامرهم، بموجب موافقة السادات على اتفاقية معسكر داوود برعاية اليهودي المأفون كيسينجر، والأدهى أن السيسي عميل المحور الصهيوني الصليبي، قد أقر بوضوح بإعلانه عن دوره ومهمته بأنه لن يسمح بتهديد أمن دولة الاحتلال (إسرائيل) من سيناء، وعندما قام إعلام جيش السيسي بتصوير جحافل المدرعات والقوات المسلحة التي أدخلها إلى سيناء وفقاً لاتفاقه مع دولة الاحتلال (إسرائيل)، وبتواطئه الكامل مع قيادات بني صهيون، وقوات السيسي المسلحة تلك لم تقم منذ دخولها سيناء إلا بتدمير مدنها وقراها وبيوتها ومرافقها، وحرق أراضيها الزراعية، وقتل والتهجير القصري لسكانها، وإغلاق أنشطتها في الصيد والزراعة والصناعة والتجارة والخدمات، وفرض حظر التجوال الممتد على سكانها، بداية من المجزرة الموثقة التي ارتكبوها، بإطلاق الرصاص الحي على المصلين في صلاة العيد، بما فيهم من شيوخ ونساء وأطفال، لإخلاء سيناء لأسباب لا تخفى على أي مواطن عاقل شريف، كما تم تصوير عسكريين بالزي الرسمي، وهم يقتلون بدم بارد شباب وأطفال من أهل سيناء مكبلين بالحبال، بما يجعل من تسمية المصريين للسيسي "ابن مليكة"، رمز للتدليل على ما جناه في حق مصر بعمالته العميقة لإسرائيل، وطاعته لهم لما يؤمر به من تدمير مصر والمصريين، وعندما وصف الإسرائيليون السيسي مرات عديدة بأنه "كنز إسرائيل الاستراتيجي"، لم نسمع من السيسي اعتراض أو إنكار لذلك، كما أن أذرعه الإعلامية التي أنفق عليها عشرات المليارات من أموال المصريين، ورجال السيسي المنبثين في كل البرامج الإعلامية، لم ينف أحد منهم عنه هذه العمالة الرخيصة، بل يفخرون بها، لعلمهم أن ذلك الدور للعميل السيسي هو سبب إبقاء المحور الصهيوني الصليبي على السيسي واتباعه وداعميه، ليقوم بمهمته التي كلف بها، فهو عميلهم من الخلايا النائمة الذين أعدوهم في أميركا على يد مخابراتهم، ودسوهم في قيادة الجيش المصري، والسيسي قد أعلن بلسانه أنه قبل تنفيذ انقلابه كان على اتصال يومي بوزير الدفاع الأميركي، ثم كلفوه بالانقلاب على الحكومة المصرية، التي راقبت مؤسسة رئيسهم كارتر وأقرت بمدى نزاهة انتخابات الشعب المصري لسلطاته التشريعية، ولرئيسهم المدني الشرعي، الذي دبروا الانقلاب عليه مع حلفائهم الأجانب، وداعميهم من قيادات عربية خائنة لشعوبها وناهبة لبلادها.
الكاتب المقدام
الإثنين، 05-06-2023 11:21 م
*** 1- عبور مجند مصري من غير ذوي المؤهلات من الأمن المركزي، الأضعف في التدريب والتسليح والمعلومات من قوات الجيش، لخط الحدود المكلف بنوبة حراسة عليه منفرداً دون زميل له، لنوبتجية تمتد لساعات طويلة في جوف الظلام في وسط صحراء قاحلة، على بعد كيلو مترات طويلة من مقر قيادته وثكناته في الداخل، وغير مزود بأجهزة اتصالات مع قياداته، ودون اتصال ومتابعة ومرور من تلك القيادات عليه أثناء فترة نوبتجية حراسته، بإهمال دال على مستوى الاستعداد المتدني لتلك القوات، وقد تحدث خبراء صهاينة في الإعلام الإسرائيلي في برامج علنية متداولة، بما اعتبروه بالوضع المذري المهين لأمثال هؤلاء الجنود المصريين، الذين تلقي بهم قياداتهم العسكرية المصرية لساعات طويلة، بتموين وجراية غير كافية من الطعام والماء، وأنهم يصعبون على جنود ومجندات بني صهيون عبر الحدود، فيلقون إليهم بما يجودون به عليهم من طعام وماء زائد عن احتياجاتهم، ولم ترد سلطات الجيش المصري بتكذيب تلك الادعاءات العلنية من شركائهم الصهاينة، الذين يتعاونون معهم في اتصالات يومية على كافة المستويات، بتكذيب الإسرائيليين من كونهم يلقون بالطعام لجنودهم المصريين الجائعين، ولم يرد المتحدث باسم الجيش المصري بنفي تلك الادعاءات، التي إن صحت تمثل إهمال جسيم يرقى لكونه تهمة خطيرة لقيادات الجيش المصري تجاه جنودهم من أبناء المصريين، وقد نقلت قبلها فيديوهات مصورة لجنود مصريين يرقصون في مرأى من مجندات يهوديات يبادلونهن الإشارات والحركات الخليعة، تسلية لهم وتسرية عنهم في وحدتهم وليستلذوا بالفرجة عليهن، وليشتتوا انتباههم، وذلك الرقص الماجن من جنود مصريين لا يليق بمواطن شريف، فضلاً عن أن يكون سلوك من جندي مصري في أثناء خدمته، ومن المستغرب أن قيادات الجيش المصري، لم يعلنوا عن محاسبة أولئك الجنود الذين راقصوا مجندات إسرائيل على مرأى عبر الحدود، وبادلوهم الحركات الخليعة، حتى يكونوا عبرة لغيرهم من الجنود الذين تسول لهم أنفسهم تقليدهم، وليثبتوا للشعب المصري أن ذلك الرقص الماجن ليس طبعاً لجيشهم (خير أجناد الأرض)، ومن العجيب أن هناك فيلماً مصرياً شهيراً "عبود على الحدود" قد مثل فيه أبطال الفيلم سلوكاً ماجناً مماثلاً للمجندين المصريين مع اسرائيليات، وبالموافقة الكاملة للجيش المصري، بل وبالمشاركة في إنتاجه وتصويره، وبتشجيع عرض هذا الفيلم الماجن الممثل لجنوده، بل وتكرار عرضه لآلاف المرات على كافة القنوات التليفزيونية المصرية، وكأنه دعوة لجنود مصر لتقليد أبطال الفيلم، بما يشكك في النوايا الحقيقية لقيادات جيش كامب ديفيد (معسكر داوود)، الذين وقعوا اتفاقية العار بالاستسلام للصهاينة المحتلين، بتنازلهم عن السيادة المصرية على أرض سيناء، في فترة تيه للمصريين طالت عن أربعين سنة، في اتفاق رعاه المأفون اليهودي كيسينجر وزير خارجية أميركا، وبترويج وإذعان من أنور السادات، زعيم مصر الذي قتل في وسط جيشه، وحراسه يتفرجون عليه وهو يقتل برصاص ضباط جيشه.
واحد من الناس
الإثنين، 05-06-2023 08:14 م
أما آن الأوان لدعوة شبابنا لرفض التجنيد الإجباري إذ أنه أصبح نوع من الاستعباد و السخرة لخدمة مرتزقة القوات المسلحة سواء في استفحال مشاريعهم الاقتصادية او قمع الشعب في سيناء و غيرها ..... فلولا كل هؤلاء المجندين من ايدي عاملة و خدم في بيوتهم و عمال و مهندسين في مشاريعهم و .... الخ.... لسقط متشولح ابن مليكة و معه مرتزقة القوات المشلحة و لا مؤاخذة
أيمن عصمان ليبيا
الإثنين، 05-06-2023 05:42 م
ولن يأمنوا ما دام هناك احتلال، رحم الله محمد صلاح وجعل مسكنه الجنة والخزي والعار للصهاينة الاوباش وأذنابهم المطبعين، لا شلت يمينك أستاذ سليم عزوز