سياسة عربية

سجال بين انفصاليي جنوب اليمن ومسؤولين حكوميين.. هذا هو السبب

تلقى رئيس المجلس الرئاسي العديد من رسائل التهنئة بمناسبة ذكرى الوحدة
تلقى رئيس المجلس الرئاسي العديد من رسائل التهنئة بمناسبة ذكرى الوحدة
نشب سجال وجدل في اليمن، الخميس، بعد أن هاجم قيادي انفصالي تابع للمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات، يعمل في منصب حكومي رفيع، دولا لم يسمها، أعلنت دعمها لوحدة اليمن.

وبدأ السجال بعد هجوم محمد الغيثي، رئيس هيئة التشاور والمصالحة التابعة لمجلس القيادة الرئاسي، في "تويتر"، على سفراء دول، لم يسمهم، بسبب إعلان دعم حكوماتهم لوحدة البلاد.

"تخبط يهدد تماسك الرئاسي"

وغرد الغيثي قائلا: "إن إشارة بعض سفراء الدول الراعية للعملية السياسية إلى دعم (الوحدة اليمنية) لا يخدم تماسك ومتانة مجلس القيادة الرئاسي أبدا".

وأضاف الغيثي، وهو قيادي في المجلس الانتقالي الانفصالي، أن المجلس الرئاسي بُني على أساس "شراكة"، وهذه الشراكة لم تحدد "مشروعا سياسيا" أو "نظاما سياسيا" متفقا عليه كحل نهائي.


وتابع بأن تكرار هذا الموقف مناف تماما لالتزامات الفاعلين الدوليين تجاه مجلس القيادة والشرعية، ويعد تقويضا حقيقيا لهذه الشراكة.

وقال رئيس هيئة التشاور والمصالحة اليمنية إنه لا يمكن أن تلغي هذه الشراكة "التطلعات والقضايا المشروعة" وفي طليعتها "قضية شعب الجنوب".

وهيئة التشاور والمصالحة، تشكلت من 50 عضوا، بموجب إعلان الرئيس السابق عبد ربه منصور هادي تشكيل مجلس قيادة رئاسي في 7 نيسان/ أبريل 2022، ومهامها "العمل على جمع مختلف المكونات لدعم ومساندة مجلس القيادة الرئاسي وتهيئة الظروف المناسبة لوقف الاقتتال والصراعات بين كافة القوى والتوصل إلى سلام يحقق الأمن والاستقرار في كافة أنحاء البلاد.

وبحسب الغيثي فإن استمرار هذا التخبط، لن يضعف أو يلغي تطلعات أحد، بل سيضعف الشراكة نفسها أو يلغيها فقط.

وأردف قائلا: ولو كنا متفقين على (الوحدة) أو أي مشروع آخر، لما كان لدينا "اتفاق الرياض" وحكومة المناصفة، و"إعلان نقل السلطة" ومجلس القيادة وهيئة التشاور واللجنة العسكرية، وغيرها… هذه مسائل تحسمها طاولة التفاوض وعملية السلام".

وختم حديثه بالقول: "لذا فإن استمرار محاولات القفز على الواقع والحقائق ما هي إلا مضيعة للوقت".

ودفع حديث رئيس هيئة التشاور والمصالحة التابعة للمجلس الرئاسي مسؤولين وبرلمانيين يمنيين إلى الرد عليه بشدة.

ورد عضو مجلس النواب اليمني علي عشال، على "الغيثي"، واعتبر أن حديثه يشي بخلل كبير ممن يفترض أن يقوم بلم الشمل وتوحيد الصف.

"خلل كبير"

وقال عشال وهو عضو في هيئة التشاور أيضا، عبر "تويتر": "خلل كبير أن يغرد رئيس هيئة مهمة معنية بلم الشمل وتوحيد الصف بكلام يضعف عمل الهيئة ويدل على عدم إدراك لمرجعيات المرحلة".

وأضاف البرلماني اليمني والمنحدر من محافظة أبين، جنوب البلاد، أن كل المرجعيات التي بنيت عليها الاتفاقات الأخيرة تؤكد على وحدة اليمن.



وأردف عشال قائلا: "اتفاق الرياض وإعلان نقل السلطة جاء من أجل استعادة الدولة (الجمهورية اليمنية) كهدف للجميع".

اظهار أخبار متعلقة


"جهل كبير"

في حين، قال وكيل وزارة الإعلام في الحكومة المعترف بها، محمد قيزان، عبر "تويتر"، إن محمد الغيثي رئيس هيئة التشاور طالعنا بتصريح غريب يرفض فيه تأكيد سفراء الدول الكبرى دعم الوحدة اليمنية وأنه لا يخدم تماسك مجلس القيادة الرئاسي وينافي اتفاق الرياض.

واعتبر قيزان أن كلام "الغيثي" يدل على جهل كبير بالسياسة والقوانين والمواثيق الدولية.

وقال: "ننتظر من زملائه في هيئة التشاور الرد على صاحبهم قبل غيرهم".


"تهديد علني"

فيما قال الكاتب والملحق الإعلامي بسفارة اليمن لدى البحرين، سام الغُباري إن التهديد العلني من رئيس هيئة تشاور يفترض فيه العقلانية والحرص على القيم الوطنية، بفض ما أسماه الشراكة، سيعيد "عبدربه منصور هادي" رئيسًا للبلاد.

وأضاف الغباري عبر "تويتر": "لا يظنّن أحد أن تمزيق مجلس القيادة سيؤدي بالشرعية إلى الفناء، بل إنه سيلغي تفويض الرئيس هادي لهم.. وبهذا تكون "براقش" قد جنت على نفسها".

 
ويسعى المجلس الانتقالي الجنوبي الذي تشكل أوساط العام 2017، بدعم من أبوظبي، إلى انفصال جنوب اليمن عن شماله، وهو هدف يعارضه أعضاء مجلس القيادة الرئاسي، الذي تعصف به خلافات عميقة، إذ لا يتفق أعضاؤه على استراتيجية موحدة رغم أن جماعة الحوثيين تمثل عدوا مشتركا لهم.

وخلال الذكرى السنوية للوحدة اليمنية في 22 أيار/ مايو الماضي، تلقى رئيس مجلس القيادة الرئاسي، عددا من التهاني من زعماء وسفراء دول عربية وأوروبية بهذه المناسبة، حيث أكدت تلك الدول على موقفها الثابت من وحدة اليمن.

التعليقات (0)