بعد
عشرة أيام من انتهاء العدوان
الإسرائيلي الأخير على غزة، كشفت جمعية "نتال"
لتقديم الدعم النفسي لضحايا الصدمة عن زيادة بنسبة 340٪ في عدد الطلبات المقدمة من
الإسرائيليين، بسبب الهجمات الفلسطينية، وتم تلقي أكثر من 1300 مكالمة من خلال خطوط
المساعدة الخاصة، التي باتت تستقبل استشارات نفسية بنسبة 42٪ من سكان وسط فلسطين المحتلة
الأقل اعتيادًا على إطلاق الصواريخ.
كورين
ألوش مراسلة صحيفة "
يديعوت أحرونوت"، كشفت أن "طلب الدعم النفسي تمثل
بإسرائيليين تسببت لهم الهجمات الفلسطينية بضيق عقلي تجلّى بخوفهم من مغادرة المنزل،
والقلق على أنفسهم، كما وصلتهم طلبات من سكان وجنود قدامى تعرضوا لإطلاق صواريخ وهجمات
في الماضي، وأثارت أحداث الحرب الأخيرة قلقهم، حيث تم استلام 25162 مكالمة على خطوط
المساعدة الخاصة، أكثر بقليل من الثلث جاءت عقب إطلاق النار في شارع ديزنغوف، وتم عقد
7600 ساعة من ورش العمل حول التدخلات الطارئة في المجتمع الإسرائيلي".
ونقلت
في تقرير ترجمته "عربي21" عن "رئيس الدولة يتسحاق هرتسوغ أن السنوات
الأخيرة شهدت تعرضنا لتحديات الصحة العقلية، بسبب عودة العمليات الفلسطينية التي تسببت
بإغراق مشاعر الخوف والقلق لدى العديد من الإسرائيليين، أما إفرات شيبروت رئيسة الجمعية
فأكدت أن عام 2022 كان صعبًا، عقب اجتياح الدولة موجة من العمليات الفلسطينية، أدخلتنا
في وضع أمني معقد وصعب، جعلتنا نشهد تزايدا مستمرا في مكالمات طلب المساعدة النفسية".
ماتان
تسوري المراسل العسكري لصحيفة "
يديعوت أحرونوت" أكد أن "الجدران
الحدودية التي يواصل الجيش بناءها حول غزة تضيق على المستوطنين، لأن زيادة الحماية
من النيران التي تستهدف الدبابات من قطاع غزة تزعجهم، وكدرس
من جولات العدوان السابقة، قام جيش الاحتلال بوضع ألواح خرسانية في محيط قطاع غزة لإحباط
التهديد الفلسطيني الكبير المتمثل بصواريخ مضادة للدروع".
وأضاف
في تقرير ترجمته "عربي21" أن "الإجراء الأمني الأخير يشكل مصدر إزعاج
للمستوطنين الذين يجدون صعوبة بالتعود عليه بزعم أن الكتل الخرسانية تلحق الضرر بالمناظر
الطبيعية، متهمين المنظمات الفلسطينية في غزة بممارسة المزيد من التهديدات للمستوطنات
المحيطة طوال العقدين الماضيين، لكن هناك تهديد كبير يحظى بأكبر قدر من الاهتمام وهو
النيران المضادة للدبابات، ويتزايد أكثر فأكثر، لكنه يبتعد عن أعين كبار المسؤولين
في القيادة الجنوبية وفرقة غزة، مما دفعهم لاتخاذ سلسلة إجراءات دفاعية مثيرة للجدل".
وأشار
إلى أنه "منذ اندلاع حرب غزة الأخيرة بدا واضحا لقيادة الجيش أن
المقاومة الفلسطينية
في غزة ستحاول تنفيذ هجوم كبير، وعلى جدول أعمالها إطلاق صاروخ مضاد للدبابات يسفر
عن أكبر عدد ممكن من القتلى الإسرائيليين، مما يعطي صورة انتصار لها، مع أن تهديد الصاروخ
المضاد للدبابات ليس بالأمر الجديد، فقد جرت محاولات إطلاقه من غزة عدة مرات في الماضي،
وتسببت بوقوع إصابات إسرائيلية، مما يدفع الجيش لإغلاق الشوارع المكشوفة، وبناء خطط
دفاعية كاملة تشمل نصب جدران خرسانية ضخمة في مناطق معينة".
وأوضح
أنه "تم وضع جدار إسمنتي بارتفاع يتراوح بين 9-30 مترًا لمنع إمكانية توجيه ضربة
مضادة للدبابات، لكنه حجب الرؤية، وسبب قدرًا كبيرًا من الإحباط بين المستوطنين، صحيح
أن حمايته فعالة، لكنه في الوقت ذاته جدار قبيح، لأنه سيخفي المناظر الطبيعية الزراعية
في المنطقة، بسبب هذه الجدران الخرسانية المرعبة، التي تبث الشعور بأن الحدود تقترب
أكثر فأكثر، وأن مساحة المستوطنات أصبحت أصغر وأصغر".
تكشف
المعطيات الخاصة بالصدمات النفسية للإسرائيليين بسبب الحروب مع غزة، وإقامة المزيد
من الاحتياطات الأمنية خشية من ضربات المقاومة، أنه بعد كل حرب يشنها الاحتلال على
الفلسطينيين تقترب الجدران من مستوطنيه أكثر فأكثر، ويقوم الجيش بتحديد المواقع المعرضة
للنيران المضادة للدبابات، وفي المستقبل القريب، سيتم بناء المزيد من الجدران والجسور
الترابية في أقسام معينة من المستوطنات، مما يبدد التفاؤل المبالغ فيه حول استعادة
الردع ضد غزة، ويوضح للجميع أن الجولة القادمة مجرد مسألة وقت.