أثارت
تصريحات كمال
كيلتشدار أوغلو، المعادية للاجئين السوريين ردود فعل واسعة في الشارع
التركي، وصل صداها إلى أروقة حزب "المستقبل" المكون الأساسي لتحالف "الطاولة
السداسية" المعارض.
وشكلت
تصريحات مرشح "تحالف الأمة" نقطة تحول لافتة في خطاب كيلتشدار أوغلو،
الذي يبدو أنه تبنى سياسة الأحزاب اليمينية المتطرفة في محاولة لكسب مزيد من أصوات
القوميين الأتراك في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية.
اظهار أخبار متعلقة
انتقادات لخطاب العنصرية
وانتقد
اثنان من الأعضاء المؤسسين لحزب "المستقبل" برئاسة السيد أحمد داود أوغلو،
خطاب كيلتشدار أوغلو، والذي قدم فيه أرقاما مغلوطة عن أعداد اللاجئين في تركيا في
محاولة منه لاستمالة الأصوات الرافضة لوجود اللاجئين.
وظهر
كليتشدار أوغلو في فيديو عبر حسابه على تويتر، يدعو الناخبين الأتراك إلى اتخاذ
قرارهم بشأن وجود 10 ملايين سوري في بلادهم، معتبراً أن العدد يمكن أن يرتفع إلى
20 مليون في حال عدم فوزه بالانتخابات الرئاسية، وقال: "صوتوا لأجلكم وليس من
أجلنا".
واستنكر
نائب رئيس حزب "المستقبل" لحقوق الإنسان، باهادير قربان أوغلو، ادعاء
مرشح "الطاولة السداسية" بوجود 10 ملايين لاجئ سوري في تركيا.
وأضاف
في تغريدة عبر تويتر: "بعد التوقيع على نصوص الديمقراطية والشمولية وسيادة
القانون وحقوق الإنسان، لا توجد طريقة ميمونة لتخويف المظلومين، واستهداف
المحرومين، وإعطاء معلومات كاذبة ومبالغ فيها عنهم".
ونشرت
بلدية إسطنبول التابعة لحزب "الشعب الجمهوري" أكبر أحزاب المعارضة،
لافتات في ميدان تقسيم وسط المدينة، تظهر مرشح "الطاولة السداسية"، كمال كليتشدار أوغلو، وبجانبه عبارة "
السوريون سوف يرحلون.. اتخذ قرارك"،
وذلك في محاولة لاستقطاب أصوات الناخبين المناهضين لوجود اللاجئين في تركيا.
وردا
على تهديد مرشح "تحالف الأمة" بترحيل السوريين، نشرت منظمات حقوقية
وإنسانية تركية ملصقات على جدران ولاية إسطنبول، تتضمن عبارات مناصرة للاجئين وتستنكر
الخطاب العنصري لمرشح المعارضة التركية.
ودعت
الملصقات التي انتشرت بشكل واسع في حي تقسيم بإسطنبول إلى بقاء اللاجئين السوريين
ورحيل كيلتشدار أوغلو والعنصريين.
اظهار أخبار متعلقة
"العنصرية من مظاهر الاستبداد"
بدوره،
أكد العضو المؤسس في حزب "المستقبل" والرئيس السابق للائتلاف الوطني
السوري، خالد خوجة، أن "العنصرية مظهر آخر من مظاهر الاستبداد وليست بديلاً
عنه، وذلك في تعليقه على خطاب كيلتشدار أوغلو المعادي للاجئين.
وأضاف:
"الذين ينشرون دعاية انتخابية تستهدف اللاجئين الذين يعيشون في وضع الحماية
المؤقتة بتركيا، هم يغذّون الضغينة والكراهية في المجتمع المضيف بالفعل".
وقال
خوجة لـ"عربي21"، إن حزب "المستقبل" لا يمكن أن يغير سياسته
المعلنة تجاه اللاجئين السوريين، والتي تعتمد على مواثيق الأمم المتحدة والاتحاد
الأوروبي وحتى القانون التركي.
وأشار
إلى أن رؤية حزب المستقبل لقضية اللاجئين انعكست على برنامج "الطاولة
السداسية"، مؤكدا أن زعماء "تحالف الأمة" وعلى رأسهم كيلتشدار
أوغلو وقعوا على وثيقة تنص على أن "حل قضية اللاجئين السوريين لا يمكن أن تتم
بتجاهل قرارات مجلس الأمن للحل في سوريا 2254، أو الاجتماع برئيس النظام السوري
بشار الأسد".
وأكد
أن تصريحات كيلتشدار أوغلو "خطيرة وعنصرية"، محذرا من أن يؤدي ذلك لتصاعد
الأعمال العدائية تجاه اللاجئين السوريين وغيرهم ومن ثم خروج الوضع عن السيطرة.
ورأى
أن تغير الخطاب يمكن أن يؤثر على قرارات أنصار الأحزاب داخل "الطاولة
السداسية"، وربما ضمن حاضنة كيلتشدار أوغلو أيضا.
وفي آذار/ مارس 2022، أكد أحمد داود أوغلو زعيم حزب "المستقبل" المعارض، أن "الحزب ينظر إلى مشكلة الهجرة
غير النظامية بتركيا في إطار القانون العالمي والتجربة التاريخية ومبادئ حقوق
الإنسان وحماية مصالح تركيا والنظام العام في إطار وحدة البلاد".
واعتمد
الحزب نموذجا في حل مسألة الهجرة غير النظامية، والذي أكد أنه لا يمكن إعادة أي
لاجئ سوري دخل الأراضي التركية ولو ضمن إطار العودة الطوعية لعدم توافر الشروط
المناسبة لعودته وأهمها الانتقال السياسي الذي نص عليه القرار 2254 الصادر عن مجلس
الأمن التابع للأمم المتحدة.
اظهار أخبار متعلقة
مصير اللاجئين
وحول
أسباب معارضته لخطاب كيلتشدار أوغلو الذي يعتبر مرشحا لحزب المستقبل العضو الأساسي
في "الطاولة السداسية"، أوضح خوجة أن هذه ليست المرة الأولى التي ينتقد
فيها تصريحات زعيم حزب "الشعب الجمهوري" المعادية للاجئين، مشيرا إلى
أنه ناشط حقوقي قبل أن يكون شخصية سياسية.
ولفت
إلى أنه انتقد عمليات "الترحيل القسري" للاجئين السوريين من تركيا على
مدار السنوات الماضية، مؤكدا أن سياسة تهجير اللاجئين بدأت قبل الخوض في المعركة الانتخابية.
وفي
وقت سابق انتقدت
منظمات حقوقية وإنسانية عمليات الإعادة القسرية لمئات الرجال
والفتيان السوريين اللاجئين في تركيا، بعد اعتقالهم من منازلهم وأماكن عملهم وفي
الشوارع، واحتجازهم في ظروف سيئة.
وأكدت
المنظمات أن اللاجئين المحتجزين تعرضوا للضرب والإساءة في مراكز الترحيل بالولايات
التركية، بهدف إجبارهم على التوقيع على استمارات العودة الطوعية.
ورجح
خوجة أن تكون الأعداد التي كشف عنها وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، حول عودة
550 ألف لاجئ سوري إلى بلادهم، تضم المرحلين قسرا، مشيرا إلى أن المنظمات الحقوقية
تقدر عدد المرحلين بنحو 750 ألف سوري خلال السنوات الماضية.
وأعرب
عن أسفه من أن القانون التركي لا يعترف بحق اللجوء، إذ يمنح السوريين وغيرهم "حماية
مؤقتة"، محذرا من أن وضع اللاجئين في تركيا يتجه نحو الأسوأ، سواء فاز
كيلتشدار أوغلو أو فاز
أردوغان.
وتشهد
تركيا يوم الأحد 28 أيار/ مايو الجاري، الجولة الثانية والحاسمة للانتخابات
الرئاسية في تركيا، وذلك بعد عدم حصول أي من المرشحين على نسبة 50% +1، حيث حصل
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على نسبة 49.53 بالمئة، وجاء كيلتشدار أوغلو ثانيا
بنسبة 44.88 بالمئة.