مخدر قاتل ويسبب تعفن الجلد.. ماذا تعرفون عن عقار الزومبي الذي غزا الولايات المتحدة الأمريكية؟
قد تبدو لكَ هذهِ المشاهد لأحدِ مسلسلاتِ الرعب ضمن سلسلةِ أفلام الزومبي وهم يسيرونَ في الشوارع أو مجرد لقطة لمشهد سينمائي لمسلسل الـموتى السائرون.
ماذا لو أخبرتكَ أنَّ هذهِ المشاهدَ حقيقية وليست لزومبي، بل لمدمني المخدراتِ في أحد شوارعِ ولايةِ فيلادلفيا الأمريكية.
بعدَ انتشارِ مخدرِ الترانك (Tranq) أو ما يعرفُ بـعقارِ الزومبي في المدنِ الأمريكية الكبرى كـ"نيويورك" وفيلادلفيا ولوس أنجلوس.. فماذا تعرفونَ عن "مخدرِ الخيول".. ولماذا يصنفُ على أنهُ خطيرٌ للغاية؟
عقارُ الزومبي!
الـ "زيلازين" (Xylazine) مخدرٌ له العديدُ من الأسماء، إذ يطلقُ عليهِ مخدرُ الخيول ويعرفُ أيضا بـمخدرِ ترانك، ويطلقُ عليهِ الآن بعقارِ الزومبي نظرا لـتأثيرهِ السلبي على متعاطيه، ووفقَ المعهدِ الوطني لتعاطي المخدرات.
تصنفُ مادةُ "الزيلازين" مادةٌ مهدئةٌ غيرُ أفيونية، تستخدمُ في الطبِّ البيطري، أي يجري استعمالها بالأساسِ كمخدر للحيواناتِ وخاصة الخيولُ والأبقار، وهي غيرُ معتمدةٍ للاستخدامِ البشري
ولكن الغريبَ في الأمرِ أنَّ هذهِ المادة، باتت تستعملُ بشكلٍ مفرطٍ للغايةِ من قبل مدمني المخدراتِ في أمريكا، إذ يجري خلطها مع الكوكايينِ والهيروين وغيرهِما من الموادِ الأفيونية، ما تسببَ في تفشي مثل هذا النوعِ من المشاهدِ المروعة لمدمنينَ يتعاطونَ هذا المخدرَ القاتلَ في وضح النهار.
وعندَ تعاطي هذا المخدر، يبدأ مفعولهُ كمهدئ للجهازِ العصبي المركزي، ويسببِ النعاسَ والنسيانَ وبطءَ التنفس وانخفاضَ معدلِ ضرباتِ القلبِ وانخفاض ضغط الدم، وهناكَ اعتقادٌ بأنهُ عند استخدامهِ مع الموادِ الأفيونية يمكن أن يطيلَ تأثيرَ الشعورِ بالنشوة.
مخاطرُ المخدر
إدارةُ الغذاءِ والدواءِ الأمريكية أطلقت تحذيرا، بسببِ عدمِ استجابةِ خليطِ "ترانك" للأدويةِ المخصصةِ لعلاجِ جرعات المخدراتِ الزائدة، وفي حالاتِ الحقنِ يمكنُ أن يسببَ أيضا تقرحات جلديةً قشريةً بالقربِ من موضعِ الحقن والتي تصبحُ في النهايةِ جلدا ميتا، مما يؤدي إلى البتر.
ووفقَ تقريرٍ نشرتهُ صحيفة "ديلي ميل" البريطانية يقومُ المدمنونَ بإطلاقِ النارِ في وضحِ النهار، ويفقدُ الكثيرونَ منهم الوعيَ وسط الشوارع الأمرُ يتجاوزُ ذلكَ أيضا إذ ترتبطُ مادة الزيلازين بأعدادِ الوفياتِ المتزايدةِ خلالَ الفترةِ بين عامي 2015 إلى 2020.
وفي فيلادلفيا الولايةُ الأمريكيةُ التي ينتشرُ فيها هذا المخدر احتوت على 90 بالمئة من عيناتِ المنشطاتِ التي اختبرت معمليا على الزيلازين عام 2021، وهذا الأرقامُ وفقَ مجلة "نيوزويك" قد تكونُ أقلَّ من الواقع نظرا لاعتبار الزيلازين دواء غيرَ بشري.
لكم أن تتخيلوا أنهُ رغمَ كلِّ هذهِ المخاطرِ فإنَّ دواءَ الزيلازين غيرُ مدرج حاليا في تقاريرِ مراكزِ السيطرةِ على الأمراضِ والوقاية، كما أنهُ غيرُ مدرجٍ كمادةِ مراقبةٍ حاليا بموجبِ قانونِ الموادِ الخاضعةِ للرقابةِ في الولاياتِ المتحدة.