روايةٌ أمريكيةٌ تثير الجدلَ مفادها أنَّ كوفيد-19 نشأ على الأرجحِ في مختبرٍ تسيطرُ عليه الصين.. فهل حقاً من الممكنِ تسربُ فيروساتٍ من المختبرات؟
تصاعدت في الآونةِ الأخيرةِ ادعاءات أمريكية حولَ نشأةِ فيروسِ كوفيد-19، الذي غزا العالم
قبلَ ثلاثِ سنوات حيث يزعم الدكتور روبرت ريدفيلد، الذي كان مديرا لمركز مكافحة الأمراضِ والوقايةِ منها من عام 2018 إلى 2021، أن تسربًا عرضيا حدث في أحد مختبرات مدينةِ ووهان الصينية أدى لانتشارِ الفيروسِ في العالم أجمع.
ورغمَ نفي عدد من العلماء تلك المزاعم إلا أن الوكالات الحكومية الأمريكية كان لديها استنتاج آخر اتهمت فيه الصين بالوقوف وراء انتشار فيروسِ كورونا في العالم.
ولكن هل تسرب فيروس مصنّع في مختبر يُعتبرُ أمرًا بسهولةِ تسربِ ماءٍ من صنبوره؟ أو أمرًا شائعًا في المجتمعِ العلمي؟
الحقيقةُ أن هذهِ الفرضية وإن صحت فهي ليست أولى الحوادث، فقد تسربت من قبلِ فيروسات قاتلة
كان يتم دراستها وتحضيرها داخل مختبرات إحدى الجامعات، أدت إلى مقتل أكثر من 300 مليون شخص
في القرن العشرين وحده.
كانت تلكَ عدوى الجدريّ الذي كان كابوسا راود العالمَ لأعوام قبل أن يتم القضاءُ عليه عام 1977.
أما عن طريقةِ خروجهِ من المختبر، فلا تتوفرُ إلى الآن إجابةٌ قطعية على ذلك ولكن يرجح العلماءُ أنهُ قد يكون انتقل عبرَ تيار هوائي أو تلامس شخصي أو عن طريقِ لمسِ معدات ملوثة، وبعد القضاءِ على وباءِ الجدري اختارت منظمة الصحة العالمية مراكز مكافحةِ الأمراضِ في أتلانتا في الولاياتِ المتحدةِ الأمريكية، ومختبر النواقل في منطقة نوفوسيبيرسك في سيبيريا روسيا، للاحتفاظِ بمخزوناتِ الجدريِّ الحي إلا أنها واجهت أيضًا أحداثًا مخيفة، عرضت حياةَ عشرات الأشخاص للخطر.
ففي عامِ 2014، فشل العاملونَ في مركزِ السيطرةِ على الأمراض في القضاءِ على عيناتِ الجمرة الخبيثةِ التي تمت تجربتها بشكلٍ صحيح، وعام 2019 انفجرَ أنبوبُ غازٍ في معملِ فيكتور تسببَ في إصابةِ أحدِ العاملينَ في المختبر بحروقٍ شديدة.
وفي مدينةِ لانتشو الصينيةِ، أصيبَ أكثرُ من 10 آلافِ شخص بنوعٍ خطيرٍ من مسبباتِ الأمراض
إثرَ خطأ في أحدِ مصانعِ المستحضراتِ الصيدلانية.
لم تكن الحوادثُ السابقةُ وحيدةً أو فريدةً في تاريخِ الطب فهو زاخرٌ بالعديدِ من حوادثِ تسربِ الأمراض
من المختبراتِ، ولكن الأسبابَ بقيت غامضة إلى يومنا هذا.
فهل تعتقدون أنَّ فيروس كوفيد-19، تسرب من أحدِ المختبرات، وأدى لفرضِ الحجر الصحي على المليارات؟