ما حدث في بلدة حوارة سيحدث مرة أخرى وفي قرى
فلسطينية أيضاً للأسف، هذا الأمر ليس بحاجة إلى دلالات أو براهين لتأكيد ذلك، فالأعمال الإرهابية من قبل المستوطنين الإسرائيليين تتصاعد وبأشكال عنيفة أكثر من قبل، وبحماية ليس فقط من جيش الاحتلال وإنما من الدولة ذاتها التي ينادي بعض وزرائها بمحو بلدة حوارة.
المراقب للأحداث يجد أن المستوطن أصبح يستبيح جميع مكونات الحياة الفلسطينية، وتأثيراته على حياتنا كشعب تحت الاحتلال تتزايد ووصلت مرحلة جديدة سيكون لها تأثير على شكل مستقبلنا وصراعنا معهم وأدواته المختلفة التي نجهل التعامل معه ونكتفي فقط بالتصريحات!!
حتى تصريحات المسؤولين والقيادات بمختلف ألوانهم لم ترتق إلى مستوى الحدث الإجرامي كأنه حدث عابر وانتهى، هنا أقول إن ما حدث في حوارة أسس لعمليات أخرى سيتم تنفيذها من قطعان المستوطنين ستكون نتائجها الكثير من الضحايا، فالرد الفلسطيني كان فاتراً وحتى على الصعيد العالمي كان خجولاً ليس أكثر.
قطعان المستوطنين أصبحت لديهم قدرة الهجوم على القرى الفلسطينية وإغلاق الطرق، فهم الآن ميليشيات منظمة؛ وما فعلوه في حوارة سيتكرر في مناطق أخرى، في مساعٍ واضحة لتهجير الناس وإرهابهم بالمجازر والاعتداءات المتنوعة الواسعة، وهو ما يعيد إلى الأذهان أسلوب عصابات الإجرام الصهيونية «الأرغون والهاجاناة» في افتعال المجازر لتهجير الفلسطيني والاستيلاء على أرضه.
برأيي أن محرقة حوارة كانت منظمة جيدًا، خلفها يقف الوزيران بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير ونواب من حزبيهما (الصهيونية الدينية والقوة اليهودية)، بدعم مثيري الشغب اليهود في حوارة والدفع نحو مزيد من العنف ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية.
أحداث حوارة وفلتان المستوطنين في القرى الفلسطينية، أيضاً لا يعني فوضى ناجمة عن فوضوية حكومة الاحتلال، لأن الاستيطان بات محلّ إجماع داخل الخريطة السياسية الصهيونية، رغم خلاف قواها وأحزابها على هوية نظام الدولة القائم حالياً. بالتالي نحن نواجه احتلالاً وليس حكومة أو أشخاصاً كما يروج الآن في أغلب وسائل الإعلام!!
ما بعد ليلة المحرقة يجب أن يكون ليس كما قبلها، فالقادم أصبح واضحاً على الرغم من أننا كنا نعلم بأنه سيحدث، وكالعادة يُترك الفلسطيني وحده ليصمد أمام العدوان الصهيوني، لهذا إن لم يكن هناك إستراتيجية وطنية من الكل الفلسطيني للمواجهة والصمود في وجه ميليشيات المستوطنين والاكتفاء بالتصريحات والاستغاثة والنداءات سنجدهم قريباً في غرف نومنا.
(الأيام الفلسطينية)