زعم وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي
كوهين، أن ألمانيا يمكنها أن تساعد في انضمام دولتين مسلمتين أفريقيتين، إلى اتفاقيات
التطبيع، بسبب علاقاتها الجيدة معهما.
إلداد باك مراسل الشؤون الخارجية لصحيفة
إسرائيل اليوم نقل حديث كوهين خلال لقائه مع نظيرته الألمانية في برلين إنلينا باربوك، "طالبا منها العمل على توسيع اتفاقيات التطبيع من خلال إقناع الدول الإسلامية الأخرى بربط العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، خاصة
موريتانيا والنيجر، بسبب علاقتها الجيدة بهذين البلدين".
وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أن "موريتانيا سبق لها أن أقامت علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، ولكن تم قطعها في عام 2010 بعد انقلاب عسكري مؤيد للإسلاميين في البلاد، وفي وقت سابق من عام 2009، وخلال العدوان الإسرائيلي على غزة المسمى (الرصاص المصبوب)، أعادت موريتانيا سفيرها من تل أبيب، وقامت بترحيل فريق السفارة الإسرائيلي من نواكشوط".
وأشار إلى أنه "في مرحلة التسعينيات، وبعد اتفاقات أوسلو مباشرة بين
دولة الاحتلال ومنظمة التحرير الفلسطينية، تم عقد اتصالات بين تل أبيب ونواكشوط، ولكن تم قطعها مع اندلاع انتفاضة الأقصى الثانية أواخر العام 2000، وقدر كوهين أنه في العامين المقبلين، فإن من المتوقع أن تنضم دولتان إضافيتان إلى إطار اتفاقات التطبيع، زاعما حدوث تطور في العلاقة الطبيعية بين إسرائيل والسودان قريبًا، عقب زيارته مؤخرًا الخرطوم، في زيارة هي الأولى لوزير إسرائيلي لهذا البلد العربي الأفريقي".
اظهار أخبار متعلقة
وتكشف هذه المطالب الإسرائيلية المتسارعة باتجاه التطبيع مع الدول الأفريقية عن خارطة طريق حول أطماعها في هذه القارة، لا سيما السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية، وما يعنيه ذلك من تسهيل الاختراق للقارة بشكل عام، من خلال مشاريع الزراعة والمياه، والاتصالات والقطاع الرقمي، بما في ذلك السيبرانية والاتصالات الخلوية والتكنولوجيا المالية والحوكمة، وهي مسائل عليها طلب كبير في أفريقيا، مع أن ميزان القوى الإسرائيلي الأفريقي يصل إلى مليار دولار سنويا.
ويتركز العمل والاستثمار الإسرائيلي في الدول الأفريقية في ظل الاستراتيجية القائمة لتعزيز علاقاتهما، على عدة مجالات وعبر عدة قنوات لمساعدة المصدّرين الإسرائيليين لاختراق أسواق القارة، وذلك بتعيين موفدين تجاريين جدد في عدة دول.
وتعتقد المحافل الإسرائيلية أن التطبيع مع الدول الأفريقية، سيحقق لها مكاسب استراتيجية واقتصادية وأمنية، قد لا تقل في خطورتها عن ما حققته من التطبيع مع دول الخليج العربي، إن لم تكن أكثر، في ظل ما تتمتع به هذه الدول من أهمية استراتيجية على المدى البعيد. ويزعم الإسرائيليون أن لديها عوامل أخرى للتطبيع كالحاجة إلى تطوير الحالة الزراعية والتكنولوجية والاقتصادية والطبّية.
ولذلك، تواصل دولة الاحتلال منذ سنوات، مدّ أذرعها السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية في الدول الأفريقية؛ من خلال الاستعانة بأدوار المال والاقتصاد لتحقيق هذا الاختراق، وما ينتج عنه من حصاد عسكري واستخباري، ومحاولة الحصول على موطئ قدم وسط التنافس الإقليمي والعالمي على هذه المنطقة الحساسة من القارة الأفريقية.