يتحدث
تقرير لصحيفة "
التايمز" البريطانية عن وجود انقسامات داخل حركة
طالبان
في ما يتعلق بحقوق النساء وعلى رأسها الحق بالتعليم.
يذكر
أنه في العام الماضي، كان كل شيء معدا لبدء الدراسة في المدارس المتوسطة والثانوية
بأفغانستان بعد عطلة الشتاء، فوزارة المعارف كانت جهزت خطة كاملة خلال الأشهر الخمسة
الماضية، ولكن عقب ساعات قليلة من ذهاب الفتيات إلى مدارسهن انتشر خبر تأجيل الدراسة
ومطالبة الطالبات بالعودة إلى منازلهن حتى إشعار آخر.
فلم
يقتصر الأمر على منع الفتيات من الالتحاق بالمدارس
المتوسطة والثانوية، إذ يمتد الحظر ليشمل منع ذهاب الطالبات إلى الجامعات وحظرهن من
المجيء إلى الصالات الرياضية والحدائق العامة، فضلاً عن منعهن من السفر بدون مرافقة
الذكور.
وقد
شهد أواخر العام الماضي أحدث التقييدات ضد الأفغانيات عندما جرى منعهن من العمل لدى
وكالات الإغاثة حيث توجد حاجة ماسة لإيصال الطعام إلى نساء أخريات وسط ما تقول الأمم
المتحدة إنه أسوأ أزمة إنسانية في العالم.
اظهار أخبار متعلقة
وبحسب
خبراء فإنه عندما كانت طالبان في السلطة في التسعينيات من القرن الماضي، فإنها كانت منظمة
متجانسة بقيادة زعيمها ومؤسسها الراحل الملا محمد عمر، لكن هذه المرة تشهد وجود أجنحة
وفصائل داخلها، بحسب الصحيفة.
وفي
هذا الصدد، يقول الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين، يان إيغلاند، بعد أن سافر إلى
أفغانستان الشهر الماضي: "هناك انقسامات واضحة".
وفي
16 شباط/ فبراير، حذر الملا يعقوب، وزير الدفاع ونجل زعيم طالبان السابق الملا محمد
عمر، من أن الحكومة يجب أن "تستمع إلى المطالب المشروعة" للسكان، حتى يتمكنوا
من العيش "دون غزو مادي أو فكري أو ديني".
وعلى
نفس المنوال قال رجل الدين البارز مولوي عبد الحميد، مخاطبا قادة طالبان مباشرة خلال
خطبة صلاة الجمعة، قائلاً إن منع الفتيات من الذهاب إلى المدرسة والجامعة يشبه
"منعهن من الصلاة".
وكان
إيغلاند قد التقى بثلاثة وزراء من طالبان بينهم وزير الاقتصاد الذي كان أول من أعلن
عن حظر عمل النساء في وكالات الإغاثة.
وأوضح:
"لقد أرسلوا جميعا رسالة مفادها أنهم يعلمون أنه لا يمكننا العمل بدون زميلاتنا،
وكانوا ثلاثتهم ضد الحظر".
وتابع:
"من المفارقات أننا التقينا بوزير الاقتصاد المسؤول عن الحظر وأخبرنا أنهم جميعًا
مع عودة العاملات، وأن لديهم العديد من النساء في الوزارات وأنهم بحاجة إلى عاملات
ماهرات قبل أن يضيف أنه ليس بوسعهم فعل أي شيء".
اظهار أخبار متعلقة
ورفض
مسؤولون آخرون مقابلة إيغلاند، ويفسر ذلك بقوله: "كان من الواضح أنهم كانوا محرجين،
فالجناح المتطرف في طالبان له اليد العليا".
من جانب
آخر، قال دبلوماسي غربي التقى بوزراء طالبان في عدة مناسبات خلال العام الماضي:
"يشعر وزراء الحركة بالقلق من أن زعيم طالبان يقودهم إلى مسار غير مستدام على
الصعيدين الخارجي والداخلي، لأن مثل هذه الإجراءات تخلق مقاومة، لكنني أشك في أي تغيير
في السلطة".
ومع
ذلك، ففي أجزاء من البلاد يتم بالفعل تحدي حظر
التعليم بهدوء، إذ يسمح قادة طالبان
المحليون بالمدارس المجتمعية غير النظامية أو يغضون الطرف عن المدارس السرية التي،
وفقًا للأمم المتحدة، تدرس 800 ألف فتاة.
وقد
أصدر وزير الصحة خطابات سرية تسمح للمرأة بالعمل في قطاعاتها.