تتصاعد الأزمة الداخلية في
دولة الاحتلال، وتتصاعد المخاوف من وصولها إلى حدّ تنامي ظاهرة
هجرة الأدمغة بسبب الاحتجاج على سياسة
الحكومة اليمينية، مما دفع بالعديد من الأصوات الإسرائيلية للمطالبة بعدم التقليل من شأن هذه المخاوف، أو غض الطرف عنها، كونها تعبيرا حقيقيا عن فقدان الأمل لدى قطاعات واسعة من الإسرائيليين بصورة متفاقمة.
إيتاي فريشمان الكاتب في صحيفة "
إسرائيل اليوم"، أكد أن "كل يهودي صهيوني حول العالم يتأثر بكلمات فقدان الأمل في الدولة، حيث يشعر كثيرون أن التغييرات القانونية المقترحة ستؤدي في النهاية، من خلال هذا التحالف الحكومي أو الذي يليه، لفقدان الحرية، بل باتوا يشعرون بتهديد مباشر لأسلوب حياتهم".
اظهار أخبار متعلقة
وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أن "الكثير من الإسرائيليين المتشائمين يكتبون في أعمدة الرأي أنه من لا يحبون هذه الإجراءات الحكومية يجب أن يغادروا الدولة، وبالنسبة للكثيرين فهذا خيار حقيقي، وليس مجرد تهديد، والبعض منهم لا يضطر حتى إلى المغادرة، لأنهم ببساطة لم يعودوا هنا، ولن يعودوا، وفي بعض الأحيان، خاصة في شركات التكنولوجيا الفائقة، يكون النقل مطلوبًا كجزء من الوظيفة، حيث يحزم الموظف أغراضه، وينتقل مع عائلته إلى وادي السيليكون أو نيويورك".
وأكد أن "
خبراء الهايتك الذين يوصفون بأنهم سائقو القاطرة الإسرائيلية عالية التقنية، يسافرون خارج الدولة لأن المستثمرين يحثونهم، ولأن الانتقال مطلوب كجزء من التطور الطبيعي للشركة، وأثناء إقامتهم في الولايات المتحدة الأمريكية، ينضم معظم الإسرائيليين إلى الجالية الإسرائيلية المحلية، فيما يعرف باسم الكيبوتس الإسرائيلي في الولايات المتحدة، أرض الفرص غير المحدودة، وهذه ظاهرة غير موجودة في أي مجتمع مهاجر آخر في الولايات المتحدة".
وأوضح أن "الشيء المثير في ظاهرة هجرة الأدمغة الإسرائيلية أن الأصوات التي تُسمع الآن من خبراء التكنولوجيا الضاربة في إسرائيل وخارجها حقيقية، ولا ينبغي لنا أن نقلل من شأنهم، أو نلفت أعيننا عنهم، لأنها ليست كلمات تهديد فقط، بل تعبير عن ألم حقيقي عن فقدان الأمل".
اظهار أخبار متعلقة
وفي الوقت الذي تنشط فيه دولة الاحتلال لاستقدام الآلاف من اليهود حول العالم، واستغلال الحرب الأوكرانية الجارية لإفساح المجال أمام هجرة اليهود الروس والأوكرانيين، لكن مثل هذه الآراء والمواقف تكشف عن هجرة من داخلها إلى خارجها، وهي تشهد قفزة حادة في أعدادهم، بما يمكن تسميتها "الهجرة المعاكسة"، لأسباب مختلفة.
يذكر أن عدد "المهاجرين اليهود" من دولة الاحتلال إلى الخارج بلغ 756 ألفا في نهاية عام 2020، ويقيمون حالياً في الخارج، وهذا الرقم لا يشمل العائدين خلال عام، بل هو عدد المغادرين "الصافي"، وفقًا لإحصائيات الجهاز المركزي للإحصاء الإسرائيلي، الذي كشف أن ما بين 572 -612 ألف يهودي يعيشون خارج دولة الاحتلال، ولا يشمل هذا التقدير عدد اليهود الذين ولدوا في الخارج، مما أعاد من جديد المخاوف الإسرائيلية من نقص أعدادهم لأسباب كثيرة.