مع اقتراب
الحرب الأوكرانية الروسية من عامها الثاني، فقد كشف رئيس الوزراء
الإسرائيلي السابق
نفتالي بينيت أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وعده بأنه لن يقتل نظيره الأوكراني فولوديمير
زيلينسكي، ما حدا بوزير خارجية أوكرانيا للرد مخاطبا بينيت بألا يسقط في الفخ، أما
في موسكو فلم يعلقوا بعد على هذه التصريحات.
إيتمار
آيخنر المراسل السياسي لصحيفة "
يديعوت أحرونوت"، كشف أن "وزير خارجية
أوكرانيا دميترو كوليبا أعلن اليوم رداً على كلام بينيت أن بوتين تعهد له بعدم قتل
زيلينسكي، بأنه "كاذب خبير، وعلينا ألا نسقط في الفخّ، في كل مرة يعد فيها بعدم
القيام بشيء ما، نتفاجأ أن هذا بالضبط كان جزءًا من خطته، أما المسؤولون الروس في قصر
الكرملين فلم يعقبوا على هذا التبادل الكلامي".
وأضاف
في تقرير ترجمته "عربي21" أن "بينيت خلال فترة ولايته كرئيس للوزراء،
وفي بداية الحرب الروسية الأوكرانية، كان أحد القادة الغربيين القلائل الذين التقوا
ببوتين خلال زيارة سرية قصيرة لموسكو، وذلك خلال شهر آذار/ مارس 2022، لكن جهوده في
الوساطة بين الدولتين لوضع حد للحرب المستمرة حتى يومنا هذا فشلت، ومع ذلك فإن تصريحاته
في مقابلة أذيعت الليلة الماضية سلطت الضوء على الدبلوماسية التي دارت وراء الكواليس،
والجهود العاجلة التي بُذلت من أجل إنهاء الحرب بسرعة بين
روسيا وأوكرانيا".
وأشار
إلى أن "بينيت أجاب حين سأل بوتين عن ما إذا كان سيقتل زيلينسكي، فأجابه:
"لن أقتله"، ثم خاطب بينيت، بوتين قائلا: "يجب أن أفهم أنك تعطيني كلمتك
بأنك لن تقتل زيلينسكي".. وفي المطار وفي طريق عودته من لقاء بوتين، اتصل بينيت
مع زيلينسكي عبر وسائل التواصل الاجتماعي على تطبيقي "الواتساب" و"التليغرام"،
موضحًا أنه ليس لديه مشكلة في أن الروس على علم بالمحادثة، وأبلغته أنني لتوي غادرت الاجتماع
مع بوتين، وقد أبلغني أنه لن يقتلك، فسألني زيلينسكي: "هل أنت متأكد؟، فأجبته:
100٪، إنه لن يقتلك".
وأوضح
بينيت "أن هذا التعهد من بوتين شكل له التنازل الأول الذي حصل عليه، وفي وقت لاحق
حصل بينيت على ما اعتبره الامتياز الثاني من زيارته إلى موسكو بأن الرئيس الروسي تخلى
عن مطلبه نزع السلاح النووي لأوكرانيا، فيما قدم زيلينسكي أيضًا تنازلاً كبيرًا جدًا
في السبت الثاني بعد اندلاع الحرب، بإعلان انسحابه من الانضمام إلى حلف الناتو".
يوما
بعد يوم تتكشف معالم السياسة الإسرائيلية تجاه الحرب الأوكرانية الروسية، وما أحاطت
بها من كواليس خفية بقيت سرية حتى هذا اليوم، وتسلط الضوء على ما أحاط بتلك السياسة،
لاسيما في الأسابيع الأولى من الحرب من تفاصيل وحيثيات، سواء باتجاه أخذ موقف أكثر
قربا من روسيا، دون الانحياز الكامل معها، ما أسفر في حينه عن انزعاج غربي، ولدى أمريكا
تحديدا، التي حشدت كل دول العالم ضد موسكو، ما قد يعني تراكم ملفات الاختلاف والتناقض
بين تل أبيب والمنظومة الغربية.
في الوقت
ذاته، نقل باراك رافيد المراسل السياسي لموقع "
واللا" عن "مسؤولين أوكرانيين
وإسرائيليين كبار أنه قبل زيارة وزير الخارجية إيلي كوهين إلى كييف، قدمت إدارة زيلينسكي
سلسلة من المطالب، بما في ذلك بيان علني واضح ضد الغزو الروسي، والموافقة على قرض ضخم
بقيمة نصف مليار دولار، والمساعدة في علاج جرحى الحرب، وسط تساؤلات حول إمكانية عقد
لقاء مع زيلينسكي".
وأضاف
في تقرير ترجمته "عربي21" أن "زيارة كوهين القريبة إلى كييف، تكتسب
أهمية استثنائية لأنها ستكون المرة الأولى التي يأتي فيها وزير إسرائيلي إليها منذ
الغزو الروسي، لكن درجة الاستجابة لطلباتها خلال الزيارة ستثبت على صدق النوايا الإسرائيلية،
مع توقع أن يلتقي كوهين نظيره الأوكراني كولبا، ويعيد فتح السفارة الإسرائيلية في كييف
المغلقة منذ بداية الحرب، صحيح أنه طلب مقابلة زيلينسكي، لكن في هذه المرحلة لم تتم
الموافقة على الاجتماع من قبل الرئيس".
وأشار
إلى أن "عقد الاجتماع مرهون باستعداد إسرائيل لاتخاذ خطوات لصالح أوكرانيا، وزيلينسكي
لن يجتمع مع كوهين لالتقاط صورة، كاشفا أن الأوكرانيين قدموا في الأيام الأخيرة طلبات
لوزارة الخارجية بتل أبيب أهمها الإدلاء ببيان واضح لدعم وحدة أراضي أوكرانيا، وإدانة
روسيا، ودعم خطة السلام التي قدمها زيلينسكي قبل أسابيع، وتستند لانسحاب روسي من كل
أوكرانيا، والموافقة على قرض بنصف مليار دولار، تم تقديمه خلال الحكومة السابقة، لكن
وزير المالية السابق أفيغدور ليبرمان لم يوافق عليه، واستقبال مئات الجنود والمدنيين
المصابين في الحرب للعلاج في إسرائيل".
وكشف
أن "طلبا أوكرانيا آخر هو الحصول على التزام من الحكومة الإسرائيلية لمواصلة تعزيز
نظام الإنذار للمدنيين ضد الهجمات الصاروخية الروسية، وهو نظام مشابه لما تستخدمه الجبهة
الداخلية الإسرائيلية".
تجدر
الإشارة إلى أن كوهين في خطاب تنصيبه عبّر عن نفسه بطريقة توحي بأن الحكومة الجديدة ستتخذ
خطاً أكثر موالاة لروسيا مقارنة بالحكومة السابقة، مما أثار كثيرا من الانتقادات الأمريكية،
بما فيها كبار الجمهوريين والديمقراطيين، ما اضطرّ وزارة الخارجية للإعلان أنه لا
يوجد تغيير في سياستها.
فيما
أشار رئيس وزراء الاحتلال في مقابلة مع شبكة التليفزيون الفرنسية "إل سي آي"،
نشرتها "
القناة 13"، وترجمتها "عربي21" لإمكانية نقل منظومة الأسلحة
الإسرائيلية لأوكرانيا، بما فيها القبة الحديدية، دون الانشغال بصراع مع روسيا، ومن
المحتمل أن تكون مساهمة إسرائيل لأوكرانيا في مناطق أخرى، لكن أحد الاعتبارات الرئيسية
باتخاذ هذا القرار هو عدم الدخول في صراع عسكري مع روسيا، وقواتها الجوية العاملة في
المنطقة، بما في ذلك في الأجواء السورية".