قال موقع انترسيبت، في تقرير للكاتبة أكيلا ليسي، إن الحزب الديمقراطي يتحمل المسؤولية في طرد النائبة المسلمة
إلهان عمر من لجنة
الشؤون الخارجية في مجلس النواب، مشيرا إلى أن التوحد والوقوف إلى جانبها ضد حراك
الجمهوريين جاء متأخرا.
وقال الموقع في
تقرير ترجمته "عربي21"، إن الجمهوريين ومنذ سنوات أطلقوا مزاعم كاذبة ضد إلهان عمر واتهموها بـ"معاداة السامية" لمجرد انتقادها "إسرائيل"، مشيرا إلى أن
الديمقراطيين انضموا للهجوم عليها.
ورغم الوحدة التي أظهرها الديمقراطيون الذين صوتوا جميعا (211 نائبا) لدعمها وفشلوا أمام 2018 نائبا جمهوريا إلا أنهم يتحملون جزءا من المسؤولية في تثبيت انتقادات رئيس مجلس النواب كيفن مكارثي بالمقام الأول.
وتعود هجمات مكارثي وزملاؤه للنائبة إلى عام 2019، وفي الشهر الأول لها في الكونغرس عندما طالبوا نانسي بيلوسي، رئيسة المجلس السابقة، بعزل عمر من لجنة الشؤون الخارجية. واستند مكارثي في طلبه على نقد عمر لانتهاكات حقوق الإنسان الإسرائيلية ودعمها لحركة المقاطعة ضد إسرائيل.
وفي ذلك الوقت كتب لي زيلدين، الذي كان مرشح الجمهوريين عن نيويورك تغريدة عبر فيها عن خيبة أمله لتعيين عمر في اللجنة واتهمها بحمل "معاداة للسامية وكراهية لإسرائيل". وبدأ الديمقراطيون بعد وقت قصير بتأكيد الرسالة في تعليقاتهم العامة ورسائلهم في الكونغرس مما عبد الطريق لآخر انتصار: تعهد مكارثي لعزل عمر من اللجنة ومهامها.
اظهار أخبار متعلقة
وذكر أن بعض الديمقراطيين الذين صوتوا ضد حركة مكارثي، واصلوا الدفاع عن تحركه وأعادوا تكرار المزاعم القديمة ضد عمر. وقال زعيم الأقلية الديمقراطية حكيم جيفريز، النائب عن نيويورك إن التصويت هو انتقام من عمر، لكن "من الواضح أنها ارتكبت أخطاء واستخدمت استعارات معادية للسامية".
وقالت بيث ميلر، مديرة جويش فويس فور بيس أكشن: "عندما كان الديمقراطيون يسيطرون على المجلس كانوا يهاجمونها بشكل دائم، لنفس الأسباب التي رموها من أجلها تحت الحافلة وعندما بدأ الجمهوريون ينتقدونها وخلقوا المناخ الذي كشف عن استعدادهم لرمي أي عضو منهم تحت الحافلة وممن دعا لدعم حقوق الإنسان الفلسطينية"، مشيرة إلى أنها شعرت بالراحة لأن الديمقراطيين دعموا عمر الآن معلقة أن الأمر لم يحدث من فراغ.
ووضع التقدميون اليهود الأمريكيون الأربعاء، بيانا ربطوا فيه الهجمات على عمر بالهجمات على التيار التقدمي في كل مكان. وأضافت أن الحزب الجمهوري استخدم سلطته للهجوم على التقدميين و"بخاصة التقدميات الملونات لأنهن تقدميات مؤثرات ويدافعن عن الحقوق الفلسطينية".
ويتزامن عزل عمر مع تحرك "إسرائيل" باتجاه اليمين المتطرف وزيادة هجماتها ضد الفلسطينيين، حيث قتل أكثر من 30 فلسطينيا منذ بداية العام الحالي. وقالت ميلر: "يحدث هذا السيرك في وقت تصعد فيه الحكومة الإسرائيلية وجها كاملا من عنف الدولة ضد الفلسطينيين.. ولو نظرت في الحقيقة لما تفعله الحكومة الإسرائيلية الآن يظهر أن القناع قد نزع بالكامل".
وأضاف الموقع، أن الضغوط الديمقراطية على عمر تعود إلى أربعة أعوام، وبعد شهر من دخولها مجلس النواب كأول مسلمة منتخبة، شجبها الديمقراطيون في شباط/ فبراير 2019 لأنها نشرت تغريدة انتقدت فيها علاقة النواب وجماعة الضغط المؤيدة لإسرائيل "ايباك".
وبعد يوم كتب النائب المحافظ جوش غوثيمر والنائبة في حينه عن فيرجينيا إيلين لوريا رسالة إلى قيادة الديمقراطييين في الكونغرس لم تذكر عمر بالإسم ولكن تم التعبير فيها عن القلق من الخطاب "المعادي للسامية". وطلبا من المجموعة الديمقراطية عدم "السكوت في وجه خطاب الكراهية واتخاذ تحرك حاسم لمعالجة الأمر، والتأكيد على دعم إسرائيل".
اظهار أخبار متعلقة
وفي بيان في اليوم ذاته، قال قادة الحزب بالكونغرس بمن فيهم بيلوسي وزعيم الغالبية ستيني هوير عن ولاية ميريلاند، ورئيس الإنضباط عن ولاية ساوث كارولينا، جيمس كليبرن ومساعد رئيسة المجلس بن ري لوجان عن ولاية نيو مكسيكو ورئيس المجموعة، حكيم جيفريز عن ولاية نيويورك ونائبة رئيس المجموعة، كاثرين كلارك عن ولاية ماساشوستس إن "استخدام عمر للإستعارات المعادية للسامية والإتهامات المتحيزة حول داعمي إسرائيل هي مؤذية بشكل عميق". وصوت المجلس بعد يومين لشجب معاداة السامية في توبيخ لعمر وبعد اتخاذ قرار في موضوع آخر وهو الحرب السعودية في اليمن.
وبعد شهر، مرر المجلس قرارا ضد معاداة السامية والإسلاموفوبيا والعنصرية ردا على تعليقات لعمر في مقهى عن اللوبي المؤيد لإسرائيل.
وفي الوقت الذي كان فيه مكارثي يزيد من الهجمات ضد الديمقراطيين وبخاصة ضد عمر ويتهمها بالتحيز، إلا أن الحزب الجمهوري كان محلا لعدد من المدافعين أو الذين اعتنقوا مواقف واضحة ومعادية للسامية والتفوق العرقي الأبيض، بمن فيهم النائب عن ولاية أريزونا بول كوسار والنائبة ماجوري تيلور غرين النائبة عن جورجيا، وكذا النائب السابق عن إيوا ستيف كينغ، لكن مكارثي ركز بدلا من ذلك على عمر.
وفي الوقت الذي استهدف فيه مكارثي تعليقات عمر التي قال إنها "معادية للسامية" إلا أن العارفين بالأمور داخل واشنطن يرون أن هجومه عليها نابع من انتقادها للجماعات المؤيدة لإسرائيل والنواب في الكونغرس ممن يدعمونها.
وقال مسؤول ديمقراطي بارز طلب عدم الكشف عن اسمه: "كما أعتقد ويعرفه الكثيرون ولكن لا أحد يهتم بالحديث علنا، كلا الحزبين لديه مشكلة لوبي إسرائيلي.. ولا يمكنهم معرفة موقفهم من الموضوع، ولا يعرفون كيف يتحدثون عنه". وعند وصولها إلى المجلس خرقت عمر الإجماع في الموضوع وكانت مستعدة لنقد انتهاكات حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية واللوبي الإسرائيلي في الكونغرس.
وقال مساعد في الكونغرس: "هي مثل الشخص الذي يأتي لفصلك ويقول لك إن كل شيء تتعلمه ليس صحيحا.. أعتقد أن هذا ما شعر الكثير من أعضاء الحزب الديمقراطي بضرورة التعامل معها، ولم يعرفوا كيفية التعامل مع شخص يقول: هل تعرفون، الولايات المتحدة ليست على المستوى".
وفي الوقت الذي قضت فيه واشنطن وهي تناقش مسألة طرد عمر من لجنة الشؤون الخارجية، فقد عانت هي نفسها من آثار السياسة الخارجية والحرب، كما تقول ميلر، وهذا اللغز هو "المثال الأوضح عن انكسار كل شيء في أسلوب واشنطن ونهجها في التعامل مع السياسة الخارجية".
وقال مساعد ديمقراطي في الكونغرس: "سنرى بعد أجيال ما فعلته لهذا المكان ونحن نعثر على قادة جدد.. وهو السؤال القديم، بدون شك من أن الديمقراطيين متأخرون على الحزب في موضوع إسرائيل".