ملفات وتقارير

قوى وأحزاب سودانية تدين زيارة كوهين للخرطوم والتطبيع مع الاحتلال

رفضت القوى والأحزاب السودانية خطوة البرهان معتبرة أنه لا يمثل إرادة السودانيين- جيتي
رفضت القوى والأحزاب السودانية خطوة البرهان معتبرة أنه لا يمثل إرادة السودانيين- جيتي
أدانت قوى وأحزاب سياسية سودانية زيارة وزير خارجية الاحتلال إيلي كوهين للسودان، ورفضت ما تبعها من أنباء عن نية الخرطوم تطبيع علاقاتها رسميا مع تل أبيب.

وشددت هذه الأحزاب والقوى على أن السودان سيبقى "داعما للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة"، وأكدت رفضها إقامة علاقات مع إسرائيل التي اتهموها بتقويض الفترة الانتقالية في السودان وأنها كانت أحد الأسباب الرئيسية لانفصال الشمال عن الجنوب.

حزب البعث العربي الاشتراكي

أكد الناطق الرسمي باسم حزب البعث العربي الاشتراكي، عادل خلف الله، أن "البعث يدين ويرفض زيارة وزير خارجية العدو الصهيوني للخرطوم والتطبيع مع تل أبيب، وأن هذا الموقف هو تجديد لموقف الحزب المبدئي من الكيان الصهيوني".

وقال خلف الله لـ"عربي21" إن "موقف حزب البعث الرافض للتطبيع نابع من حقيقة أن العدو الصهيوني هو كيان محتل ومغتصب للأرض الفلسطينية وينتهك حقوق الشعب الفلسطيني ويغتصبها".

وأضاف: "كذلك بناء على التجربة الوطنية في السودان لا سيما بعد فصل شماله عن جنوبه والذي كان للعدو الصهيوني دور فيه، نعتبره كيانا مُهددا بشكل جدي لوحدة السودان وأمنه واستقراره، ومُهددا لأمن البحر الأحمر والإقليم الذي يشكل السودان مجاله الحيوي وعمقه الاستراتيجي".

ولفت إلى أن "حزبه يعتبر أن موقفه الرافض للتطبيع مع العدو الصهيوني هو موقف وطني وقومي وإنساني داعم ومساند لنضال الشعب الفلسطيني وتمسكه بحقه في أن تتحرر بلاده من الاحتلال والاستيطان".

ونبه إلى أن "هذا التطور الجديد جاء في وقت يواجه فيه السودان مطامع خطيرة وتدخلات دولية وإقليمية، لعبت دورا سيئا في سياساته الداخلية، ونرى أن زيارة وزير خارجية العدو الصهيوني تدخل ضمن مساع لفرض طرف معين على الشارع السوداني وعلى الأطراف السياسية الأخرى، استنادا للوقائع باعتبار أن القوى الدولية والإقليمية التي أطلقت ما سمي بصفقة القرن سعت لتوظيف الوضع الانتقالي الهش في السودان لتحقيق ربطه بما أُطلق عليه بحسب هذا المخطط -الشرق الأوسط الجديد-".

وحول خطوات الرد المقبلة التي سيقوم بها حزب البعث، قال خلف الله: "كما نددنا نحن وقوى واسعة في السودان بزيارة البرهان لأوغندا ولقائه برئيسها يوري موسيفيني عراب التطبيع الأفريقي، نجدد رفضنا للتطبيع ونندد ونشجب زيارة كوهين".

وأكد أن "البعث وهذه القوى ستعمل معا لمواجهة التطبيع مع الكيان الصهيوني، باعتبار أن له دورا في فصل الشمال عن الجنوب وتقويض الوضع الانتقالي الهش"، مشيرا إلى "انطلاق نداءات عديدة يوم الجمعة للتظاهر ضد التطبيع".

الإخوان المسلمون

من جهته قال المسؤول السياسي للإخوان المسلمين، عياد البلة إن "الجماعة تدين بشدة هذه الزيارة المشؤومة والتي لا تتماشى مع قيم الشعب السوداني وفطرته السليمة وعقيدته الإسلامية الرصينة، وهذه الزيارة مرفوضة من قبلنا بشكل كامل".

وحول كيف سيكون رد الإخوان المسلمين على زيارة كوهين ومقترح التطبيع الرسمي قال البلة لـ"عربي21": "أولا أصدرنا بيانا شديد اللهجة وأدنا فيه الزيارة، كذلك نحن موجودون في التيار الإسلامي العريض والذي حشدنا فيه طيفا كبيرا من الحركات الإسلامية، ونتعاون كذلك مع عدة تيارات وحركات من أجل مناهضة التطبيع، ولنا لجنة تسمى لجنة فلسطين تعمل أساسا للقضية الفلسطينية وهي ولله الحمد من أنشط اللجان في السودان".

وأكد أن الجماعة "دخلت ضمن تحالفات عريضة معارضة للتطبيع، خاصة أنها تعتبر قضية فلسطين قضية محورية وعقدية تلتقي وتتفق عليها تيارات وجماعات سودانية عديدة".

ولفت إلى أن "الجماعة ستعمل من داخل تحالف سودان العدالة والتيار الإسلامي العريض وتيار نصرة الشريعة ونداء السودان، بشكل كامل لمعارضة التطبيع والوقوف في وجهه".

القوى الشعبية المناهضة للتطبيع

بدوره أكد الأمين العام للقوى الشعبية السودانية لمناهضة التطبيع "قاوم"، عثمان الكباشي، أن "هذه القوى هي تجمع لمنظمات وجمعيات وكيانات شعبية وقوى سياسية واجتماعية من خلفيات مختلفة، يجمعها الرفض التام الراسخ لدعوات التطبيع مع الكيان الصهيوني".

وأوضح بأن "قوى (قاوم) ظلت تعمل بكل الوسائل الشعبية السلمية لتعرية هذه الدعوات ومقاومتها، وخرجت بمظاهرات وأصدرت مذكرات وقامت بفعاليات مختلفة منذ لقاء البرهان برئيس الوزراء الصهيوني في أوغندا عام 2020 وما تلا ذلك من خطوات على طريق التطبيع".

ولفت إلى أن "زيارة وزير خارجية الكيان الصهيوني للسودان مؤسفة جدا، لأنها أولا جاءت والدماء الفلسطينية في جنين وغيرها من المدن المحتلة لم تجف بعد، وجاءت كذلك مع استمرار الحملات الوحشية ضد الشعب الفلسطيني في ظل حكومة يصنفها حتى من يُعتبرون أصدقاء للكيان الصهيوني بأنها الأكثر وحشية وتطرفا في تاريخ إسرائيل وأنها لا تؤمن بالسلام ولا باتفاقياتها مع الدول العربية".

وأضاف: "زيارة الخميس كانت محزنة ومخزية، خاصة أن من استقبل وزير خارجية العدو الصهيوني لم يعبأ بتاريخ السودان الناصع وموقفه الداعم للقضية الفلسطينية في مراحل مختلفة وصولا إلى لاءات الخرطوم الثلاثة -لا صلح ولا تفاوض ولا اعتراف بإسرائيل-".

ونبه إلى أن "الكيان الصهيوني يريد أن يستثمر في الخلافات الداخلية ليجعل الأطراف السودانية تستقوي به على بعضها البعض، وهذا جزء من استراتيجيته التاريخية في التعامل مع السودان بأن يلعب على التناقضات ويعمل على استقواء هذا بذاك وأن يضرب هذه القوى بتلك حتى يحقق عدم استدامة للاستقرار في السودان".

و أكد الكباشي أن "الرهان على الشعب السوداني كبير، ولذلك سنرى أن الرفض الشعبي للتطبيع سيتسع ويتجذر أكثر، ولن يكون هناك مستقبل لهذه الاتفاقيات في وجدان الشعب، وحتى لو وُقعت من قبل قيادة فاقدة للشرعية وليست منتخبة من الشعب سيكون مصيرها الإلغاء مع بدء عمل أول حكومة منتخبة قادمة".

هيئة شؤون الأنصار

الأمين العام لهيئة شؤون الأنصار بالسودان، عبد المحمود ابو، قال إن "موقف الهيئة الرافض للاحتلال الإسرائيلي لفلسطين واضح، وهي تقف مع الشعب الفلسطيني حتى يسترد أرضه وحريته وكرامته، فالاحتلال مُدان أخلاقيا ومُجرّم قانونيا ومرفوض إنسانيا، لذلك فإن أي تطبيع مع دولة الاحتلال فيه شرعنة له أو غض الطرف عنه، وهذا الأمر لا يليق بأمة يدعو دينها للعدل والوقوف مع المظلوم ضد الظالم".

وتابع ابو في حديث لـ"عربي21": "وبناء على موقفنا الراسخ ندين ونرفض زيارة الوفد الإسرائيلي للسودان، لأنها تتنافى مع القيم التي نؤمن بها ونلتزم بها وظل شعبنا يدافع عنها عبر تاريخه في مقاومة الاحتلال".

وأكد أن الوضع السياسي الحالي انتقالي والسلطة الحاكمة حاليا مهامها محددة ومنصوص عليها في وثائق الانتقال، وبالتالي هي غير مفوضة للبت في قضية هي من صميم حقوق الشعب السوداني يقرر موقفه منها عبر استفتاء شعبي أو حكومة مفوضة، ودخول المكون العسكري في هذا الموضوع فيه تجاوز لاختصاصاته واستباق لوضع السودان في نفق مظلم يعقد من أزمته المستفحلة أساسا".

وأضاف: "سنظل نقاوم التطبيع بكل الوسائل السلمية والفكرية والقانونية والاحتجاجية، وسنتواصل مع المكونات الدينية والسياسية والثقافية والقوى المجتمعية لتقوية جبهة معارضة التطبيع حتى هزيمته إن شاء الله، فما بني على باطل فهو باطل ولن يضيع حق وراءه مطالب".

حزب دولة القانون والتنمية

رئيس حزب دولة القانون والتنمية، محمد علي الجزولي قال: "نحن نرفض الخطوات الكارثية التي يقوم بها رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، منذ تلطيخ يد السودان بمصافحة رئيس وزراء الكيان الصهيوني نتنياهو وإلى زيارة وزير خارجية الكيان، فإن موقفنا الرافض للتطبيع مبدئي، والجريمة التي أقدم عليها البرهان لم تفعلها حكومة سودانية سابقة منتخبة كانت أو عسكرية، فكيف تفعلها حكومة انتقالية غير مفوضة".

وأوضح الجزولي خلال حديثه لـ"عربي21" أن "التطبيع يشتمل على جرائم عدة، فالطبيعي التعامل مع المحتل بالمقاومة لا بالسلام معه، أيضا التطبيع شرعنة للاحتلال وإقرار لشرعية القوة الغاشمة والغاصبة وإسقاط للحقوق، ويمنح شهادة براءة للجاني مع إدانة الضحية وتجريم المقاومة".

وأكد أن "لاءات الخرطوم الثلاثة لن تصبح نعم، وقضية القدس قضية إسلامية وإنسانية وليست قضية فلسطينية فحسب، وسنعمل مع جميع القوى الوطنية في السودان على مقاومة التطبيع ومساندة نضال الشعب الفلسطيني الذي يواجه الصلف الصهيوني نيابة عن الأمة، ويدافع عن مقدساتها، ولهذا فقد انتظمت هذه القوى في الهيئة الشعبية لمقاومة التطبيع".

حزب المؤتمر الشعبي

كذلك قال الأمين السياسي لحزب المؤتمر الشعبي، كمال عمر، إن "الحزب يعارض التطبيع بشكل أساسي والزيارة الأخيرة لسببين، أولا لأن الحكومة الحالية بقيادة البرهان هي غير منتخبة، والمجلس العسكري الحالي انقلابي وليس له أية صفة كي يعقد اتفاقا أو يتخذ موقفا سياسيا مؤثرا على مجمل الأوضاع في السودان، لكن العساكر يمهدون لحكم غير ديمقراطي وشمولي بدعم من الكيان الصهيوني".

وتابع عمر في حديث لـ"عربي21": "وأما السبب الثاني فهو موقفنا العقدي من القضية الفلسطينية والمرتبط بديننا والتزامنا العربي الإسلامي، كما أن إسرائيل دولة مغتصبة لفلسطين والمسجد الأقصى وتمارس القتل وتجريف الأراضي وسحل المواطنين الفلسطينيين، وهي دولة مارقة ومتمردة على النظم الدولية وحقوق الإنسان، وبالتالي رفضنا للتطبيع هو موقف عقدي".

وأكد أن "حزب المؤتمر الشعبي أصدر بيانا أدان الزيارة، وأدان التطبيع بمجمله والموقف الذي اتخذته حكومة البرهان الانقلابية، كذلك سنعمل على عدة خطوات على صعيد الأحزاب الإسلامية والوطنية؛ منها تشكيل جبهة موحدة ضد التطبيع، خاصة أنه يجب أن لا ننسى أن السودان حينما كانت تحكمه حكومة ديمقراطية جمع العرب في الخرطوم وخرج فيه بالبيان الشهير المتفق عليه عربيا والذي تضمن اللاءات الثلاثة -لا صلح ولا تفاوض ولا اعتراف بإسرائيل-".

نقابة الصحفيين السودانيين

كما أصدرت نقابة الصحفيين السودانيين بيانا وصل "عربي21" نسخة منه، قالت فيه إن "سعي قادة الانقلاب الحثيث للتطبيع مع إسرائيل، منذ شباط/ فبراير ٢٠٢٠، وتهافت إسرائيل لإيجاد اعتراف وموطئ قدم لها في السودان، ما هو إلا محاولة لقطع الطريق أمام ثورة كانون أول/ ديسمبر، ويتطابق هذا مع توجه الديكتاتورية العسكرية التي تستند على التفرد باتخاذ القرار في القضايا المصيرية بعيدا عن المؤسسات وبعيدا عن الشفافية ونهج الديمقراطية والمشاركة".

وأكد بيان النقابة أن "ما يحدث يشكل تهديدا خطيرا للسودان، وهو محاولة لاستثمار أوضاعه وأزماته السياسية لإقحامه في خضم صراع دولي في إقليم مضطرب ومنطقة تتسم بالهشاشة الأمنية وشريط ممتلئ بالإرهاب ما ينذر بمخاطر عديدة على مستقبل البلاد".

ونبهت النقابة إلى أن "استخدام الاتفاق مع إسرائيل للضغط على أطراف العملية السياسية الجارية الآن للوصول إلى اتفاق سياسي، كيفما اتفق، ما هو إلا محاولة من قادة الانقلاب لكسب المزيد من الوقت للبقاء على رأس السلطة وتشكك في تصريحات قائد الانقلاب التي تعهد فيها بخروج المؤسسة العسكرية عن السياسة وعودة العسكر إلى الثكنات".

وختمت النقابة البيان بالقول، إنه "وفقا لهذه الحيثيات فإن الشعب السوداني غير مسؤول عما يصدر من سلطة انقلابية في التقرير بقضايا الوطن المصيرية، وإن قضية مثل التطبيع تستدعي قرارات صادرة عن سلطة مدنية حقيقية تراقبها سلطة تشريعية حاصلة على تفويض انتخابي في ظل مؤسسات تستجيب للمصالح الحيوية للسودان، وليس في ظل حكم انقلابي أو انتقالي، لذا فإن وعود البرهان للحكومة الإسرائيلية غير ملزمة للشعب السوداني".
التعليقات (1)
القاعدون
السبت، 04-02-2023 06:32 م
الإدانة لا تكفي لأن اللصوص لا يسمعون يجب محاكمتهم لأنه تعدي على القانون، يجب إصدار حكم وتنفيذه، يجب إعلاء كلمة الحق و الشعب