رفعت سلطات
الاحتلال الإسرائيلي حالة
التأهب الأمني والعسكري خوفا من رد
إيراني عقب الهجوم المنسوب لـ"إسرائيل" الذي استهدف منشأة عسكرية تقع في مدينة أصفهان وسط إيران.
وذكر موقع "i24" الإسرائيلي، أن "الجهاز الأمني الإسرائيلي، يجري استعداداته لإمكانية الانتقام من جانب إيران، بعد الهجوم المنسوب إلى إسرائيل في أصفهان".
وكشفت هيئة البث الإسرائيلي الرسمي "كان" في خبر عاجل، أن "الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تتهيأ لاحتمال استهداف إيران مصالح إسرائيلية خارج البلاد ردا على الهجوم في أصفهان".
بدوره، أكد رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال مؤتمر صحفي عقده مساء الاثنين، مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في ختام اجتماعهما في القدس المحتلة، أن "إسرائيل لن تسمح لإيران بالحصول على أسلحة نووية".
وفي وقت سابق، هدد مسؤول إيراني إسرائيل بشكل صريح وقال: "إسرائيل تعلم أنه سيتم الرد على الهجوم في المنشأة، مثلما كان في الماضي، وذلك بعيدا عن الضجيج والتصريحات الكثيرة".
اظهار أخبار متعلقة
وأضاف المسؤول: "هناك من يلعب بالنار ولا يوجد لدينا شك بأنه سيكون أول من يحترق إن قرر إشعال حرب إقليمية"، مضيفا أن "المؤشرات تظهر أن إسرائيل متورطة في الهجوم على المنشأة ويجب مواصلة التحقيق بالموضوع".
وأوضح أن "التقديرات؛ أن الطائرات المسيرة تم إرسالها من داخل إيران بالقرب من المكان الذي تمت مهاجمته، الهجوم لم يكن ناجحا، على عكس مزاعمهم، وهذا هو سبب تنصل الولايات المتحدة من تورطها فيه".
وأكدت صحيفة "نيويورك تايمز" أن "الموساد" الإسرائيلي هو الذي نفذ هجوم الطائرات المسيرة في أصفهان"، وسبق أن نسبت "وول ستريت جورنال" الهجوم إلى تل أبيب، مؤكدة أن "الولايات المتحدة لم تشارك في هذا الهجوم بأي صورة".
ونوهت "نيويورك تايمز" إلى أنه "من غير المعروف حجم الضرر، والمدينة تستخدم كمركز أبحاث، لتطوير وإنتاج صواريخ طويلة المدى".
وبعد ساعات من الهجوم الجديد المنسوب لدولة الاحتلال في البوكمال بمنطقة دير الزور على الحدود السورية العراقية، نشرت وسائل إعلام مقاطع فيديو من موقع الهجوم، فيما زعم الإيرانيون أن الشاحنة التي تم تفجيرها احتوت على مواد غذائية.
وتحدثت تقارير عن وجود 25 شاحنة في القافلة التي تعرضت للهجوم، ستة منها احتوت على أسلحة، وتم تدميرها، وأنباء عن سقوط عشرة قتلى.
دانيال سلامي مراسل صحيفة يديعوت أحرونوت زعم أن "بلدة البوكمال تشكل معبرا حدوديا برّيا بين العراق وسوريا، ومعروف سابقا باسم "ممر الأسلحة البرية" لطهران في الطريق إلى دمشق ولبنان، وأن الهجمات لم تحدث إلا بعد عبور قوافل الشاحنات من العراق إلى الأراضي السورية".
اظهار أخبار متعلقة
وأضاف في
تقرير ترجمته "عربي21" أنه "في كانون الأول/ ديسمبر الماضي فقط أكد رئيس الأركان السابق أفيف كوخافي أن إسرائيل هاجمت قافلة من 25 شاحنة في نفس المنطقة من الحدود السورية العراقية في تشرين لاثاني/ نوفمبر، قبل أسابيع من عبور رتل سوري من العراق إلى سوريا، محددا الشاحنة رقم 8 التي تحمل أسلحة، وقد وقعت سلسلة من الهجمات على قوافل مرتبطة بإيران أو مليشيات موالية لها، وضد قواعد قريبة في ذات المنطقة في السنوات الأخيرة".
نتنياهو يتبنى عقيدة الأخطبوط
رونين بيرغمان الخبير الأمني زعم أن "استمرار البنك الإسرائيلي للأهداف في قلب إيران، وآخرها هجوم أصفهان، يعني أن بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة يتبنى "عقيدة الأخطبوط" لأسلافه نفتالي بينيت ويائير لابيد، وتفيد باستهداف رأس الأخطبوط، وليس فقط أسلحته، كما حدث خلال العقود الماضية".
وأضاف في
مقال ترجمته "عربي21" أن "هذه الاستراتيجية المتفق عليها بين المستويين السياسي والعسكري تفيد بشن المزيد من الهجمات لتقويض القدرات الإيرانية، ما يعني أن نتنياهو وافق بالفعل على استئناف هذه الاستراتيجية، أي أننا أمام العملية الأولى في إيران التي يوافق عليها رئيس الوزراء القديم الجديد، وتشير لنقطة تم تحديدها منذ فترة طويلة على أنها هدف للتحصيل من قبل مجتمعات الاستخبارات في بريطانيا والولايات المتحدة وإسرائيل".
وأشار إلى أنه "ليس من الصعب تخيل من لديه القدرة على معرفة ما بداخل منشأة عسكرية سرية للغاية في قلب إيران، ومهاجمتها بطائرة كوادكوبتر بدون طيار متعددة الشفرات، ومزروعة بأربعة مراوح، ولم يستغرق الإيرانيون وقتًا طويلاً حتى أدركوا من صاحب هذا الأسلوب".
"ففي 2019، اصطدمت طائرة مروحية رباعية في ضواحي بيروت بهدف لحزب الله داخل الضاحية، وهو جهاز حساس ومركزي ضمن مشروع الصواريخ الدقيقة، كما ضربت مروحيات رباعية في 2021 محطة TESA لإنتاج أجهزة الطرد المركزي التي يتم فيها تخصيب اليورانيوم، وهي جزء مهم من المشروع النووي الإيراني".
وأشار إلى أن "هذه الهجمات الإسرائيلية رغم تنفيذها بنفس الطريقة، عكست استراتيجية الاحتلال الهادفة لتخريب وتفجير وتدمير والقضاء على الأهداف المتعلقة بالمشروع النووي الإيراني أينما كانت، بما في ذلك داخل إيران، رغم أن هذا يحمل خطر انفجار أوسع، ورغم صعوبة العمل في مثل هذه الساحة البعيدة، فذلك لأن التهديد النووي هو الأخطر على الإطلاق، ولعل الإسرائيليين يذكرون الهجوم الإسرائيلي في فبراير 2022 المتمثل بإطلاق الموساد لطائرات بدون طيار اصطدمت بمنشأة في كرمانشاه، ودمرت 250 طائرة بدون طيار".
اظهار أخبار متعلقة
وتعكس هذه الاستراتيجية العدوانية الإسرائيلية التي يواصل نتنياهو تنفيذها الآن، تأكيدا على تبني مفهوم الموساد للحرب ضد إيران، ولسنوات عديدة يقود جيش الاحتلال سياسة "المعركة بين الحروب"، وتهدف لإلحاق أضرار جسيمة بالمحاولات الإيرانية لبناء جبهة ثانية ضد إسرائيل في سوريا، واستهداف مشروع الصواريخ الدقيقة لحزب الله، وفي الوقت ذاته الحذر من ألا يؤدي للتدهور إلى حرب شاملة.
ورغم مساعي الاحتلال لخلق توازن للردع المتبادل ضد إيران وحزب الله، فإن الرسالة التي يسعى لنقلها أن النشاط العدواني في إيران يجب أن يكون روتينيًا مثل العدوان المتواصل في باقي الجبهات المعادية للاحتلال، بما في ذلك استهداف العاملين الإيرانيين بمشاريع سرية للغاية؛ وضرب مروحيات رباعية لمنشآت تصنيع الصواريخ، وزيادة في نطاق وقوة الهجمات الإلكترونية ضد إيران.
الخلاصة أننا أمام تطور مهم في الساحة الحربية، لأن هجوم أصفهان كان يهدف لإحباط إدخال أسلحة سعى الإيرانيون لإنتاجها، وقد يكون لإدخالها في ساحة المعركة تأثير سلبي على ميزان القوى في المنطقة من وجهة نظر الاحتلال، ما يجعلها تطورا أكثر دراماتيكية، ولذلك فقد بادر لاستهدافها، لكن ذلك لا يضمن أن ينجح دائما في إحباط الجهود المعادية له.