قالت
هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، إن حمى
الذهب في العصر الحديث في
أرض
الصومال تعرض تجارة
العطور القديمة في اللبان والمر للخطر، مشيرة إلى أن قوافل
الجمال التي نقلت تلك المواد لقرون إلى الشرق الأوسط يمكن رؤيتها من الفضاء.
ويتم
تصدير الذهب واللبان والمر من المنطقة منذ آلاف السنين. ويأتي الكثير من اللبان في
العالم من القرن الأفريقي.
ورأت
أن الرجال في جبل دالو جزءا من المشكلة، لأنهم قادوا "حمى الذهب" منذ
حوالي 5 سنوات، وأدت إلى اقتلاع أشجار اللبان والمر، التي يعود تاريخها إلى عدة
قرون.
وقال
حسن علي ديري الذي يعمل في منظمة كاندللايت البيئية، إن المنقبين عن الذهب اندفعوا
إلى الجبال حيث يزيلون جميع النباتات في مناطق التعدين، حيث يدمرون جذور الأشجار خلال
عملية التنقيب، إضافة إلى إغلاق الممرات المائية الهامة بالزجاجات البلاستيكية
وغيرها من القمامة".
وأضاف:
"إنهم يضمنون الموت البطيء لهذه الأشجار القديمة يوما بعد يوم. وأول الضحايا
كانت أشجار المر التي اقتُلعت من جذورها عندما شرع الحفارون في التعدين السطحي،
فيما تدوم أشجار اللبان لفترة أطول قليلا لأنها تنمو على الصخور ويتم تدميرها
بمجرد قيام المنقبين بالحفر في عمق الأرض".
اظهار أخبار متعلقة
وتستخدم
مادة شذرات اللبان التي يتم تصديرها إلى جميع أنحاء العالم، في الكنائس والمساجد
والمعابد اليهودية ولصنع الأدوية والزيوت الأساسية ومستحضرات التجميل باهظة الثمن
والعطور الفاخرة، بما في ذلك شانيل رقم 5.
لكن
السكان المحليين يستخدمونها لطرد البعوض والذباب، ولإزالة نزلات البرد ولعلاج
الالتهاب.
ويحصل
جامعو اللبان والذين يقومون بالتصنيف على القليل جدا من المال، حيث يبلغ سعر
الكيلوغرام ما بين 5 إلى 9 دولارات، بينما يصل سعر "المر" إلى 10 دولارات
للكيلوغرام.
و"المر"
مادة صمغية تُستخرج من الأشجار الشوكية الصغيرة، ويتم استخدامه لتحنيط الجثث وصنع
العطور والبخور والأدوية، ويُعتقد أن له خصائص مطهرة ومسكنة ومضادة للالتهابات
ويستخدم في معجون الأسنان وغسول الفم ومراهم الجلد.
استغرق
الأمر بعض الوقت لمعرفة ما هو الأمر الغريب في مستوطنة المنقبين عن الذهب. في
النهاية أدركت أنه لا يوجد نساء أو أطفال هناك.
اظهار أخبار متعلقة
وأوضح
السكان المحليون أن المنقبين عن الذهب جاؤوا إلى الجبال في عام 2017، وأنشأوا
أكواخا مبنية من العصي، قرب مجرى النهر حيث عثروا على الذهب لأول مرة.
وأضافوا:
"لقد دمر الذهب حياتنا بطرق أخرى أيضا، لقد دفع البعض منا إلى الجنون، مثل
صديقنا الذي وجد ما قيمته 50 ألف دولار من الذهب، وفقد عقله".
وشرح
ديري من منظمة كاندللايت البيئية كيف يدمر الذهب المجتمع المحلي، قائلا: "تم
إغلاق بعض المدارس لأن جميع المعلمين غادروا للانضمام إلى حمى الذهب، والطلاب
يغادرون أيضا".
وقال
إن صوماليين من مناطق أخرى يأتون إلى الجبال ما أدى إلى اشتباكات دامية بين
العشائر.
وأضاف
قائلا: "إن العديد من المنقبين مسلحون، ويجب أن نستدير ونغادر الآن إذ ليس من
الآمن البقاء هنا لفترة طويلة".