حذر أديب
إسرائيلي بارز، من خطورة حالة الفوضى
التي دخلت إليها "إسرائيل" عقب ما أفرزته انتخابات الكنسيت الأخيرة من
حكومة يمينية متطرفة برئاسة بنيامين نتنياهو، التي كان من المتوقع الخميس أن تؤدي
اليمين الدستوري.
وأوضح الكاتب والروائي الإسرائيلي الشهير دافيد
غروسمان، في مقاله بصحيفة "
هآرتس"، أن "ما حدث في إسرائيل منذ
الانتخابات، كان كما يبدو خطوة قانونية وديمقراطية، ولكن في ظل ذلك، كما حدث أكثر
من مرة في التاريخ، تم زرع بذور الفوضى داخل الأنظمة الحيوية في إسرائيل".
ونبه إلى أن "الحديث في نهاية المطاف لا
يدور عن سن قوانين جديدة متطرفة ومثيرة للغضب، بل عن تغيير عميق ومصيري، تغيير
الهوية، تغيير طابع الدولة، وليس من أجل ذلك أجريت الانتخابات".
وعبر الأديب عن قلقه الكبير مما جرى خلال فترة
المفاوضات من أجل تشكيل الحكومة الجديدة، مضيفا: "المفاوضات التي تشبه أكثر
حملة السلب، وميض أمام الأنظار بحركة سريعة، في ومضات من منطق غريب؛ "فقرة
الاستقواء"، "قانون التمييز"، "سموتريتش سيكون المقرر الأخير
في شؤون الاستيطان في المناطق"، "بن غفير سيتمكن من إقامة مليشيا خاصة
به في المناطق"، "المجرم المناوب درعي سيكون قادرا".
وأضاف: "بسرعة ستزداد الحركة المسعورة،
حركة لاعب الثلاث ورقات على الرصيف، نحن نعرف أن هناك شخصا يخدعنا في هذه الأثناء،
هناك من يسلبنا؛ ليس فقط أموالنا بل أيضا مستقبلنا ومستقبل أولادنا".
اظهار أخبار متعلقة
ونوه غروسمان، إلى أن "العاصفة الآن هدأت،
وانكشفت أبعاد الكارثة، نتنياهو ربما يقول بينه وبين نفسه بأنه بعد أن تحقق الفوضى
التي زرعها أهدافها؛ تدمير جهاز القضاء والشرطة والتعليم وكل ما يقطر منه
"اليسار"، يمكنه العودة إلى الوراء في الوقت المناسب، ويمحو أو يخفف
قليلا موقفه التحايلي والهستيري الذي خلقه هو نفسه، والعودة إلى التصرف بصورة
عقلانية، سوية وقانونية".
وقال: "لكن عندها يمكن أن يكتشف بأنه من
المكان الذي أوصلنا إليه، لا توجد طريق للعودة، فالفوضى التي خلقها لا يمكن
إلغاؤها ولا ترويضها، فسنوات الفوضى خاصته نقشت شيئا مدهشا وحقيقيا في الواقع، في
قلوب الأشخاص الذين عاشوا فيها وفي الحياة نفسها".
وتابع الأديب: "هم هنا، الفوضى هنا،
الكراهية الداخلية هنا، الاشمئزاز المتبادل،
العنف المتوحش في شوارعنا
وفي المدارس والمستشفيات، يوجد هنا من يسمون الجيد سيئا والسيء جيدا".
وأكد أن "
الاحتلال لن ينتهي كما يبدو في
المستقبل القريب، فقد أصبح أقوى من كل القوى التي تعمل في الساحة السياسية، ما بدأ
وما صيغ بنجاعة كبيرة هناك يتسرب الآن إلى هنا، الفوضى كشفت عن أنيابها أمام
الديمقراطية الأكثر هشاشة في الشرق الأوسط".