تداول رواد مواقع
التواصل الاجتماعي، لقطات لرمي زجاجات مولوتوف حارقة، على مقر الدير الأرثوذكسي
اليوناني في مدينة
القدس المحتلة، بعد استيلاء المستوطنين على قطعة أرض تتبع
الدير، في بلدة سلوان.
وتظهر اللقطات إلقاء
الزجاجات الحارقة على مقر الدير، واشتعال النيران جراء ذلك، وجاء الهجوم في وقت
مساء أمس، بعد الإعلان عن استيلاء
الاحتلال على الأرض.
واستولت الجماعات
الاستيطانية اليهودية بدعم من قوات الاحتلال الإسرائيلي على "أرض
الحمراء" التابعة لبلدة سلوان جنوبي المسجد الأقصى.
ووقعت مواجهات بين
قوات الاحتلال الإسرائيلي المرافقة للمستوطنين وبين المواطنين
الفلسطينيين الذين
حاولوا منعهم من سرقة تلك الأرض، واعتقلت قوات الاحتلال عددا من المقدسيين.
وتعد تلك الأرض التي
تبلغ مساحتها نحو 5 دونمات وتتبع لدير الروم الأرثوذكس التي تديرها البطريركية
اليونانية، من أهم المناطق التاريخية والأثرية التابعة لبلدة سلوان، حيث رجحت
مصادر مقدسية في حديثها لـ"عربي21"، إمكانية "تسريب" تلك
الأرض من قبل القائمين عليها للجمعيات الاستيطانية، كما حصل في العديد من الحالات
في القدس.
وخلال السنوات
الماضية، اتهمت البطريركية اليونانية في القدس المحتلة، ومقرها أثينا، في العديد
من عمليات التسريب لأوقافها في القدس لصالح المستوطنين عبر صفقات مشبوهة، ومطالبات
بوضع حد لممارساتها بالأوقاف المسيحية في المدينة التي يسعى الاحتلال للسيطرة على
كافة الأملاك فيها.
اظهار أخبار متعلقة
وكان رئيس الهيئة الإسلامية العليا في مدينة القدس المحتلة، خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري، حذر من الخطورة الكبيرة لما قامت به قوات الاحتلال من مساعدة المستوطنين في الاستيلاء على "أرض الحمراء".
وأوضح الشيخ صبري، أن "سلوان هي منطقة غنية بالآثار، حيث يدعي الاحتلال أن هذه الآثار تخصهم، في حين لم يستطيعوا أن يثبتوا حجرا واحدا له علاقة بتاريخهم، لكنهم يبالغون في مزاعمهم بالنسبة لهذه الآثار".
وأكد أن "الاستيلاء على أرض أو على بيت، كله يصب في تهويد سلوان، وبالتالي في تهويد مدينة القدس المحتلة"، مشددا على أهمية "الضغط الدبلوماسي والسياسي على سلطات الاحتلال من قبل الدول، لأن الناس تحتج وتعتصم وتعتكف، لكن لا توجد قوة تحميهم وتحفظ ظهرهم، وبالتالي فإن الاحتلال لم يكثرث بالاحتجاجات الشعبية، لا بد من تدخل الدول، لأن الأمر زاد عن حده".
وكان المحامي صلاح الحموري قال: "القدس بوصلتنا وبدأت النضال للعودة إليها".
وأضاف الناشط الفلسطيني المدافع عن حقوق الإنسان، والمرحّل قسرا إبى فرنسا، في تصريح خاص لـ"عربي21": "معروف أن سلوان، حي مجاور للمسجد الأقصى المبارك من الجهة الجنوبية، وهو مستهدف؛ فكما أن الأقصى مستهدف فإن حي سلوان هو أيضا مستهدف".