تجري
روسيا والولايات المتحدة محادثات دبلوماسية مع
تركيا، لثنيها عن القيام بعملية برية ضد وحدات حماية الشعب الكردية في شمال
سوريا.
واتهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الجمعة،
الولايات المتحدة بإرسال آلاف الشحنات المحملة بالأسلحة والذخائر على الحدود الجنوبية لبلاده.
ووصل وفد روسي برئاسة سيرغي فيرشينين نائب وزير الخارجية، إلى إسطنبول لإجراء مباحثات مع مسؤولين أتراك، بشأن العلاقات الثنائية بين الجانبين، وملفات أخرى منها سوريا وممر الحبوب.
مهلة تركية تنتهي قريبا
وكشف الخبير التركي مته سوهتا أوغلو لـ"عربي21"، أن أنقرة طلبت من الولايات المتحدة وروسيا الضغط على وحدات حماية الشعب الكردية بسحب قواتها من "تل رفعت" ومنبج" و"عين العرب" في غضون أسبوعين.
وأوضح الخبير الأمني أن المهلة التركية تنتهي في 20 أو 21 كانون الأول/ ديسمبر الجاري، وقد تبدأ العملية العسكرية التركية بعدها إذا لم تنفذ المطالب التركية.
ولفت إلى أن أنقرة لن تمدد المهلة التي منحتها لموسكو وواشنطن، وهناك استعدادات من وحدات حماية الشعب الكردية للعملية البرية التركية المحتملة.
وأضاف أن الولايات المتحدة التي ترفض العملية التركية، تعمل على زيادة دورياتها المشتركة مع وحدات حماية الشعب الكردية في شمال شرق سوريا.
روسيا قد تقبل بهجمات جوية بدلا من عملية برية
ونوه إلى أن روسيا ستقبل بتوسيع هجمات الطائرات المسيرة التركية ضد قادة وحدات حماية الشعب الكردية بدلا من العمليات العسكرية، وتدعم إجراء مفاوضات بين أنقرة ودمشق على أساس اتفاقية أضنة لعام 1998.
وتابع بأن موسكو أبدت موافقة على عملية عسكرية تركية محدودة في تل رفعت بريف حلب السورية.
تركيا مصممة.. والاستعدادات اكتملت
الكاتبة التركية هاندا فرات في تقرير على صحيفة "
حرييت"، ذكرت أن الولايات المتحدة إلى جانب إرسالها لآلاف الشحنات من الأسلحة لوحدات حماية الشعب الكردية، بدأت بإجراء تدريبات جوية للمنظمة.
وتابعت بأن تركيا مصممة على تأمين حدودها ومنع "ممر الإرهاب"، وأكملت كافة الاستعدادات للعملية البرية.
ونقلت عن مصادر أنه على الرغم من الجهود الدبلوماسية الحالية، فإن أنقرة غير مستعدة لاتخاذ خطوة للوراء تجاه محاربتها لمنظمة العمال الكردستاني في سوريا.
وأشارت إلى أن الولايات المتحدة وبعض الداعمين، يسعون لإنشاء هيكل للمنظمة الكردية المسلحة في سوريا، مماثل لشمال العراق، لكن سوريا تعد أكثر خطورة لأنه على الرغم من وجود جهات كردية مختلفة في العراق، فإن الهيكل في سوريا ينتمي بالكامل إلى "تنظيم إرهابي".
وأكدت أن الولايات المتحدة تسعى للجمع بين الهيكلين في شمال العراق وسوريا.
وأضافت: "تركيا تدرك ما يحاك تحت الطاولة، ويجب أن لا ننسى أن الجنود الروس الذين لديهم علاقات وثيقة مع التنظيم والمنتشرين في تل رفعت ومنبج، بينما توجد الولايات المتحدة في عين العرب وغيرها.. ويجب أن يصدر البلدان تحذيراتهما لعناصر التنظيم الإرهابي بالانسحاب حتى عمق 30 كم، وإلا فإن تركيا مصممة على عمليتها العسكرية".
وتختبر تركيا مرة أخرى مدى جدية التحذيرات الروسية والأمريكية وما إذا كان سيتم تنفيذها، مع الأخذ بعين الاعتبار مجالات التعاون مع البلدين سواء في ما يخص ممر الحبوب أو صفقة "أف16". وأكدت الكاتبة فرات، أنه عندما يتعلق الأمر بسلامة تركيا والإرهاب ، فإن كافة الأطراف تعلم أن أنقرة لن تتسامح مع ذلك.
رسائل دافئة من أنقرة لدمشق
ونوهت إلى أنه في الوقت الذي تؤكد فيه تركيا أنها لن تتنازل عن مكافحة الإرهاب، فإنه يجب إيجاد حل بالتعاون مع دمشق لضمان وحدة الأراضي السورية.
ولفتت إلى أن أنقرة تعطي بالفعل "رسائل دافئة" إلى دمشق، وتضع وكالات الاستخبارات التركية كافة الإشكالات على الطاولة مع نظيرتها الروسية، مشيرة إلى أن المزاعم بأن "الأسد رفض مقابلة أردوغان" ليست صحيحة.
ونقلت عن مصادر أن رئيس النظام السوري مستعد للقاء أردوغان.
وأضافت أن تركيا تؤكد على ضرورة تضمين قضية اللاجئين والمعارضين في نظام البلاد، ولذلك فإنه يجب على الأسد إجراء الإصلاحات اللازمة، وأن يلتقي مع المعارضة على نقطة مشتركة.
ويقول الغرب، الذي يقبل عددا قليلا من اللاجئين، إنه "يجب ألا يعود اللاجئون في تركيا دون ضمانات كاملة، وتحقيق النقاط التي نريدها". وتساءلت الكاتبة: "هل اتخذت هذه الدول خطوات لحل المشكلة غير العبث بها؟.. وإذا كانت تفكر في اللاجئين كثيرا فلماذا لا ترغب في استقبال المزيد منهم؟".