صحافة إسرائيلية

قلق إسرائيلي من انتشار فيلم "الطنطورة".. قد يُستخدم بمحاكم دولية

الفيلم يدحض الجهود الإسرائيلية لإسكات كل الأصوات التي حاولت تقديم سردية جديدة للنكبة- عربي21
الفيلم يدحض الجهود الإسرائيلية لإسكات كل الأصوات التي حاولت تقديم سردية جديدة للنكبة- عربي21

لا زالت الاعترافات الإسرائيلية تخرج بين حين وآخر عن ارتكاب المجازر الدموية بحق الفلسطينيين، وآخرها مجزرة الطنطورة، التي وقعت في عام النكبة 1948، ودفعت المخرجين الإسرائيليين الشقيقين ألون وشاؤول شوارتس لإنتاج فيلم وثائقي بذات الاسم، يتناول المجزرة من وجهة نظر الفلسطينيين مدعومة بشهادات جنود صهاينة، وقد عرض الفيلم في الكثير من دور العرض، وصلت أخيرا إلى الأراضي الفلسطينية.

 

أمير بوغان مراسل صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أشار إلى أن "مسرح القصبة برام الله عرض الفيلم الإسرائيلي، وكأنه يقدم الرواية الفلسطينية للنكبة، وتدعمها الشهادات الإسرائيلية لمن شاركوا في تنفيذ المجزرة، وحضر العرض وزراء وكبار المسؤولين في السلطة الفلسطينية، وأعضاء اللجنة المركزية لفتح، وقناصل دول أجنبية وأكاديميون، وعضو الكنيست عوفر كاسيف، فيما خاطب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس المشاركين في العرض، قائلا بأن الحقائق التي يعرضها الفيلم تدحض الرواية الإسرائيلية التي نفت لسنوات عديدة ارتكاب المجازر، وعملوا على محو بصماتها".

 

وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أن "الفلسطينيين يعتقدون أن أهمية الشهادات الحية التي يعرضها الفيلم تأتي من كونها جاءت على ألسنة مرتكبي هذه المجزرة، وقد آن أوان عرضها على العالم أجمع بعد كل هذه السنوات من المحاولات الممنهجة من قبل الاحتلال لإخفاء المجازر ومحوها، ويرون أنه يمكن لنظام العدالة الفلسطيني أن يعتمد على الفيلم كتحقيق جنائي بتوفير الأدلة والشهادات، ومن خلالها يمكنهم مقاضاة الاحتلال أمام محكمة العدل الدولية".

 

وأشار إلى أن "مخرج الفيلم ألون شوارتز اعتمد على بحث أكاديمي لـ"تيدي كاتس" حول المجزرة الذي تم تجميده من جامعة حيفا بسبب ضغوط من قدامى الجنود الإسرائيليين المشاركين في المجزرة، لكن الفيلم استطاع أن يسجل لبعضهم هذه المرة، ويكشفون تفاصيل المجزرة أمام الكاميرا والحقيقة القاسية من الميدان، كما يتذكرونها، وتضمنت القتل الممنهج لأهالي القرية الفلسطينية، والنهب والاغتصاب".

 

وأكد أن "الفيلم يدحض الجهود الإسرائيلية لإسكات كل الأصوات التي حاولت تقديم سردية جديدة للنكبة وجرائم الحرب التي ارتكبت خلالها، وتم عرضه لأول مرة في كانون الثاني/ يناير كجزء من مسابقة الأفلام الوثائقية الدولية لمهرجان ساندينس السينمائي المرموق في الولايات المتحدة، ومنذ عرضه الأول أثار أصداء في العالم وإسرائيل، وأعاد تنشيط النقاش حول جرائم الحرب التي ارتكبها الاحتلال في حرب 48، ومنح مصداقية للرواية الفلسطينية، التي لا تزال تعتبر من المحرمات في المجتمع الإسرائيلي".

 

وقال: "في هذه الأيام يتم عرض الفيلم في دور العرض في الولايات المتحدة، ويحظى بتعليقات إيجابية من كبار الصحف الأمريكية، خاصة "نيويورك تايمز" و"لوس أنجلوس تايمز"، وغيرهما، وقد يعرض على القائمة المختصرة لجائزة الأوسكار في فئة أفضل فيلم وثائقي، وتم الاتفاق بالتنسيق مع مندوبي مبيعات الفيلم في بريطانيا مع دور السينما المحلية".

 

فضلا عن الانزعاج الإسرائيلي الرسمي مما عرضه فيلم الطنطورة على الصعيد الدعائي والإعلامي، وما قد يمثله من إضافة نوعية للرواية الفلسطينية عن النكبة، وانتكاسة جديدة للسردية الإسرائيلية، فإن قلق الاحتلال يتركز في إمكانية استخدام الفلسطينيين للفيلم كجزء من تحركهم للاعتراف بالنكبة في إطار الأمم المتحدة، وهذا أمر خطير بالنسبة للاحتلال، بالتزامن مع اعتراف غالبية دول العالم بالنكبة، وإحيائها العام القادم في الأمم المتحدة، رغم الاحتجاج الإسرائيلي.

 

في الوقت ذاته، يشكل الفيلم فرصة فلسطينية سانحة للاطلاع على مزيد من الأفلام الإسرائيلية الأخرى حول أحداث النكبة التي يسميها الاحتلال حرب الاستقلال، مما قد يوفر لهم مادة علمية وثائقية وقانونية، وباعتراف الإسرائيليين أنفسهم عما ارتكبته العصابات الصهيونية من مذابح يندى لها جبين البشرية، ويسقط مشروعية دولة الاحتلال من أساسها.

التعليقات (0)