رياضة عربية

محلل رياضي يقيّم دور المجموعات بالمونديال.. مفاجآت كبيرة قد تستمر

عانت البرازيل من إحدى المفاجآت بفوز الكاميرون عليها بهدف نظيف- حساب فيفا على تويتر
عانت البرازيل من إحدى المفاجآت بفوز الكاميرون عليها بهدف نظيف- حساب فيفا على تويتر
مع انتهاء مباراتي "البرازيل- الكاميرون" و"صربيا- سويسرا"، الجمعة، اكتمل عقد المنتخبات المتأهلة للدور الثاني من بطولة كأس العالم، الذي سينطلق السبت، وهو الدور الذي يشهد وجود منتخب عربي وحيد هو المغرب، بعد خروج السعودية وتونس رغم تقديمهما مفاجأتين كبيرتين بفوز مهم على الأرجنتين وفرنسا على التوالي.

وبدءا من دور الـ16، فإنه لا يمكن لأي فريق تعويض مباراة يخسرها، في حين يعقد العرب الآمال على منتخب المغرب، الذي استطاع أن يفوز على بلجيكا وكندا، إلا أنه سيكون أمام اختبار كبير هو إسبانيا في هذه الجولة.

وتميزت هذه النسخة من بطولة كأس العالم بأنها أدهشت الجميع بمفاجآت صدمت المحللين وخالفت توقعاتهم، وبالوقت ذاته أفرحت بعض المشجعين وجعلتهم يتفاءلون ويطمحون بأن تكرر المنتخبات التي يشجعونها هذه المفاجآت.

اقرأ أيضا: إسبانيا تواجه المغرب في دور الـ16.. وألمانيا تودع المونديال مبكرا

ومن بين أكبر المفاجآت التي تمكنت من خلالها منتخبات بالصعود للدور الثاني، اليابان وكوريا الجنوبية، اللتان تُنبئان بأن هناك نمورا آسيوية قادمة بقوة في عالم كرة القدم، بعد هزيمتهما منتخبات قوية هي ألمانيا والبرتغال على التوالي، لاسيما أن الألمان تسببت خسارتهم بإقصائهم تماما من المونديال مبكرا، في خروج مبكر مجددا.

كذلك شهد الدور الأول من بطولة كأس العالم فرحة عربية بتأهل المنتخب المغربي بعد فوزين مستحقين على منتخبي بلجيكا وكندا، أيضا أسعد منتخبا تونس والسعودية ملايين العرب حينما فازا على منتخبين مرشحين بقوة للفوز بكأس العالم، هما على التوالي فرنسا والأرجنتين.

ولتحليل وتقييم مستوى المنتخبات التي أنهت الدور الأول، وكذلك توقع المنتخبات التي ستتخطى الدور الثاني، حاورت "عربي21" الصحفي المختص بالشأن الرياضي هشام رمرام، الذي أكد أن مستويات المنتخبات العربية المشاركة في المونديال كانت متفاوتة.

وأشار رمرام في حوار خاص مع "عربي21"، إلى أن "المنتخب السعودي على سبيل المثال، لم يستثمر جيدا فوزه على منتخب الأرجنتين، بالمقابل فإن المغرب تأهل للدور الثاني بجدارة، بينما صدمتنا قطر بأدائها، فعادة ما يبقي منتخب الدولة المستضيفة على حظوظه بعض الشيء على الأقل بالتقدم للجولة الثالثة.

وتاليا نص الحوار:

ما تقييمك لمستوى المنتخبات بالدور الأول من بطولة كأس العالم، وخاصة العربية؟

كان هناك تفاوت في المستوى بين المنتخبات العربية، فمثلا منتخب السعودية على الرغم من أنه بدأ بداية قوية عبر الفوز على منتخب الأرجنتين أحد المرشحين لنيل اللقب، إلا أنه لم يستثمر هذا الفوز الثمين، وسرعان ما خيب الآمال، خاصة أنه قدم عروضا قوية في مباراته أمام منتخب التانغو، لدرجة اعتقد فيها المتابعون أنه سيكون أحد مفاجآت النسخة الحالية.

كذلك فاجأنا منتخب قطر، فعادة يُبقي منتخب الدولة المستضيفة على حظوظه إلى الجولة الثالثة من دور المجموعات، ولكن للأسف العنابي ظهر بصورة أقل مما توقعناه منه، وقضى على آماله بالتأهل منذ مباراته الثانية.

أما بالنسبة لمنتخب تونس، فقد وصل إلى الجولة الثالثة بحظوظ ضئيلة للتأهل، والدليل أنه على الرغم من الفوز على منتخب فرنسا أحد المرشحين لنيل كأس البطولة، إلا أنه أُقصي من الدور الأول.

بالمقابل، شكل المنتخب المغربي حالة استثنائية بين المنتخبات العربية، حيث تأهل لدور 16 بجدارة، متصدرا مجموعة قوية ضمت على التوالي وصيف وثالث النسخة الماضية كرواتيا وبلجيكا، واستطاع تحقيق التعادل مع الأول والفوز على الثاني، وأكد تفوقه واستحقاقه صدارة المجموعة عبر فوزه على منتخب كندا.

أيضا امتلك أسود الأطلس عزيمة قوية منذ أول مباراة، حتى إنهم إلى حد الساعة، من المنتخبات القليلة التي ظهرت بمستوى منتظم وثابت طوال الدور الأول.

اقرأ أيضا: المونديال.. تعرف إلى المنتخبات المتأهلة لدور الـ16 ومواعيد المباريات

وفيما يتعلق ببقية المنتخبات، كان خروج ألمانيا من الدور الأول من أكبر مفاجآت المونديال، وشكل إقصاء منتخب من هذا العيار الثقيل صدمة لواحدة من أقوى المدارس العالمية في كرة القدم، ولواحد من أحسن المنتخبات أداء عبر تاريخ كاس العالم، كذلك كان إقصاء المنتخب البلجيكي من الدور الأول أحد مفاجآت النسخة الحالية.

وكان لافتا أن هناك منتخبات حققت الفوز في مباراتها الأولى، مثل منتخبي الإكوادور والسعودية، ومع ذلك لم تتمكن من التأهل، على الرغم من أن الفوز بالمباراة الأولى يعدّ خطوة مهمة ومشجعة لقطع بقية مسافة التأهل.

بالمقابل، تمكنت منتخبات لم تحقق الفوز في مباراتها الأولى من تخطي الدور الأول والتأهل للثاني. أيضا شهد دور المجموعات مفاجآت عدة، منها خسارة البرازيل وفرنسا وإسبانيا وألمانيا أمام الكاميرون وتونس واليابان على التوالي.

ويمكن القول؛ إن هذه النسخة تميزت بنكهة خاصة بها، لأن لعبة التكهنات فيها لا تستند إلى منطق التاريخ والألقاب، ودون شك أن التألق في هذا المونديال سيكون من نصيب المنتخب الأكثر استعدادا، وليس بالضرورة لأنه الأكثر ثراء تاريخيا في كرة القدم.

لنعد للمشاركة العربية، لماذا نرى مستوى ونتائج المنتخبات العربية في المنافسات القارية أقوى وأفضل من مستواها ونتائجها في بطولة كأس العالم؟

أولا، مستوى كأس العالم لا علاقة له بمستوى المنافسات القارية، ثانيا، فإن كأس العالم لا يعتمد فقط على الإعداد الفني والتكتيكي والبدني، بل على ثقافة الفوز بالألقاب التي يجب أن تُغرس في اللاعب منذ سنواته الأولى في اللعبة، حيث لا يمكن أن تتولد له خلال شهر أو شهرين.

الألقاب هي تخصص، والمنتخبات العربية عموما اعتادت أن تأتي إلى كأس العالم لتلعب مباراة أو مباراتين للتاريخ، يُخلد فيها الحديث عن مراوغة أو هدف يعيش الجميع على أطلاله، بينما المنتخبات التي تحترف الألقاب تأتي لتلعب بطولة فيها سبع مباريات تديرها بشكل جيد، ما يمكنها من الوصول أو الاقتراب أكثر من منصة التتويج.

برأيك، هل المنتخبات التي ستلعب الدور 16 تأهلت على استحقاق وجدارة؟

بمنطق واقع الملعب هي تستحق التأهل؛ لأنها حصلت على عدد النقاط التي تمنحها ذلك، بالمقابل يمكن القول؛ إن هناك منتخبات أُقصيت كانت تستحق التأهل، لكن الأشياء بنهاياتها.

ففي كرة القدم ليس من يفوز دائما هو من كان الأفضل في المباراة، بل الفوز يبتسم لمن عرف كيف يستغل الفرصة في الوقت المناسب لتحقيق النتيجة الكافية لتأهله، وأيضا من يتفادى الهزيمة عندما تكون تهدد استمراره في البطولة.

بالمحصلة، قانون التنافس الرياضي يفرض دائما إقصاء عدد من المتنافسين واستمرار البعض الآخر، وليس بالضرورة أن يكون البقاء للأقوى بل للأصلح.

ما سر تكرار المفاجآت في هذه البطولة، أيضا لماذا تذبذب مستوى بعض المنتخبات؟

مثل هذه المفاجآت تقع بين الحين والآخر، ولكن غالبا في فترات متباعدة، مثلا المغرب كان مفاجأة مونديال 1986 بالمكسيك، والكاميرون في نسخة 1990 بإيطاليا، ونيجيريا في نسخة 1994 بالولايات المتحدة الأمريكية، والسنغال في 2002 باليابان وكوريا الجنوبية، وهذا جزء فقط من أمثلة كثيرة لمفاجآت حدثت في بطولة كأس العالم عبر تاريخه الممتد منذ 1930 إلى الآن.

وفيما يتعلق بتذبذب مستوى بعض الفرق، فهذا ظهر جليا في حالتي بلجيكا وألمانيا، وإن كان هناك فارق في المستوى، فبلجيكا ربما حان وقت نهاية جيل ذهبي للاعبيها الذين تقدموا في السن وتراجع مستواهم، أما ألمانيا فسوء إدارتها لمباراتها الأولى أمام اليابان أثر على مسارها، رغم أن منتخبها يضم جيلا جيدا من اللاعبين، كان ينقصهم فقط ترجمة الفرص إلى أهداف، ولهذا نرى أنه على الرغم من دخولهم البطولة كمرشحين بالفوز بكأسها، نراهم قد خرجوا خائبين.

ما هي توقعاتك لفرص تخطي المنتخبات المتأهلة لدور 16؟

أعتقد أن باب التكهنات مفتوح على جميع الاحتمالات، صحيح أن أدوار الإقصاء المباشر ستفرض واقعا آخر؛ لأنه عادة يُرجح كفة المنتخبات الأكثر خبرة، غير أن عنصر المفاجأة سيبقى قائما. ولم لا؟ فقد تفرز المنافسة فائزا لأول مرة باللقب العالمي، وربما يكون خارج القوى التقليدية في كرة القدم.

أخيرا من هو المنتخب الذي تتوقع أن ينال كأس العالم؟

منطقيا، فرنسا والبرازيل أبرز المرشحين، لكن إذا حافظت بعض المنتخبات غير المرشحة على حماسها وعزيمتها، ففرصة تحقيق المفاجأة قائمة، ومن دون شك فإنه بداية من الدور الثاني تنطلق بطولة أخرى بمستوى آخر، تلعب فيه الخبرة وحرفية المنتخبات دورا حاسما.

لكن من يدري، فبعض المنتخبات ربما تكون فرضتها سانحة لصنع تاريخ جديد.
التعليقات (0)