رغم العلاقات المتصاعدة بين
الهند ودولة الاحتلال، والتي أخذت أبعادا أمنية وعسكرية واقتصادية متنامية، إلا أن مخاوف ظهرت مؤخرا من
توتر قد يلوح في الأفق، بسبب فيلم سينمائي
إسرائيلي لاقى انتقادا، كونه يقدم رواية عن الصراع في إقليم
كشمير ويعزز الرواية الهندية الرسمية.
أريئيل كهانا المراسل السياسي لصحيفة
إسرائيل اليوم، ذكر أن "المخرج السينمائي الإسرائيلي نداف لابيد هاجم فيلما هندياً يتناول تاريخ الصراع بين الهند وكشمير، ووصفه بأنه فيلم دعائي مبتذل مصمم لتعزيز الرواية الهندية، لكن سفير الاحتلال في دلهي ناؤور غيلون هاجم المخرج الإسرائيلي، محذرا أن ذلك يمكن أن يؤدي إلى أضرار له، أو للعاملين بالسفارة الإسرائيلية في دلهي، بعد أن تسببت انتقاداته بعاصفة وصلت قمة العناوين الرئيسية في الهند، وتسببت تصريحاته بإساءة لعلاقات الجانبين".
اظهار أخبار متعلقة
وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أن فيلم "قضايا كشمير"، يتناول "التوتر التاريخي وسفك الدماء بين الهند وكشمير، والتوتر بين المسلمين والهندوس في الصراع، لكن لابيد اعتبر أن الفيلم دعائي مبتذل مصمم لتعزيز الرواية الهندية حول الصراع، وقد قيلت كلماته على الهواء مباشرة أمام عشرات ملايين المشاهدين الهنود، وأثارت ردود فعل قاسية في الحكومة الهندية، وبين الجمهور والإعلام، مما دفع السفير الإسرائيلي لرفض موقف لابيد، بزعم أنه تحدث بانفعال عن أحداث تاريخية ما زالت تشكل جرحًا مفتوحًا في الهند".
السفير الإسرائيلي خاطب المخرج لابيد، الحائز على جائزة الدب الذهبي في مهرجان كان السينمائي، بقوله، إنك "ستعود إلى إسرائيل، وتعتقد أنك شجاع، أما نحن فسنبقى هنا، وتحتاج لرؤية صندوق رسائلنا البريدية، والعواقب التي قد تترتب على الفريق تحت مسؤوليتي".
غدعون كوتس مراسل الشؤون الخارجية بصحيفة
معاريف، ذكر أن "لابيد الذي شغل منصب رئيس لجنة التحكيم في حفل توزيع الجوائز في مهرجان الهند السينمائي الدولي في جوا، هاجم الفيلم الهندي عن كشمير، واعتبر أنه لا يتناسب مع الإطار التنافسي لمهرجان سينمائي مرموق، مما تسبب بعاصفة عامة في الهند، أما إسرائيل فتخشى الإضرار بالعلاقات مع شبه القارة الهندية، بعد أن بثت كلماته في التلفزيون الرسمي، وحضر في القاعة وزراء ومسؤولون حكوميون".
اظهار أخبار متعلقة
وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أن "المخرج الإسرائيلي اتهم الفيلم الهندي بأنه يصور مسلمي كشمير بأنهم قتلة ومغتصبون، وارتكبوا إبادة جماعية ضد الهندوس، والفيلم يحتوي على إشارات فاشية، واعتبر الكشميريين إما عدوا أجنبيا، أو خونة من الداخل، مع العلم أن الفيلم تم الترويج له شخصيًا من قبل رئيس الوزراء ناريندرا مودي، مما دفع سفير الاحتلال هناك للرد بهدف تخفيف حدة الغضب الهندي".
تجدر الإشارة إلى أن اسم إسرائيل تردد في عدوانات هندية سابقة على إقليم كشمير، حين فجرت الطائرات الهندية قاعدة عسكرية لتنظيم جيش محمد من خلال صواريخ من طراز سبايك التابعة لشركة الصناعات العسكرية الإسرائيلية "رفائيل"، بجانب منظومة سبايدر الإسرائيلية التي تولت حماية الأجواء الهندية من عمليات أمنية باكستانية، كما تردد اسمها في مشاركتها بتصميم النظرية الأمنية الهندية القاسية في صراعها ضد كشمير، حتى أن صحفا هندية معادية لليمين الهندي ألمحت لدور إسرائيلي فيما يحصل من صراع مع جارتها الباكستانية، واتهمتها بانتهاج سياسة تصعيدية في هذا الصراع بين الدولتين النوويتين.