هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تتجه الأنظار نحو العلاقات التركية السورية مجددا، بعد المصافحة غير المتوقعة بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ونظيره المصري عبد الفتاح السيسي في قطر، والدعوة التي وجهها زعيم الحركة القومية دولت بهتشلي لعقد لقاء مماثل مع رئيس النظام السوري بشار الأسد.
ودعا زعيم "الحركة القومية" الحليف الرئيسي لأردوغان، إلى إجراء لقاء بين الرئيس التركي ورئيس النظام السوري بشار الأسد، أسوة بالمصافحة التي جرت مع السيسي في قطر.
وكان قد وصف "المصافحة" بين أردوغان والسيسي في قطر بـ"الخطوة الصحيحة".
وقال بهتشلي إن "اللقاء الذي قام به رئيسنا مع الرئيس المصري السيسي في قطر خطوة صحيحة يجب إعادتها، بل ويجب فتح اتصال مع الرئيس السوري بشار الأسد وتشكيل إرادة مشتركة ضد المنظمات الإرهابية".
وكان أردوغان ذكر الخميس الماضي، أنه "لا توجد خصومة أبدية في السياسة"، في رده على احتمالية لقائه الأسد.
وأشار أردوغان إلى إمكانية إعادة النظر في علاقات بلاده مع الدول التي لديها معها مشاكل، بعد انتخابات حزيران/ يونيو المقبل.
اقرأ أيضا: هل تمهد "المصافحة" بين السيسي وأردوغان لإتمام التطبيع؟
صحيفة "حرييت" في تقرير للكاتبة هاندا فرات، ذكرت أن مصافحة أردوغان للسيسي في قطر لها معان عدة، بعد سنوات من التصريحات القاسية المتبادلة من الجانبين، وتفتح التساؤل حول إمكانية إجراء الخطوة ذاتها مع الأسد.
وذكرت أن أنقرة تتابع دبلوماسية الباب الخلفي مع النظام السوري منذ عام 2019، بخطوة في طريق التطبيع بين البلدين.
وتابعت بأن الخطوات التي تعتمدها أنقرة في إعادة العلاقات، تبدأ أولا بلقاءات بين مخابرات البلدين، وعندما تصل المفاوضات إلى مرحلة معينة تنتقل إلى مستوى وزراء الخارجية، وعندما يتم حل المشاكل وتكون الاتفاقيات على جدول الأعمال تبدأ المباحثات على مستوى رؤساء البلدين.
وكشفت أن المفاوضات بين الجانبين لم تتجاوز اللقاءات بين المخابرات، مشيرة إلى أن الفرق عن عام 2019، أنه في ذلك الوقت كانت روسيا على الطاولة، ولم تتجاوز دمشق الإطار الذي وضعته لها موسكو، ولكن الأخيرة الآن منشغلة بالحرب على أوكرانيا، وقد كسبت اللقاءات بين أنقرة ودمشق على مستوى الاستخبارات زخما كبيرا.
وإذا جرى لقاء بين أردوغان والأسد، فإنه ليس من السهل ضمان سلامة وحدة الأراضي السورية واستقرارها، وتؤكد أنقرة أنه من أجل الاستقرار والسلام الدائمين في سوريا، فإنه يجب على الولايات المتحدة وروسيا وإيران و"إسرائيل" والأردن التدخل بهذا الاتجاه.
وأوضحت أنه ما لم تتدخل هذه الجهات الفاعلة بسوريا، وتسحب قواتها إلى حد ما، فإنه من الصعب على أنقرة ودمشق التوصل إلى حل معا على المدى القصير.
اقرأ أيضا: أردوغان يردّ على سؤال حول إمكانية لقائه مع الأسد
وذكرت مصادر تركية، للصحيفة، أنه من المتوقع أن تنتقل القضايا المطروحة على طاولة المفاوضات الاستخباراتية، إلى مرحلة حل معينة، ولكن إذا جرى في هذه المرحلة اجتماع إقليمي أو دولي تستضيفه روسيا، فإن مصافحة الأسد وأردوغان، كما الحال مع السيسي، سيكون لها "دور مفتاحي" في المفاوضات.
وتكمن ثلاث نقاط حرجة على طاولة المفاوضات بين أنقرة ودمشق، وهي: مصير وحدات حماية الشعب الكردية الفرع السوري لمنظمة العمال الكردستاني، ومستقبل المعارضة السورية في تركيا وكيف يتم دمجها بالنظام، وآلية تنفيذ عودة اللاجئين إلى بلادهم.
وتشير المعلومات في أنقرة، إلى أن المفاوضات بين النظام السوري ووحدات حماية الشعب الكردية فشلت، ويسعى الأسد لحماية وحدة الأراضي السورية وحقول النفط التي يسيطر عليها حزب الاتحاد الديمقراطي.
الكاتب التركي عبد القادر سيلفي، في تقرير على صحيفة "حرييت"، لم يستبعد عقد لقاء بين أردوغان والأسد قبل الانتخابات العامة التركية في حزيران/ يونيو المقبل، برعاية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
ورأى أن أردوغان بدأ عملية حل حتى لا تتحول القضية السورية لـ"غرغرينا"، لا تولد إلا المزيد من التكاليف، وتنشئ دولة إرهابية على الجانب الآخر من الحدود.
وبسبب تأثير الحرب الروسية الأوكرانية، اقترح بوتين إقامة علاقات مباشرة مع النظام السوري من أجل حل المشاكل بين دمشق وأنقرة.
ونوه إلى أن لقاء الأسد يعد جزءا من "الاستراتيجية الكبرى" لأردوغان التي بدأت بتحسين العلاقات مع الإمارات والسعودية ومصر، الدول التي كان لديها علاقة متأزمة لسنوات.
ومن متطلبات "الاستراتيجية الكبرى" أنه يجب القضاء على الأزمات وتصحيح العلاقات، وأهم أداة في هذه الاستراتيجية "دبلوماسية الباب الخلفي" للاستخبارات التركية.
وقال سيلفي، إن أنقرة حققت نتائج إيجابية لهذه الاستراتيجية في العلاقات مع السعودية والإمارات ومصر، وإن الوقت قد حان لإصلاح العلاقات مع سوريا.
وأكد أن أردوغان سيجتمع مع الأسد، لأن الرابط الرابع لـ"الاستراتيجية الكبرى" بعد السعودية والإمارات ومصر، هي سوريا، وتجري محاولة إنضاج لظروف ذلك.
والتقى أردوغان بالرئيس المصري السيسي في افتتاح كأس العالم في قطر، برعاية الأمير تميم بن حمد، وقد يلتقي الرئيس التركي بالأسد في اجتماع خارجي، وفقا لسلفي الذي أشار إلى أن بوتين لديه رغبة بعقد اللقاء بينهما، وقد يعقد قبل انتخابات 2023.