هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشر موقع "أكسيوس" تقريرا لأليانا تريني وهانز نيكولز، قالا فيه إن الرئيس الأمريكي جو بايدن لديه الآن استراتيجية جديدة تجاه السعودية بعد قرار تحالف النفط "أوبك+" خفض معدلات الإنتاج بمليوني برميل في اليوم.
وسبق أن وصف البيت الأبيض القرار بأنه اصطفاف مع روسيا، وتحدّ لسياسة الولايات المتحدة وحلفائها عزل روسيا عقابا لها على غزو أوكرانيا.
وجاء في التقرير أن الرئيس بايدن حاول إقناع السعوديين بضخ مزيد من النفط بكلام معسول، لكنه الآن يحاول إقناعهم بكلام تشتمّ منه رائحة الخردل، وفق تعبيره.
اقرأ أيضا: كيف سيتأثر الاقتصاد الأمريكي بعد قرار "أوبك" خفض الإنتاج؟
وعلق الموقع بأن التحذير الجديد من البيت الأبيض، الذي يدعم تشريعا يستهدف منظمة الدول المنتجة والمصدرة للنفط إلى جانب روسيا (أوبك+)، يعني أن بايدن قد اجتاز "العتبة الرمزية"، وأرسل رسالة واضحة للسعوديين بأنه مستعد للتصعيد.
وبالنسبة لبعض الديمقراطيين، فهو بحاجة لأن يذهب أبعد من ذلك.
وقال النائب الديمقراطي عن كاليفورنيا رو خانا: "على الرئيس بايدن الاتصال بالملك نفسه، وعليه أن يقول له: لديك خمسة أيام للتراجع عن القرار، وإن لم يحصل فإنني سأعمل مع الكونغرس لمنع تزويد سلاح الجو لديك بقطع الغيار".
وأضاف أن على بايدن القول للملك السعودي بأن "الشعب الأمريكي عانى ما يكفي، ولن نقبل تنمر قوة من الدرجة الثالثة ترتكب انتهاكات حقوق الإنسان علينا".
ويفهم ما بين سطور التحذير الأمريكي أن بايدن يواجه الآن تصادما مع كيانين: شركات النفط الكبرى ودول النفط الكبرى، والتي لديها السلطة لحل مشكلته السياسية المحلية العاجلة، وهي زيادة أسعار النفط في محطات الوقود، بحسب التقرير ذاته.
وحمل بايدن بشكل مستمر شركات النفط والغاز مسؤولية ارتفاع الأسعار، وانتهز زيارته إلى مقرات الوكالة الفيدرالية للإدارة الطارئة في الأسبوع الماضي للتحذير: "لا تفعلوا ولا تستخدموا العاصفة (إعصار إيان) لزيادة أسعار البنزين أو التلاعب بالرأي العام الأمريكي".
وحاول المسؤولون الأمريكيون وطوال فترة نهاية الأسبوع لإقناع "أوبك+" بعدم خفض معدلات إنتاج النفط، واصفين القرار بأنه "سيكون كارثة شاملة".
ولم تنجح المحاولات، حيث أعلنت "أوبك+" الأربعاء الماضي عن خفض بمعدلات الإنتاج بمعدل 2 مليون برميل في اليوم، والمقررة للشهر المقبل.
ورد البيت الأبيض على لسان جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي، وبريان ديز، مدير المجلس الاقتصادي القومي في البيت الأبيض. واقترح البيان المشترك أن البيت الأبيض سيلجأ لتشريع مدعوم من الحزبين أو ما يعرف بـ"NOPEC"، ويجعل منظمة أوبك عرضة للعقوبات حالة ثبت تواطؤها في زيادة الأسعار.
وفي الوقت الذي يشك فيه بعض الديمقراطيين بأن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يقف وراء التحرك لكي يضر بحظوظ الديمقراطيين في الانتخابات النصفية الشهر المقبل، إلا أن مسؤولي البيت الأبيض لم يذهبوا إلى هذا الحد.
وزار أهم مستشارين لبايدن السعودية قبل 10 أيام؛ لمناقشة تخفيض الإنتاج المحتمل وأمن الطاقة.
واعتقد المسؤولون أن الزيارة فتحت صفحة جديدة مع السعوديين. وربط المعارض خالد الجبري بين خفض الإنتاج والانتخابات النصفية.
اقرأ أيضا: بايدن ينتقد خفض "أوبك+" لإنتاج النفط.. "لدينا بدائل كثيرة"
ولكن لدى إدارة بايدن أوراق للعبها، وكلها مثيرة للجدل، مثل اتفاقية محتملة مع إيران بشأن ملفها النووي، والتي قد تفتح الباب أمام ملايين براميل النفط إلى الأسواق العالمية.
وأكد البيت الأبيض أن لديه الحق في الإفراج عن مزيد من النفط من الاحتياطي الاستراتيجي، وأبعد من 10 ملايين برميل في تشرين الثاني/ نوفمبر، والذي أعلنت عنه. وقد يدفع ذلك اعتراض الجمهوريين، إلا أن سلطة الرئيس واضحة بهذا الشأن.
وربما تلجأ إدارة بايدن إلى فنزويلا، فقد نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" خبرا حصريا، قالت فيه إن إدارة بايدن تحضر لتخفيف العقوبات عن نظام مادورو، والسماح لشيفرون استئناف نشاطاتها.
واستغل الجمهوريون قرار "أوبك+" لانتقاد بايدن. وقال تيد كروز، السيناتور الجمهوري عن تكساس: "تسبب جو بايدن بالأزمة عبر سياساته التدميرية للطاقة والخارجية، وأشعر بخيبة أمل من السعوديين، وأتمنى لو تصرفوا كحليف في الظروف الحالية، إلا أن هذا خطأ بايدن".