هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
لا يزال الإيرانيون الغاضبون من السلطات إثر مقتل الشابة مهسا أميني بعد اعتقالها على يد "شرطة الأخلاق"، وسط استمرار للاحتجاجات في إيران، والمسيرات الداعمة خارج البلاد.
واستهدفت السلطات عددا من المشاهير
الذين أيدوا الاحتجاجات، وسط تزايد الأصوات المنادية بوقف القمع وعدم استخدام
القوة ضد المحتجين.
وقطعت السلطات الإيرانية الإنترنت عدة
مرات، وأوقفت عمل مواقع التواصل الاجتماعي، في محاولة للسيطرة على الاحتجاجات، وسط
تنديد دولي، ووعود أمريكية بتوفير الإنترنت للمحتجين.
ونزل المحتجون إلى الشوارع في زاهدان،
وأغلق التجار في المدينة محلاتهم، وفي دهقلان أشعل محتجون النار في أحد التماثيل
لرمز من رموز الحرس الثوري، بحسب ما أورد موقع "إيران إنترناشونال"
المعارض.
وارتفع عدد قتلى عناصر الأمن الإيراني
في مدينة زهدان بولاية سيستان - بلوشستان إلى خمسة.
وبحسب وكالة تسنيم الإيرانية شهدت
منطقتي جامو جيم وكشاورز بمدينة زهدان اشتباكات بين الحرس الثوري الإيراني
والمتظاهرين.
وأكدت الوكالة مقتل العسكري "علي
بيك زيفاري" وإصابة 3 آخرين بجروح من فيلق القدس التابع للحرس الثوري.
وفي شيراز أشعل محتجون النار في دراجة
تابعة لقوات الأمن.
وفي العاصمة إيران، تجمع المحتجون في
شارع نادري، وشارع بزركمهر، وشارع جمهوري إسلامي، وتصدت لهم قوات الأمن بالغاز
المسيل للدموع.
وخرجت مسيرات مسائية في شارع "ولي
عصر" في العاصمة، وهتفوا بحسب الموقع "الموت لخامنئي"، وشكلت
مجموعة من النساء سلسلة بشرية هناك، وخلعن حجابهن.
على جانب آخر، دعا المعارض الإيراني ورئيس الوزراء السابق، مير حسين موسوي، القوات المسلحة الإيرانية إلى "الوقوف بجانب الحقيقة والشعب" خلال الاحتجاجات.
وكتب موسوي من مقر إقامته الجبرية: "لا يحق لأحد أن يقف في مواجهة أبناء شعبه كعميل معصوب العينين، وينسى عهده مع شعبه".
اعتقالات وضبط أسلحة
على الجانب الرسمي، أعلنت وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا" عن اعتقال العشرات في البلاد بتهمة التواطؤ مع أعداء الثورة الإيرانية، بينهم أجانب.
وجاء في بيان على الوكالة: "جرى
خلال الأحداث الأخيرة اعتقال 9 أجانب و 77 عنصرا في جماعات مناهضة للثورة و 3 قادة
بهائيين و 92 عنصرا من أنصار الملكية و 28 من الغوغاء والبلطجية و 5 أعضاء من
الجماعات التكفيرية والإرهابية و 49 عنصرا على علاقة بزمرة المنافقين (خلق) الإرهابية".
من جانب آخر، أعلن رئيس النيابة العامة المركزية في محافظة سيستان وبلوشستان، أنه تم ضبط شحنة كبيرة من السلاح والأعتدة العسكرية؛ وذلك قبل تهريبها إلى داخل البلاد.
وأضاف "مهدي شمس آبادي" في
تصريح متلفز، أن إفشال عملية تهريب هذه الشحنة والقبض على المهربين، جرت من خلال
رصد واستشراف استخباري دقيق لتحركاتهم.
وأوضح أنه "تم في إطار هذه
العملية، ضبط 90 قطعة سلاح و60 ألف قطعة من أنواع الأعتدة العسكرية، التي كانت في
حوزة المهربين لغرض إثارة الفوضى والتصعيد داخل البلاد".
ونقل "إيران إنترناشونال" عن شهود عيان أن السلطات
الإيرانية صادرت جواز سفر اللاعب الإيراني الشهير، علي دائي، في مطار طهران بعد
عودته قادما من إسطنبول.
وكان دائي الممنوع من السفر حاليا، قد
أعلن دعمه للاحتجاجات الشهر الماضي.
وأفادت وسائل إعلام باعتقال المغني شروين
حاجي بور بعد أن غنى مؤيدا للاحتجاجات، وعدد من الرياضيين.
وقام عدد من المشاهير بتغيير صورهم الشخصية عبر "إنستغرام" إلى السواد القاتم، بينهم الهداف مهدي طارمي، وزميلاه في المنتخب الإيراني حاليا مرتضى بور علي ورضا غوتشان نجاد.
تظاهرات في الخارج
وتظاهر عشرات الآلاف السبت في مونتريال
ومدن كندية أخرى تضامنا مع الاحتجاجات التي تشهدها إيران منذ وفاة الشابة مهسا
أميني.
وشارك عشرات الآلاف في مسيرات التضامن
في مدن كندية عدة، بينها فانكوفر وتورنتو والعاصمة أوتاوا.
في تورنتو، عرضت قناة "سي بي سي"
لقطات لمتظاهرين يرتدون قمصانًا كتب عليها "العدالة لمهسا أميني" ملوحين
بأعلام إيران.
في مونتريال، أقدمت عدد كبير من النساء
على قص شعرهن. ورفع حشد من أكثر من 10 آلاف شخص لافتات كتب عليها
"العدالة" و"لا للجمهورية الإسلامية".
وقالت مغتربة تبلغ 30 عاما لم تذكر سوى
اسمها، سين، لوكالة فرانس برس، بعد أن قصت شعرها: "هذا من أجل النساء
الإيرانيات اللواتي يناضلن من أجل حريتهن، من أجل حياتهن في إيران".
ودعا كثير من الأشخاص الذين انضموا
للحشد، إلى تغيير النظام في طهران وإلى تشديد للعقوبات على إيران من جانب كندا.
وفي وسط برلين، تجمّع قرابة الألف شخص
تحت شعار "نساء، حياة، حرية". ورفع المتظاهرون، ومعظمهم من الإيرانيين،
لافتات كتب عليها "كونوا صوتنا"، و"أزيلوا أنينكم عن جسدي".
في بروكسل، تجمّع أكثر من ألفي شخص
فيما عمدت إيرانيتان إلى حلق شعرهما تعبيرا عن احتجاجهما.
ونظّمت تظاهرات أيضا في روما ومدريد
وأثينا وبوخارست ولندن ولشبونة ووارسو وطوكيو، للمطالبة بإحقاق
"العدالة" من أجل مهسا أميني والتنديد بـ"الدكتاتورية" في
إيران.