هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تظهر المعطيات الإسرائيلية أن جنود الاحتلال ليسوا في جاهزية كاملة تجعلهم مستعدين لخوض المعارك على جبهات غزة أو الضفة الغربية وحتى في لبنان وسوريا وربما ضد إيران، لا سيما في جانبها البري الميداني.
آخر هذه المعطيات تمثل في بحث إسرائيلي نشر حول ما تسمى "اضطرابات ما بعد الصدمة للجنود الإسرائيليين، وجاء فيه أن المتغير الرئيسي السلبي المؤثر على أداء الجنود هو تعرضهم لأحداث الحرب، ورغم وجود فرق بين الجنود الذين خدموا في الوحدات القتالية، وقدامى المحاربين في الوحدات غير القتالية، فقد كان الفارق بارزا بين أولئك الذين تعرضوا لأحداث الحرب أثناء خدمتهم العسكرية، ومن لم يتعرضوا لها".
عامي روحكس دومبا الكاتب في مجلة "يسرائيل ديفينس" استعرض جوانب من الدراسة في تقرير ترجمته "عربي21" جاء فيه أن "الدراسة أجراها باحثون من معهد ماتيف-المركز الإسرائيلي للصدمات النفسية، برئاسة آنا هاروود غروس مديرة وحدة الأبحاث في المعهد، ورئيسه التنفيذي داني بروم، وتبين أن الجنود غير المقاتلين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) بعد الأحداث التي حدثت أثناء خدمتهم العسكرية بطريقة مماثلة للجنود المقاتلين".
وأضاف أن "الدراسة التي فحصت الفروق في الأعراض بين الجنود المقاتلين والجنود الذين خدموا في الخطوط الأمامية، أظهرت أن الفرق بين الجنود الذين تعرضوا لأحداث الحرب، ومن لم يتعرضوا لها، بغض النظر عن المهمة التي شغلوها، تبين في انتشار اضطراب ما بعد الصدمة، ومن أعراضه الجسدية الضعف والغثيان، وميل إلى العنف الجسدي تجاه الآخرين، في حين أنهم لم يكونوا كذلك قبل تجنيدهم في الجيش، والإرهاق الذهني الكبير، بسبب تعرضهم لقصص صعبة لا تطاق، والنتيجة أنهم تعرضوا لضرر معنوي، يدفعهم لارتكاب أفعال لا تتماشى مع نظام القيم الشخصية للفرد".
اقرأ أيضا: قلق إسرائيلي من "قفزة" في عدد حالات الانتحار بين الجنود
وأكد أنه "رغم أن الجيش يوفر العلاج لكل جندي يعاني من أعراض ما بعد الصدمة، لكن هناك حواجز تمنع الجنود من التقدم لطلب العلاج، وهو شعورهم بوصمة العار، بجانب العقبات البيروقراطية التي تجعل الأمر أكثر صعوبة".
يتزامن هذا البحث مع معطيات قدمها خبراء نفسيون حول تأثير المقاومة على المجتمع الإسرائيلي، تحت عنوان "حياة تحت الصدمة"، وأظهرت أن نسبة كبيرة من الإسرائيليين يعانون من اضطرابات ناجمة عن صدمة نفسية بسبب الأوضاع الأمنية، وأنهم يشعرون بأنهم "كئيبون بما فيه الكفاية" بسبب الوضع الأمني، وبين حين وآخر يسترجعون الأحداث الرهيبة للعمليات الفدائية أثناء يقظتهم أو في كوابيس الليل، فيما يشعر آخرون بالنفور والعزلة، وأبدى آخرون رغبتهم بالهجرة خارج إسرائيل، كما وصلت نسبة من الأزمات النفسية إلى الجنود، الذين حصل بعضهم على إعفاء من الخدمة العسكرية لأسباب نفسية.
وأكدت الجمعيات الإسرائيلية الخاصة بتقديم الاستشارات النفسية أن الأوضاع الأمنية السيئة، وتزايد العمليات الفدائية رفعت عدد الإسرائيليين المتوجهين لطلب الاستشارات النفسية، وزيادة حالات الاكتئاب، وارتفاع تناول المهدئات، وطرأ ارتفاع كبير على نسبة المتوجهين إلى مراكز الصحة النفسية.