هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أثارت التهديدات والتحذيرات التي
أطلقتها الخارجية الأمريكية لأطراف الصراع في ليبيا بعدم التصعيد العسكري وسرعة
إنجاز الانتخابات أسئلة حول مدى جدية الخطوة وقدرتها على ردع المتصارعين من
الحكومتين.
ودعت الخارجية الأمريكية في بيان عاجل
إلى وقف التصعيد من جميع الأطراف الليبية فورا، وعلى من يخاطرون بالانجرار إلى
العنف في ليبيا، إلقاء أسلحتهم، مشددة على ضرورة إعادة الالتزام دون تأخير
بتحديد أساس دستوري للانتخابات.
كما أكدت خارجية واشنطن أن "عدم
الاستقرار المستمر في ليبيا يذكّر بالحاجة لتعيين مبعوث أممي لاستئناف جهود
الوساطة"، وفق البيان.
"تحذير أممي"
وفي السياق ذاته، طالبت بعثة الأمم
المتحدة للدعم في ليبيا بوقف التصعيد على الفور بين الأطراف المتناحرة في العاصمة
طرابلس، مؤكدة أن "استخدام القوة من جانب أي طرف أمر غير مقبول ولن يؤدي إلى أي
نتيجة من شأنها ضمان اعتراف المجتمع الدولي"، وفق بيان وصل "عربي21"
نسخة رسمية منه.
وجاءت هذه التحذيرات وسط تحشيد للقوات
العسكرية في غرب البلاد وتهديدات من قبل مؤيدي الحكومتين "الدبيبة،
باشاغا" باللجوء إلى القوة لتسوية الشرعية في ليبيا.
والسؤال: هل تردع التحذيرات الأمريكية
والأممية طرفي الصراع في ليبيا؟ أم هي مجرد تبرئة لساحتها وفقط؟
"غير واضحة أو محددة"
من جهته، قال وزير التخطيط الليبي
السابق، عيسى التويجر إن "الولايات المتحدة الأمريكية لم تعد قطبا وحيدا في
هذا العالم كما أنه من الواضح أنه لم يعد هناك حد أدنى من التوافق الحقيقي بين
أعضاء مجلس الأمن، ولعل صدور حكم ضد حفتر في أمريكا دليل على ذلك".
وأوضح في تصريحات لـ"عربي21"
أن "موقف واشنطن من حكومة باشاغا لن يشجع الأخير ومؤيديه على الالتزام بهذه
التحذيرات الأمريكية والأممية إلا إذا كانت محددة وواضحة وصريحة بأنها ستضرب أي
قوة تنتهك هذه التحذيرات"، وفق تقديره.
وتابع: "الحقيقة ما يمنع باشاغا
من دخول العاصمة أو شن حرب هو البعد المحلي والخوف من الفشل كون كثيرين يفسرون
دخوله طرابلس بأنه دخول لحفتر وليس لحكومته، وبالتالي سيواجه بقوة كما حدث مع قوات
حفتر في 2019"، كما قال.
"روتين دولي"
في حين رأت الأكاديمية الليبية، فيروز
النعاس أن "الشعب الليبي تعود على مثل هذه الدعوات والرسائل كلما لاح في
الأفق تأزم في الوضع السياسي والعسكري، كما تعود على هذه الرسائل والتحذيرات أيضا
المتنفذون والمسيطرون على المشهد لدرجة أصبحت مألوفة لدى الجميع ومجرد روتين يتبعه
المجتمع الدولي ولا يتوقع منه أي موقف حقيقي وحاسم".
وأشارت في تصريح لـ"عربي21"
إلى أنه "لا يوجد في ليبيا من يأخذ مثل هذه التحذيرات بمأخذ الجد خاصةً فيما
يتعلق بإنجاز الانتخابات ووقف التصعيد وسيظل يحاول كل من يلوح باستخدام القوة في
محاولاته إلى أن يحدث موقف حقيقي وجدي ينعكس فيه جدية هذه التهديدات سواء الأممية
أو الأمريكية"، كما رأت.
"خطوات جادة"
في حين قالت عضو لجنة التواصل بهيئة
الدستور في ليبيا، نادية عمران إن "هذه التحذيرات تصب في إطار الحرص على عدم
اندلاع الحرب وهي رسائل موجهة لأطراف أخرى متنفذة في ليبيا تفيد بأن أمريكا لا
ترغب في زيادة تأزم الوضع في ليبيا وأنها لا تسعى للدخول في حرب على
أراضيها".
وتابعت: "لكن في ذات الوقت حث
واشنطن والأمم المتحدة الأطراف المحلية لإنجاز أدوات سابقة هو تكرار لتحذيرات
سابقة وهي تصب في ذات الاتجاه الذي ينبه بضرورة عدم جر البلاد للاحتراب وهي جادة
في ذلك لكنها لا تملك إرغام الأطراف المحلية على إنجاز أدوات الانتخابات وهي تدرك
جيدا صعوبة ذلك وسط الانقسام السياسي وعدم السيطرة على الأرض من قبل طرف
واحد"، كما صرحت لـ"عربي21".