هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أثارت التهديدات التي أطلقها آمر غرفة العمليات المشتركة بالمنطقة الغربية في ليبيا اللواء، أسامة جويلي ضد رئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبدالحميد الدبيبة بعض الأسئلة عن مدى قدرة الأول على الصدام مع الأخير، وتمكين حكومة البرلمان برئاسة فتحي باشاغا من دخول العاصمة "طرابلس".
وقال جويلي، في تصريحات لقناة "ليبيا الأحرار"، إن "منع الحكومة المكلفة من البرلمان دخول طرابلس وتسلم مهامها ينسف مبدأ التداول السلمي على السلطة" وأنّ حكومة الدبيبة "المنتهية الولاية هي من تتحمل وقوع صدامات في العاصمة لرفضها تسليم السلطة".
خيار الحرب
وأكد القيادي العسكري الذي ترأس الاستخبارات العسكرية في حكومة الدبيبة قبل إقالته مؤخرا أن "قواته قد تلجأ لاستخدام القوة في حال استخدامها من قبل أطراف أخرى، مشيرا إلى أن خيار الحرب وارد بقوة مع استمرار تعنت الدبيبة".
لكنه أشار إلى أن "اجتماعا ضم القيادات الأمنية والعسكرية بالمنطقة الغربية لمناقشة منع الصدام المسلح في العاصمة والوصول إلى توافق حول تسلم باشاغا لمهامه داخل طرابلس، موضحا أن جزء ممن يعترضون على باشاغا لديهم منافع ومصالح شخصية والبعض الآخر لديه مخاوف ودوافع حقيقية"، وفق حديث تلفزيوني.
وتواصلت "عربي21" مع المكتب الإعلامي لرئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبدالحميد الدبيبة للتعليق والرد على تصريحات جويلي، لكن المكتب رفض التعليق.
وتطرح هذه التهديدات المتكررة تساؤلات حولمدى جدية جويلي وقدرته على تمكين باشاغا وحكومته من طرابلس.
تهديدات حقيقية
من جهته، قال الضابط الليبي العقيد سعيد الفارسي إن "تصريحات اللواء جويلي هي بمثابة تهديدات حقيقية وحاولات لفرض حكومة باشاغا بالقوة وتمكينها من دخول العاصمة، وهذا قد يحدث لكن لن تستطيع هذه القوات المؤيدة لباشاغا من السيطرة على كامل طرابلس".
وأوضح الفارسي في تصريح لـ"عربي21" أن "هذه التحركات المتسارعة والمتكررة جاءت كون باشاغا ومعه حفتر أصبحا في صراع مع الوقت خوفا من مسار سياسي آخر يكون بمثابة تشكيل حكومة ثالثه بالاتفاق مع عقيلة صالح والمشري وبدعم من دولة تركيا، لذا ليس له إلا الحرب للسيطرة وهذا هو الخيار الوحيد له".
اقرأ أيضا: ماذا يترتب على إدانه محكمة أمريكية لحفتر بارتكاب جرائم حرب؟
قتال غير مستبعد.. لكن
وفي السياق، قال الناشط السياسي الليبي حمزة تركية، في تصريح خاص لـ "عربي21"، إن "هناك بوادر تشير إلى أن اندلاع قتال مسلح في العاصمة طرابلس، بات أمرا غير مستبعدا".
وأوضح تركية أن "اللواء الجويلي قد يخوض معركة لتمكين حكومة باشاغا في طرابلس، خلال الأيام المقبلة، لكنه لا يحظى بدعم واسع من قوات مدينة الزنتان مسقط رأسه".
وتابع لـ"عربي21" بأن "اجتماعا لقادة المنطقة الغربية عقده قادة التشكيلات المسلحة بالغرب الليبي والمنضوية تحت شرعية حكومة الوحدة الوطنية قد خلص إلى اتفاق للتهدئة ومد جسور التواصل والحوار مع الأطراف المطالبة بتسليم حكومة الدبيبة السلطة لباشاغا".
وقال الناشط الليبي إن "رؤية القادة المجتمعون لحل هذا الخلاف تتلخص في ضرورة الاتفاق على مغادرة كل الأجسام الموجودة حالياً في المشهد السياسي إما بالتوجه إلى الانتخابات بأسرع وقت ممكن أو تشكيل حكومة جديدة غير جدلية ولا خلاف على من فيها من أسماء مهمتها الأولى والأساسية قيادة البلاد إلى انتخابات رئاسية وبرلمانية شفافة".
قوة جويلي وسيطرته
في حين أكد الباحث والأكاديمي الليبي، عماد الهصك، أن "جويلي رجل عسكري وتصريحاته عن إمكانية استخدام القوة لتمكين حكومة باشاغا يجب أن تؤخذ بجدية، وهو شخصية مسؤولة ويقدر تصريحاته بقدرها، وهو يملك من القوة العسكرية على الأرض ما تمكنه من إنقاذ هذه التصريحات".
وأضاف في تصريحه لـ"عربي21": "لا يعني الأمر بالضرورة أن يحسم جويلي المعركة -إن أقدم عليها- في أيام معدودة ولكنه قادر على خوض غمارها، وتحقيق مكاسب عسكرية منظورة، لا سيما أن القوة التي يعول عليها الدبيبة هشة وبدأت تنفض من حوله، كذلك الضوء الأخضر الدولي، وتخلي حلفاء الدبيبة عنه خاصة الحليف التركي".
وتابع: "مما سبق، فإن احتمال الحرب إذن مطروح بقوة، والعاصمة على شفير معركة لكسر العظم بين الفريقين، إلا إذا وقف المجتمع الدولي بكل قوته لمنعها، واقترح تسوية يرتضيها الفريقان، وأعتقد أن باشاغا يملك من الأنصار والحلفاء ما يجعله قادرا على بسط نفوذه على العاصمة، ولكن قد تكون ضريبة ذلك باهظة وهذا السبب هو ما يؤخر المعركة إلى الآن".