هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أكدت نقابة الصحفيين التونسيين، تسجيل انتهاكات وتضييقات عدة من منتسبي القطاع الإعلامي خلال تغطيتهم عملية الاستفتاء على الدستور الجديد للبلاد، التي جرت الاثنين الماضي، فيما عبر "أبناء السلطة الرابعة" لـ"عربي21"عن مخاوفهم من "العودة لمربع القمع".
وقالت النقابة؛ إنها تلقت تشكّيات عدة من منظوريها كما أشارت إلى منع السلطات العديد من الصحفيين من توثيق عملهم داخل مراكز ومكاتب الاقتراع.
وعبرت النقابة وعدد من الصحفيين التونسيين والأجانب في تصريحات خاصة لـ" عربي 21"، عن مخاوفهم من التضييق على حرية الإعلام بعد سنوات من "معركة كسب الحرية والكلمة الحرة".
كما استنكر عدد كبير من الصحفيين "التعامل السلبي" من قبل السلطة معهم، خاصة في ما يتعلق بطريقة الوصول إلى المعلومة.
ومن جانبها، قالت منسقة وحدة رصد الاعتداءات على الصحفيين بالنقابة، الصحفية خولة شبح، في تصريح خاص لـ"عربي 21"؛ إن الوحدة "سجلت عديد الإشكاليات خلال يوم تغطية الاستفتاء، على غرار عدم حصول صحفيين على بطاقات الاعتماد، ومن ثم منعهم من التصوير".
كما أكدت شبح "منع عدد من رؤساء مكاتب الاقتراع الصحفيين من التصوير، رغم استظهارهم ببطاقات الاعتماد"، مضيفة أن هذه الحالات "سجلت في عديد المحافظات منها: بنزرت، تونس العاصمة، منوبة، قفصة.. وغيرها"، على حد تعبيرها.
وأشارت الصحفية التونسية إلى ما اعتبرته "حجبا للمعلومة من قبل الهيئات الفرعية لساعات طويلة، مع تسجيل حالات افتكاك لمعدات ومحاولات لمسح المواد لصحفيين بينهم أجانب".
مخاوف حقيقية
وحول المخاوف من العودة بالإعلام إلى مربع القمع، قالت شبح: "من الصعب أن تعود تونس إلى مربع القمع؛ لأن ثقافة حقوق الإنسان والحرية موجودة".
وتابعت: "صحيح لا توجد ضمانات كافية وهو يقلقنا جدا، خاصة الضمانات القانونية والدستورية، ونأمل أن نخوض بعد الاستفتاء معركة جديدة في اتجاه ضمان حرية الصحافة".
من جهته، أكد الصحفي التونسي ومراسل وكالة الأناضول بتونس، علاء حمودي، في تصريح لـ"عربي 21"، وجود "مخاوف لدى الصحفيين بعد سنوات من حرية في التعبير".
وقال حمودي: "مررنا في المدة الأخيرة بسياسة البيانات.. لم تكن هناك تصريحات من المسؤولين في الدولة كما جرت العادة، وهو ما يعد إشكالا كبيرا".
كما طالب الصحفي التونسي بـ"فتح أبواب المعلومة أمام الإعلام، خاصة من قبل رئاسة الدولة".
اقرأ أيضا: متحدثة أوروبية لـ"عربي21": تونس لم تطلب منا مراقبة الاستفتاء
وفي السياق، رأى مدير مكتب الجزيرة بتونس، لطفي حجي، أن "واقع الإعلام في تونس ينذر بمخاوف حقيقة، بالنظر إلى ما حصل ما بعد الإجراءات الاسثنائية منذ 25 تموز/يوليو 2021".
وقال حجي: "لاحظنا اعتداءات على الصحفيين، وغلق لمكاتب، من بينهم مكتب الجزيرة بتونس (منذ سنة)".
ودعا الصحفي التونسي السلطات لتوضيح "علاقتها بالصحفيين والالتزام بالمواثيق وإظهار حسن النوايا".
إلى ذلك، عبر عدد الصحفيين العرب الذين واكبوا عملية الاستفتاء لـ"عربي21" عن امتعاضهم من غياب المعلومة في المركز الإعلامي المخصص للتغطية، فيما اعتبر آخرون أن المخاوف على حرية الصحافة مستمرة، داعين التونسيين للحوار من أجل مستقبل البلاد.
وفي أيار/مايو الماضي، أعلنت شبكة "مراسلون بلا حدود" الدولية، في تقرير لها، تراجع تونس في التصنيف العالمي لحرية الصحافة، لتحتل المركز 94 للسنة الحالية، بعد أن كانت في المرتبة 73 سنة 2021، بمعدل تراجع بلغ 21 نقطة.