هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أعلنت
أحزاب مصرية معارضة رفضها القاطع لإقامة أي تحالف مع دولة الاحتلال الإسرائيلي.
جاء
ذلك في اجتماع نادر في مقر حزب الكرامة بالقاهرة، السبت، تحت عنوان "مؤتمر اللجنة
الوطنية لنصرة فلسطين، لرفض سياسة التحالفات العسكرية والتطبيع مع العدو الصهيوني".
وقال
رئيس الحزب العربي الديمقراطي الناصري، محمد النمر: "إن التطبيع ليس ورقة يوقع
عليها أي شخص، التطبيع مع الكيان الصهيوني هو الفساد"، مشيرا إلى أن "فلسطين
تحتاج أمة عربية قوية".
فيما
قلل الأمين العام لحزب الكرامة محمد بيومي من شأن الحديث عن تلك التحالفات "التي
لا تنتمي للواقع"، مؤكدا أنه غير قلق من الحديث عن مثل تلك التحالفات التي تم
إسقاطها قبل إنشائها.
وأوضح
أن "الرهان على الشعوب العربية وليس الأنظمة، وأن الحركة الوطنية المصرية تستطيع
أن تسقط أي تحالفات مشبوهة لا تعبر إلا عن من صنعوها".
بدورها، أكدت الناشطة السياسية وعضو الحزب الاشتراكي المصري، كريمة الحفناوي، أن الشعوب العربية
"قادرة على إفشال كل الأحلاف المشبوهة"، وقالت: "لا للتطبيع، ولا أي
أحلاف تتم مع الصهيونية، وبنرددها جيل ورا جيل بنعاديكي يا إسرائيل".
رفض
الأحزاب المعارضة
وقبل
أيام، أعلنت "الحركة المدنية الديمقراطية المصرية" رفضها القاطع والنهائي
للمشاركة في أي مشروعات للدفاع الجماعي العربي تحت القيادة الأمريكية وبمشاركة الكيان
الصهيوني، وذلك أياً كانت مُسمياتها أو ذرائع ترويجها.
واعتبر
البيان أن تخلي أطراف عربية عن مبدأ الدفاع الجماعي العربي، واستبدال تحالفات عسكرية
مع الكيان الصهيوني تحت رعاية أمريكية، "لا يضمن الأمن لهذه الأطراف العربية بقدر
ما يُحقق مصالح ضخمة للكيان الصهيوني تجعله في مركز القيادة الاستراتيجية المُنفردة،
والمُهيمنة، للمنطقة، سواء بالأصالة عن نفسه أو بالوكالة عن القوة العظمى الأمريكية".
وفيما
يتعلق بالخلاف العربي الإيراني وطريقة معالجته، شدد البيان على أن الحركة "على
يقين من وجود فرص كثيرة للتفاهم العربي الإيراني علي كل الأصعدة وفي كل الجبهات، بعيداً
عن المطامح الإيرانية والأطماع الصهيونية والأولويات الأمريكية"، داعية الدول
المعنية إلى "استكشاف تلك الفرص وإحياء سياسات الصداقة وحُسن الجوار".
"العدو
إسرائيل وليس إيران"
أكد
السياسي المصري والمتحدث باسم الجبهة الوطنية للتغيير سابقا، سمير عليش، أنه
"لا يمكن التحالف مع إسرائيل بأي حال من الأحوال مهما حاولوا تجميل صورة هذا التحالف؛
لأن الخلاف مع هذا الكيان هو خلاف وجودي وليس خلافا سياسيا، فهي دولة احتلال ومطامعها
من النيل للفرات".
ووصف
في تصريحات لـ"عربي21" دولة الاحتلال بأنها "صهيونية عالمية معتدية
على فلسطين وعلى حقوق الفلسطينيين، ولا يمكن نجاح أي مشروع عسكري معها، ونرفض كما يرفض
الشعب المصري والشعوب العربية التطبيع مع دولة الاحتلال".
وإذا
ما كان هذا الرفض نابعا من قناعات أفكار ومبادئ الأحزاب المشاركة في الحركة المدنية
أو لأن التحالف مع دولة الاحتلال يضر بالأمن القومي المصري، أكد عليش أن "التحالف
بالأساس، رغم أنه لا يتوافق مع قناعاتنا ومبادئنا، إلا أنه يضر بالأمن القومي المصري،
وجود إسرائيل المعادية في حد ذاته يضر بالأمن القومي المصري والعربي".
ورأى
السياسي المصري أن "مصر غير مضطرة للدخول في أي أحلاف عسكرية بمشاركة الكيان الصهيوني
ضد إيران، لأن مصر ليست في عداء معها، بل بالعكس لطالما كانت هناك مشروعات مشتركة بين
البلدين اقتصادية وتجارية، والحلول الدبلوماسية كفيلة بتبريد أي أجواء متوترة مع دول
الخليج، ولا أظن أنهم قادرون على تحمل أي أزمة عسكرية بين إسرائيل وإيران ويكونون هم
طرفا فيها".
اجتماع
النقب
وكانت
تقارير إعلامية قد ذكرت في أعقاب القمة الوزارية التي احتضنتها دولة الاحتلال في صحراء
النقب نهاية آذار/ مارس الماضي، أن وزراء خارجية أمريكا ومصر والمغرب والإمارات والبحرين
وإسرائيل اتفقوا على تشكيل تحالف مشترك لمواجهة التحديات في المنطقة، في إشارة إلى
إيران، إلا أن القاهرة أكدت لاحقا أن مشاركتها في الاجتماع لم يكن لإنشاء أي تحالف
أو ضد أي طرف.
ومع
زيادة وتيرة التطبيع العربي الإسرائيلي خلال فترة حكم الرئيس الأمريكي السابق دونالد
ترامب، والحديث عن ما يسمى صفقة القرن، تجدد الحديث عن تشكيل تحالف عربي إسرائيلي بدعم
من الولايات المتحدة الأمريكية، لكنها قوبلت بشيء من الفتور الرسمي والتشكك وسط رفض
شعبي واسع في الشارع العربي لمثل هذا النوع من التحالفات.
رفض رسمي وسياسي وشعبي
استبعد
الأمين العام المساعد بحزب المحافظين المشاركة في الحركة المدنية الديمقراطية، مجدي
حمدان، أن تنخرط مصر في أي تحالف مع عسكري يضم إسرائيل، وقال لـ"عربي21":
"الإدارة المصرية ضد أي تحالفات من هذا القبيل، وكان هناك تصريح واضح من وزارة
الخارجية في هذا الصدد".
وأشاد
عضو الهيئة العليا لحزب المحافظين، في تصريحات لـ"عربي21"، بالموقف الشعبي
المصري "الرافض لأي تطبيع رغم أن اتفاقية كامب ديفيد (اتفاقية السلام بين مصر
ودولة الاحتلال) تنص على التطبيع في المجالات كافة"، مشيرا إلى أن "الحراك
السياسي في مصر ضد أي تحالف عسكري مع إسرائيل يؤكد أن الضمير المصري يقظ، ولم ينس في
يوم من الأيام أن القضية الفلسطينية هي قضية قومية وتاريخية، ومصر على رأس الدول التي
تؤيد وتدعم فلسطين وحقوق الفلسطينيين".
وفيما
يثار من قبل الإعلام والنظام العبري، أكد حمدان "أن إيران هي العدو الأول والحقيقي
في المنطقة هو محض كذب، وحتى دول الخليج لا تخاطبها بالعدو، بل بكلمة الجار، ويجب عدم
تبني المصطلح الإسرائيلي، لأن قوة إيران هي هاجس لإسرائيل، وتحاول خلق فزاعة كبرى في
المنطقة من أجل الترويج لنظريتهم، وخلق حالة من التوتر مستمرة لخدمة أهدافها".
يشار
إلى أنه شارك في المؤتمر حزب الكرامة، والحزب العربي الديمقراطي الناصري، وحزب التحالف
الشعبي الاشتراكي، والحزب الاشتراكي المصري، والحزب المصري الاجتماعي، وحزب العيش والحرية،
وحزب الدستور، وحزب الوفاق، والحزب الشيوعي المصري، وحزب المحافظين، والحملة الشعبية
المصرية لمقاطعة إسرائيل (BDS Egypt )، وجبهة نساء مصر،
ومصريات مع التغيير، والحركة الشعبية المصرية ضد الصهيونية.