قال موقع
جيوبوليتكال
فيتشرز، إن فكرة تأسيس
تحالف عسكري شرق أوسطي، مشابه لحلف
الناتو، لن يكتب لها النجاح، للعديد من الأسباب
والشواهد التاريخية.
وأشار
الموقع إلى أنه في مارس/آذار الماضي، استضافت شرم الشيخ ضباطا عسكريين من الولايات
المتحدة وإسرائيل والأردن ومصر والإمارات؛ لتقييم تهديد الصواريخ الباليستية
والطائرات بدون طيار الإيرانية.
ولفت إلى أن العداء العميق وعدم الثقة والخلاف حول تصور التهديدات
الخارجية يحول دون أي شكل من أشكال التعاون ناهيك عن إبرام اتفاق عسكري.
واستذكر أنه في عام 1973، خاضت مصر وسوريا حربا ضد إسرائيل دون صياغة
استراتيجية مشتركة للحرب.
وأراد
الرئيس المصري أنور السادات، آنذاك، صراعا محدودا لإقناع الولايات المتحدة بتنفيذ
قرار للأمم المتحدة يدعو إسرائيل إلى الانسحاب من الأراضي المحتلة عام 1967. وفي
المقابل، اعتقد الرئيس السوري حافظ الأسد أنه يستطيع استعادة مرتفعات الجولان.
ونتيجة الأهداف المختلفة والافتقار إلى التنسيق، تمكنت إسرائيل من التقدم حتى بات
يفصلها عن دمشق 40 كيلومترا فقط.
وقال
الموقع إنه خوفا من الهيمنة الإيرانية والعراقية، سعى مجلس التعاون
الخليجي إلى
إنشاء قوة عسكرية للدفاع عن الدول الأعضاد في المجلس ضد المنتصر في الحرب
الإيرانية العراقية. وفي عام 1984، شكلوا قوة درع الجزيرة المتمركزة بالقرب من
الحدود السعودية العراقية. ومع ذلك، فإن الخلافات الداخلية، خاصة حول نشر القوات،
جعلت هذه القوات لم تتجاوز أبدا الـ4000 جندي، وفشلت في منع العراق من غزو الكويت عام
1990.
وفي
ديسمبر/كانون الأول 2013، أعلن أعضاء مجلس التعاون الخليجي عن إنشاء قيادة عسكرية
موحدة تشرف على 100 ألف جندي نصفهم من السعودية. وبعد ثلاثة أشهر، استدعت السعودية
والإمارات والبحرين سفراءها من قطر؛ للاحتجاج على سياستها الخارجية، ما أدى إلى
إلغاء مقترح القيادة العسكرية الموحدة.
وفي
عام 2015، أطلقت السعودية والإمارات عملية “عاصفة الحزم” ضد المتمردين الحوثيين في
اليمن. وعرضت 7 دول عربية المشاركة في المجهود الحربي، لكنها سرعان ما سحبت
مشاركتها. وفي عام 2019، انسحبت الإمارات أيضا من الحرب، واختارت الاعتماد على
الجهات المحلية التابعة لها لتحقيق أهدافها. وواصلت السعودية الحرب بمفردها،
معتمدة على قوات الجيش اليمني والمرتزقة الأفارقة وقوتها الجوية.
وفي
عام 2016، دعت السعودية 20 دولة إسلامية للمشاركة في تدريب عسكري أطلق عليه اسم رعد
الشمال بالقرب من الحدود الكويتية، على بعد أقل من 400 كيلومتر من مدينة عبدان
الإيرانية. واستمرت التدريبات الرمزية لمدة شهر تقريبا، وشملت دولا لا علاقة لها
بسياسات
الشرق الأوسط، مثل ماليزيا والسنغال وجزر المالديف وموريشيوس. وبعد عام
واحد، أصبحت قطر هدفا لحصار استمر 3 سنوات من قبل السعودية والإمارات ومصر والبحرين.
وشدد
الموقع على أن أحد معوقات التعاون بالنسبة للدول العربية هو الموقف من إيران.
وتدرك دول مجلس التعاون الخليجي والأردن أن بإمكان طهران زعزعة استقرار أنظمتها
بالرغم من أنها أبدت استعدادا للتعاون مع أنظمة معينة بغض النظر عن توجهاتها
الأيديولوجية. وفي مواجهة هذا الواقع، حافظت بعض دول المنطقة، بما في ذلك عمان
وقطر والكويت والإمارات، على درجات متفاوتة من الشراكة مع إيران.
وفي
كل مرة تقترب الإمارات من إسرائيل، وترسل مسؤولا رفيع المستوى إلى طهران لطمأنة
القيادة الإيرانية بأنها لن تسمح للقوى الأجنبية بشن هجمات على إيران من أراضيها.
ولطالما دعا حاكم دبي إلى تخفيف العقوبات على طهران. وفي الوقت نفسه، فإن مصر ودول
شمال أفريقيا، التي تتباهى بامتلاكها أقوى جيوش عربية، لا تنظر إلى إيران كعدو،
ومن غير المرجح أن تنضم إلى تحالف يعتبرها تهديدا.
ومع
ذلك، فإن هناك دولا أخرى تعتبر إيران تهديدا أمنيا كبيرا. ويفسر ذلك سبب اعتبار
الأردن للوجود العسكري الروسي في سوريا قوة استقرار "ضد كل من الحركات الراديكالية
ووكلاء إيران بالقرب من حدودها الشمالية"، لكن حرب أوكرانيا تسببت في انسحاب
القوات الروسية من جنوب غرب سوريا واستخلافها بالمليشيات الموالية لإيران. ومع
ذلك، يتجنب الأردن انتقاد إيران بشكل علني، ويلقي ذلك بظلال من الشك على دعمه
لتحالف إقليمي يستهدف إيران.
ورأى
الموقع أن هناك عائقا آخر أمام التحالف الأمني الإقليمي هو حقيقة أن الدول العربية
تعتمد منذ فترة طويلة على ضامنين أمنيين من الخارج. ومنذ القرن التاسع عشر حتى
استقلالها بين عامي 1961 و1971، كانت 5 من دول مجلس التعاون الخليجي تعتمد على
لندن للدفاع عنها كمحميات بريطانية. في غضون ذلك، توصل السعوديون إلى ترتيب أمني
استراتيجي مع الرئيس الأمريكي "فرانكلين روزفلت" في عام 1945.
وشدد
في ختام التقرير على أن تشكيل التحالفات العسكرية، يأتي لمعالجة مخاوف أمنية محددة
واضحة لجميع الدول المشاركة، لكن التحولات المتكررة في السياسة في المنطقة العربية
ستظل عائقا أمام تشكيل تحالف أمني مستقر ودائم.