هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أعلن نادي الأسير الفلسطيني، السبت، عن استشهاد الأسيرة في سجون الاحتلال سعدية فرج الله (68 عاما) من بلدة إذنا غربي الخليل في سجن "الدامون".
وقال النادي إن الرواية الأولية لاستشهاد الأسيرة سعدية فرج الله تفيد أنّها فقدت وعيها بعد أن انتهت من الوضوء، حيث قامت الأسيرات بنقلها فورا إلى عيادة السجن "الدامون" حيث تقبع، واستشهدت فيها.
وبين نادي الأسير، في بيان، أن جلسة محكمة عقدت للأسيرة الأكبر سنا بين الأسيرات، الثلاثاء الماضي، وقد حضرت على كرسي متحرك، وكان محاميها قد طالب إدارة سجون الاحتلال بضرورة عرضها على طبيب مختص، بعد أن أثبتت الفحوص الطبية بارتفاع السكري والضغط لديها وتراجع وضعها الصحي، وطلبت نيابة الاحتلال في الجلسة إصدار حكم بحقها لمدة خمس سنوات و15 ألف شيقل كتعويض، إلا أن الحكم لم يصدر بشكل نهائي.
وأكد أنّ الأسيرة فرج الله تعرضت لجريمة الإهمال الطبي التي شكّلت السياسة الأبرز خلال السنوات القليلة الماضية، وأدت إلى استشهادها والعشرات من الأسرى.
وأضاف أنّ الأسيرة فرج الله كما الآلاف من الأسرى واجهت ظروف اعتقال قاسية بما فيها من عمليات تنكيل وسياسات ممنهجة لاستهداف الأسرى جسديا ونفسيا.
وأوضح نادي الأسير في بيان، أن الأسيرة فرج الله هي أكبر
الأسيرات سنا في سجون الاحتلال الإسرائيلي، حيث جرى اعتقالها قرب الحرم الإبراهيمي
الشريف وسط مدينة الخليل في الثامن عشر من شهر كانون الأول/ يناير 2021، وهي أم لثمانية
أبناء، وموقوفة حتى الآن.
وذكر أن حالة من التوتر الشديد تسود أقسام الأسرى في سجون
الاحتلال، وتكبيرات وطرق على الأبواب عقب استشهاد الأسيرة فرج الله، محملا إدارة سجون
الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن استشهادها، وعن مصير وحياة كافة الأسرى في
سجون الاحتلال.
من جهته حمل رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، سلطات الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن استشهاد الأسيرة سعدية فرج الله.
وطالب اشتية لجان حقوق الإنسان الدولية بفتح تحقيق في ظروف استشهادها، وممارسة الضغط على سلطات الاحتلال للإفراج عن جميع الأسيرات والأسرى خاصة المرضى منهم والأطفال، وتحميلها المسؤولية عن حياتهم.
وطالبت الرئاسة الفلسطينية، المجتمع الدولي بالوقوف عند مسؤولياته الحقوقية والإنسانية، وفتح تحقيق دولي "يكشف حقيقة استشهاد الأسيرة فرج الله، وما يتعرض له الأسرى في السجون الإسرائيلية من تعذيب واضطهاد وإهمال طبي متعمد، أدى إلى استشهاد 230 أسيراً وأسيرة فلسطينية".
من جانبها، طالبت وزارة الخارجية والمغتربين بـ"فتح تحقيق دولي في ظروف استشهاد الأسيرة فرج الله".
وحمّلت حركة حماس، إسرائيل "المسؤولية عن جرائمها المتصاعدة ضد الأسرى والأسيرات المرضى في سجونها".
وقال مسؤول مكتب الشهداء والجرحى والأسرى بالحركة زاهر جبارين: "ارتقت فرج الله بسبب آثار الاعتداء الوحشي أثناء اعتقالها قرب الحرم الإبراهيمي قبل عدة أشهر، ونتيجة الإهمال الطبي والظروف اللاإنسانية التي تعرضت لها منذ اعتقالها".
من جانبها، أدانت حركة الجهاد الإسلامي "تشديد مصلحة سجون الاحتلال للظروف السيئة التي يتم فيها اعتقال الأسيرات".
فيما قالت القيادية بالإطار النسوي للحركة آمنة حميد، إن "الأسيرة ارتقت وهي تقبع في السجن الأقسى من حيث ظروف الاعتقال والتضييق والقتل البطيء للأسيرات في ساحة الفورة".
واستنكرت حميد "صمت المؤسسات الدولية إزاء الجرائم التي ترتكبها إسرائيل بحق الأسرى والأسيرات".
وتواصل سلطات الاحتلال اعتقال 29 فلسطينية يقبعن في سجن
"الدامون"، أقدمهن الأسيرة ميسون موسى من بيت لحم، المعتقلة منذ عام
2015، والمحكومة بالسجن لمدة (15 عاما).
ومن بين الأسيرات أسيرتان رهن الاعتقال الإداري، هما شروق
البدن وبشرى الطويل، إضافة إلى عشر من الأمهات، وأسيرة قاصر وهي نفوذ حمّاد. وأخطر الحالات
المرضية بينهن هي الأسيرة إسراء جعابيص.
وباستشهاد فرج الله يرتفع عدد الشهداء الأسرى في سجون الاحتلال إلى 230 شهيدا منذ عام 1967، وهي ثاني أسيرة من شهداء الحركة الأسيرة، حيث سبق أنّ استشهدت الأسيرة الفتاة فاطمة طقاطقة من بيت لحم، والتي اعتقلت بعد إصابتها برصاص الاحتلال، وارتقت في شهر أيار/ مايو عام 2017 في مستشفى "شعاري تسيدك" الإسرائيلي.