هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
دعا خبير إسرائيلي، إلى أهمية أن تعمل حكومة
الاحتلال الإسرائيلي على تحسين العلاقات مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وأوضح عنات هوشبيرغ ماروم، المختص في الجغرافيا
السياسية والأزمات الدولية و"الإرهاب العالمي"، أن "التوترات
الأمنية بين إسرائيل وإيران، حطمت الأرقام القياسية هذا الأسبوع بنشر تحذير شديد
اللهجة من تهديد إيراني حقيقي على بقاء الإسرائيليين في تركيا".
وذكر في مقاله بصحيفة
"معاريف" العبرية، أنه "في النقاشات المتعلقة بالسياسة في الشأن
الإيراني، تولي إسرائيل اهتماما كبيرا للرئيس التركي أردوغان في هذا الشأن، وذلك
بالنظر إلى مثلث العلاقات القائمة بين تركيا وإيران وإسرائيل وطبيعة العلاقات مع
كل منهما"، منوها إلى أن تركيا "تعزز مكانتها كقوة إقليمية وإقامة
علاقات مع دول المنطقة، وتدخلها في الأزمات له أهمية كبيرة، مع عدم تأكدنا من مدى
حرص أردوغان على القيام رسميًا بدور الوسيط بين الطرفين".
ورأى ماروم، أن "متابعة التغييرات الهائلة
والعمليات العديدة التي تجري في المنطقة، إلى جانب صراعات القوى بين الدول مع
التركيز على تغيير السياسة التركية، تكشف عن نسيج معقد من العلاقات والمصالح
المختلفة، والتي غالبا ما تتعارض مع بعضها البعض".
ولفت إلى أنه "في ظل انغماس روسيا بالحرب
في أوكرانيا، وتقلص وجود الولايات المتحدة في الشرق الأوسط بالإضافة إلى جهودها
لتجديد الاتفاق النووي الإيراني، تتجه الأنظار إلى تركيا وقائدها، وهي واحدة من
أهم دول الشرق الأوسط، ويمكن لها أن تدمج بين الشرق والغرب".
وأضاف: "تركيا هي شريك مهم لأوروبا نظرا
لموقعها الجغرافي السياسي، فهي تشترك في حدود مع ثماني دول بما في ذلك إيران،
وتركيا تتحرك في ظل حكم أردوغان لتكون قوة إقليمية قوية ومستقلة، فهي تتخذ بقيادة
أردوغان، نهجا عمليا ونشطا وحازما، ومع ذلك، فإن عليها أيضا أن تتعامل مع التهديد
النووي الإيراني".
اقرأ أيضا: تل أبيب تحث رعاياها على مغادرة تركيا "بأسرع وقت"
ونبه الخبير، إلى أن "تركيا اليوم هي دولة
قوية، فهي تركز من بين أمور أخرى على تحسين علاقاتها الدبلوماسية مع دول الخليج
والدول العربية، مثل مصر والمغرب والبحرين، كما أنها جددت مؤخرا علاقاتها مع إسرائيل
جزئيا بعد 14 عاما من القطيعة".
وأوضح أن "تركيا تقع على محور جغرافي
رئيسي، فهي تربط آسيا وأوروبا وتربط البحر الأسود بالبحر الأبيض المتوسط، كما أنها تربط
حقول النفط والغاز في بحر قزوين وروسيا بجنوب ووسط أوروبا، وهي حاليا محور طاقة
استراتيجي مهم للغاية، وهي تعمل على توسيع مصادر الطاقة والعلاقات الاقتصادية
والتجارية".
وأكد أن "تركيا لم تعد تعتمد على الوجود
الأمريكي في المنطقة، بل على العكس من ذلك، فهي توفق بين مجموعة متنوعة من
المصالح المباشرة والمتقاطعة، والمواقف المتعارضة وخيارات العمل المختلفة على
جبهات عديدة، ومكانتها الفريدة، كقوة مستقلة في غرب أوراسيا".
وبين أن "الرئيس التركي أردوغان، وإدراكا
منه للتغيرات في خريطة التهديدات والفرص في الشرق الأوسط، يتخذ نهجا يعتمد على
الذات ويقود سياسة خارجية نشطة من أجل ترسيخ وتعزيز مكانته ومكانة تركيا في الساحة
الدولية".
وأشار إلى أن "تركيا التي تقع حاليا في قلب
التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة، وهي في موقع متميز استراتيجي، لديها علاقات مع
إيران، وسعت لتعزيز أنشطتها ومجالات نفوذها في ليبيا وأذربيجان وسوريا، وصرح
أردوغان علنا في 2019 لأول مرة بأنه يفكر في إمكانية التسلح النووي العسكري، كما أنه يواصل
العمل بحزم في الداخل والقضاء على أعداء تركيا الحاليين والمحتملين".
ونوه ماروم، إلى أنه على "خلفية تقليص الوجود
الأمريكي في الشرق الأوسط، إلى جانب تقارب تركيا مع الدول العربية المطبعة مع تل
أبيب، فقد برز واقع جديد، ونسيج معقد وديناميكي هدفه تعزيز وتوسيع التعاون (من قبل
تركيا أردوغان) مع تحقيق الاستقرار الإقليمي في مواجهة محاولات تقويض الاستقرار من
قبل العناصر المعادية".
ورأى أنه في ظل "فترة التغيير الفوضوية
التي نعيشها، يجب على إسرائيل إقامة علاقات مع تركيا، علاوة على تعزيز العلاقات
والاتفاقيات الإقليمية، والأهم من ذلك، تشكيل جزء من كتلة كبيرة من الولايات
المتحدة ضد إيران، ما يضعها في موقع أدنى وعزلة محتملة".
وتابع: "عند القيام بذلك، من المهم توضيح
إلى أي مدى تلعب تركيا دورا استراتيجيا في الأزمة التي نشأت بيننا وبين إيران،
فهذه نافذة فرصة تاريخية بالنسبة لها"، مشيرا إلى "القدرات الفريدة في
التوفيق بين الظروف والمواقف المعقدة التي لا يبدو عليها أي بلد آخر".
وفي نهاية حديثه، قال الخبير: "بلا شك،
هذه القوة والقدرات تستغلها تركيا لتعزيز قوتها الإقليمية ومكانتها الجيوسياسية،
مع التأثير في العمليات الإقليمية والعالمية التي ستؤدي إلى تعزيز مصالحها في
الشرق الأوسط وكذلك على الساحة الدولية".